كواليس غير معروفة عن فيلم "بنت الأكابر".. ماذا حدث خلف الكاميرا؟

يعد فيلم "بنت الأكابر"، الذي عُرض لأول مرة عام 1953، واحدًا من أبرز الأعمال السينمائية التي جمعت بين الفنانة ليلى مراد وزوجها آنذاك أنور وجدي، قبل أن ينفصلا لاحقًا.
وكان الفيلم بمثابة محطة فارقة في مسيرة ليلى مراد، حيث ارتبط اسمها بعد عرضه بلقب "بنت الأكابر"، الذي ظل ملازمًا لها طوال حياتها الفنية.
قصة الفيلم ورسالة نبذ الفوارق الطبقية
ودارت أحداث الفيلم حول فتاة جميلة تدعى ليلى، تعيش في قصر مع جدها الذي يمنعها من الاختلاط بالغرباء، إلا أن القدر يجمعها بـ أنور، وهو موظف يأتي لإصلاح الهاتف في القصر، ليعتقد أنها خادمة ويقع في حبها.
ويطرح الفيلم رسالة اجتماعية تدعو إلى نبذ الفوارق الطبقية بين العشاق، وهو موضوع كان متكررًا في أفلام أنور وجدي وليلى مراد، إلا أنه في هذا العمل كان أكثر وضوحًا.
أغنية "يا رايحين للنبي الغالي" من الفيلم إلى الخلود
ومن أشهر ما قدمه الفيلم أغنية "يا رايحين للنبي الغالي"، التي أصبحت رمزًا لموسم الحج، حيث تُذاع سنويًا في الإذاعات والقنوات الفضائية مع قدوم تلك المناسبة، والأغنية من تأليف أبوالسعود الإبياري وألحان رياض السنباطي، على عكس ما جاء في تترات الفيلم التي نسبت جميع الأغاني إلى حسين السيد ورياض السنباطي فقط.
القصة وراء الأغنية
وخلال تصوير الفيلم، كانت ليلى مراد تتمنى السفر لأداء فريضة الحج، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب ارتباطها بتصوير العمل في استوديو مصر.
ولهذا السبب طلبت من الشاعر أبو السعود الإبياري تأليف أغنية تعبر عن شوقها للحج، ليقوم الموسيقار رياض السنباطي بتلحينها، فخرجت لنا أغنية "يا رايحين للنبي الغالي"، التي لا تزال خالدة في وجدان الجمهور حتى اليوم.
محطة النهاية بين ليلى مراد وأنور وجدي
ولم يكن الفيلم مجرد عمل سينمائي، بل كان أيضًا أخر تعاون إخراجي بين أنور وجدي وليلى مراد، حيث انفصلا بعده مباشرة، لينهي بذلك حقبة من الأعمال المشتركة بينهما التي حققت نجاحًا كبيرًا في السينما المصرية.
إرث "بنت الأكابر" في السينما
ورغم مرور أكثر من 70 عامًا على عرض الفيلم، إلا أنه لا يزال حاضرًا في ذاكرة السينما المصرية، سواء بسبب قصته الرومانسية، أو بفضل أغنيته الشهيرة التي أصبحت جزءًا من التراث الفني العربي.