آخرهم الشاعر مصطفى حدوتة.. مشاهير ذاقوا مرارة الفقد بعد رحيل أبنائهم

شهدنا في الفترة الأخيرة العديد من القصص المؤلمة التي تتعلق بفقدان أبناء الفنانين وهم في سن صغيرة، ما أثار حزناً عميقاً في قلوب الجميع رحيلهم المبكر.
الأمر لم يكن مجرد فقدان عزيز، بل كان بمثابة صدمة هزت قلوب أسرهم والجمهور الذي تعاطف معهم وبينما يتذكر الناس ضحكاتهم وبراءتهم، يبقى الألم يرافق الأهل الذين فقدوا فلذات أكبادهم في لحظات غير متوقعة وكان آخرهم فقدان ابنة الشاعر مصطفى حدوتة، وابن الفنان إسماعيل الليثي، اللذين غادرا الحياة في وقت مبكر، ليتركا خلفهما ذكرى حزينة وأثراً كبيراً في قلوب من أحبهما.
اليوم يعيش الشاعر مصطفى حدوتة ألماً لا يطاق بعد فقدان ابنته الرضيعة "قمر"، التي لم تدم حياتها أكثر من شهور قليلة قمر، إذ نشر صورتها في الحضانة مع كلمات مؤلمة كتبها على الصورة: "لا نملك إلا الدعاء"، رحلت عن هذه الدنيا بعد معاناة طويلة مع أزمة صحية ألمت بها منذ شهر، لترحل فجأة وتترك في قلب والدها جرحاً لا يندمل.
أما الفنان إسماعيل الليثي، فقد عاش أياماً مليئة بالحزن العميق بعد فقدان نجله "رضا"، الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره كان الحادث مأساوياً، حيث اختل توازنه وسقط من الطابق الحادي عشر، ليترك خلفه فراغاً لا يمكن لأي شيء أن يملأه كان الفقد صادماً للجميع، ولم يتوقع أحد أن يواجهوا هذا الوداع المبكر حالة من الصدمة العميقة والحزن اجتاحت الجميع، ليترك رحيله ألماً لا يوصف في قلوب من أحبوه.
كما عانى الفنان حسن يوسف، رحمه الله، معاناة شديدة قبل رحيله، إثر فقدانه نجله عبد الله، أصغر أبنائه من زوجته الفنانة شمس البارودي كانت الفاجعة أكبر من أن تتحملها روحه، فقد غرق عبد الله في إحدى قرى الساحل الشمالي العام الماضي عن عمر لم يتجاوز الـ 35 عاماً، تاركاً خلفه جرحاً عميقاً في قلب والده.
وعاش الفنان جورج وسوف ألماً شديداً بعد فقدانه ابنه "وديع" في بداية العام الماضي، لقد كانت الصدمة أكبر من أن تتحملها روح الأب الذي عاش مع وديع سنوات من الحب والأمل بعد أن أجرى وديع عملية تكميم المعدة، تعرض لمضاعفات صحية خطيرة أدت إلى وفاته، تاركاً والده في حالة من الحزن المدمر.
لم يكن أحد يستطيع أن يتخيل أن ذلك الشاب، الذي كان ينبض بالحياة، سيرحل بهذه الطريقة المأساوية. كان الفقد مريراً، والألم عميقاً، وترك جروحاً لن تلتئم، ليجد جورج وسوف نفسه أمام ألم لا نهاية له بعد أن فقد ابنه، الذي كان يمثل له كل شيء في الحياة.
في نهاية المطاف، يظل فقدان الأبناء من أشد وأقسى أنواع الحزن التي يمكن أن يمر بها الإنسان لا شيء يمكن أن يخفف من ألم فراقهم أو يعوض عن غيابهم، مهما طالت الأيام أو كثرت الكلمات موت الأبناء يبقى جرحاً عميقاً، يختطف السعادة ويترك في القلب فراغاً لا يملأ، مهما حاولنا التكيف مع الواقع هؤلاء الأطفال الذين كانوا في الحياة نوراً وأملاً يرحلون تاركين في أرواح آبائهم وأمهاتهم ألماً لا يطاق، ويذكرونهم دائماً أن الحياة لا تضمن شيئاً، وأن الفقد هو الحقيقة الأشد مرارة.