فى يومها العالمي..كيف تناولت السينما المصرية حضارة المدن

وشوشة

يحتفل العالم باليوم العالمي للمدن، في 31 من أكتوبر من كل عام، وهو مناسبة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية المدن ودورها في التنمية المستدامة.

تُعد المدن مراكز ثقافية واقتصادية واجتماعية تجمع بين تنوع الشعوب وتاريخ الحضارات، وفي مصر، تأخذ هذه المناسبة بعدًا خاصًا، حيث تعتبر المدن جزءًا لا يتجزأ من الهوية والثقافة المصرية، وقد انعكس هذا الرباط بشكل واضح في السينما المصرية التي تناولت المدن العريقة من زوايا متعددة.

القاهرة: قلب السينما المصرية

تعتبر مدينة القاهرة، عاصمة مصر، واحدة من أبرز المدن التي تناولتها الأفلام المصرية،و تعكس العديد من الأعمال السينمائية جمال المدينة وضغوط الحياة فيها.

هنا القاهرة

فيلم "هنا القاهرة" يجمع الفيلم بين الدراما والكوميديا، ويعتبر عملًا فنيًا يعكس الحياة اليومية في مدينة القاهرة، مسلطًا الضوء على التحديات والفرص التي يواجهها سكانها.

يعرض قصة سنوسي، مهندس متزوج من صابرين، حيث يعيشان في صعيد مصر،و يسعى سنوسي لتحسين مواصفات رغيف الخبز من خلال بحث علمي، ويقرر السفر إلى العاصمة القاهرة مع زوجته لمقابلة وزير التموين، لكن الرحلة تأخذ منحى غير متوقع، حيث يواجه الزوجان صعوبات في مواجهة زحام القاهرة وتعقيدات المواصلات والروتين الحكومي.

الفيلم من إخراج عمر عبدالعزيز، ومن تأليف سعيد محمد مرزوق، ويشارك في بطولته محمد صبحي، وسعاد نصر وعبدالله إسماعيل، وسيف الله مختار


الإسكندرية: المدينة الحالمة

لا يمكن الحديث عن المدن المصرية دون الإشارة إلى الإسكندرية، تلك المدينة الساحلية التي تتميز بجوها الفريد وتاريخها العريق.


اسكندرية..ليه

فيلم "إسكندرية... ليه" من إخراج يوسف شاهين، صدر عام 1979،وتدور أحداث الفيلم في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث يقدم لمحة عن أحوال سكان مدينة إسكندرية في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية المتقلبة.

تتركز القصة حول يحيى شكري مراد، مراهق طموح يعشق التمثيل ويحلم بالسفر إلى أمريكا لدراسة الفن، على الرغم من التحديات التي يواجهها بسبب أوضاع أسرته المعيشية.

يمتزج حلمه في تحقيق الذات مع الأحداث التاريخية من حوله، مما يسلط الضوء على الصراعات النفسية والاجتماعية التي يعيشها الأفراد في ذلك الوقت.

الفيلم يتميز بأسلوب شاهين الفريد في السرد، حيث تنبثق من قصة يحيى عدة قصص فرعية تعكس حياة سكان المدينة، مما يجعله عملاً غنياً بالتفاصيل الإنسانية.

كتابة السيناريو والحوار كانت بالتعاون بين محسن زايد ويوسف شاهين، من بطولة، فريد شوقي، نجلاء فتحي، عزت العلايلي، يوسف وهبى، إخراج يوسف شاهين.

 

آيس كريم فى جليم

فيلم "آيس كريم في جليم"  يتناول قصة شاب يُدعى سيف، الذي يعمل في نادي فيديو ويعيش مع مجموعة من الشباب الذين يتطلعون لحياة أفضل.
يحاول سيف إثبات موهبته في عالم الغناء، ولكنه يُفصل من عمله، مما يدفعه للدخول في مغامرات معقدة تنتهي به إلى السجن في مدينة الإسكندرية.

في السجن، يلتقي سيف بطالب يساري يؤلف أشعارًا، وتبدأ علاقة صداقة قوية بينهما، وبعد خروجهما من السجن، يُقدمه الطالب إلى ملحن عجوز مغمور، حيث يشكلون ثلاثيًّا فنيًا يجوب الساحات والشوارع، يعبرون عن أحلامهم وآمالهم من خلال الموسيقى،و تتوالى الأحداث في إطار من المغامرات والعواطف، مما يعكس تحديات الشباب في سبيل تحقيق أحلامهم.

الفيلم من إخراج خيري بشارة وتأليف محمد المنسي قنديل، حوار مدحت العدل،بطولة عمرو دياب وأشرف عبد الباقي،سيمون، جيهان فاضل

بورسعيد : المدينة النابضة بالحياة

أيضًا، تناولت السينما المصرية مدينة بورسعيد ونضال أهلها العظماء .

فيلم بورسعيد

يتناول أحداث فترة العدوان الثلاثي على مدينة بورسعيد، حيث يتناول قصة تتعلق بشبكة جاسوسية تابعة للمخابرات الإنجليزية و تدور الأحداث حول شخصية بات، التي تؤديها ليلى فوزي، والتي تتورط في هذه الشبكة، وتظهر الجوانب الخفية من المؤامرات التي يقودها الخونة والجواسيس ضد الوطن.

في الجانب الآخر، يقود الأُمباشي طلبه، الذي يجسده فريد شوقي، مجموعة من رجال المقاومة الذين يسعون بكل قوتهم للتصدي للاحتلال والمساهمة في حماية المدينة. يعكس الفيلم روح المقاومة الوطنية لأهل بورسعيد والتضحية من أجل الوطن، حيث يتم تصوير الصراع بين الأمل واليأس في زمن الحرب.

الفيلم من قصة و إخراج عز الدين ذو الفقار، بالتعاون مع علي الزرقاني للحوار، بطولة فريد شوقي، هدي سلطان، شكري سرحان، ليلي فوزي، رشدي أباظة، زهرة العلا.


الأقصر: حضارة التاريخ

تشكل مدينة الأقصر بمدينتها القديمة ومعابدها التاريخية مركزًا للسينما التاريخية،و ناقشت بعض الأفلام الجوانب التاريخية والثقافية لهذه المدينة العريقة، حيث تعكس المشاهد الفنية جمال الحضارة الفرعونية وعظمة المعمار القديم، مما يعطي المشاهدين لمحة عن ماضي البلاد.

 

غرام فى الكرنك
فيلم "غرام في الكرنك" هو عمل استعراضي كوميدي يتناول قصة أمينة، التي تسعى لتحقيق حلمها في الانضمام إلى فرقة للرقص الاستعراضي.
تدور الأحداث حول التحديات التي تواجهها الفرقة في حل مشكلاتها المالية، حيث يتطلعون لتقديم أول عروضهم في مسرح معبد الكرنك بالأقصر.

بينما تتمحور القصة حول العمل والتعاون، تنشأ علاقة حب بين أمينة وصلاح، مدير الفرقة وراقصها الأول، ومع ذلك، يعتقد صلاح أن أمينة تكن مشاعر لشخص آخر، مما يدفعه للتظاهر بأن علاقتهما تقتصر على العمل فقط.

الفيلم من قصة وإخراج علي رضا،سيناريو والحوار محمد عثمان، بطولة محمود رضا، فريدة فهمي، عبد المنعم ابراهيم.

 

تُعتبر هذه الأفلام بمثابة دعوة للجمهور للتفكر في القضايا التي تواجهها المدن اليوم، وكيف يمكن للفن أن يكون أداة للتغيير والتطوير، ومن خلال الأفلام، تُسلط الأضواء على التنوع الثقافي والعمق التاريخي للمدن، مما يساهم في تعزيز الوعي بدور المدن في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز التنمية.

تم نسخ الرابط