رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
وشوشة
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

عمر الشريف الفنان العالمى الذى جلس مع عاملات الأستوديو على الأرض يتناول غداه.. هذه حكايتى معه

عمر الشريف و عمرو
عمر الشريف و عمرو صحصاح

تحل اليوم الأربعاء ذكرى رحيل لورانس العرب عمر الشريف، الفنان المصرى الوحيد الذى اقتنص لقب عالمى ووصل للعالمية بمفهومها الحقيقى، وليس مجرد أوهام روج لها أخرين دون جدوى.

عمر فعليا هو الفنان المصرى الوحيد الذى اقتنص لقب "عالمى"، بل وأضاف له بريقا وتوهجا خاصا وليس العكس، خاصة وأنه من القلائل على مستوى العالم بأكمله الذى مَثَلَ بـ 5 لغات.

من تعامل مع عمر الشريف قبل أن يصيبه الزهايمر الذى عانى منه في أيامه الأخيرة، سيدرك أن هذا الرجل يعطى لنفسه أقل مما يستحق بكثير، لايرى نفسه فنانا عالميا ولا يتعامل كأنه تخطى حدود الدول العربية والأوروبية بأفلامه، فهو المصرى الوحيد الذى تواجد بسينمات أمريكا وأوروبا بكل دولها، وكذلك اليابان والهند، بل يرى نفسه إنسانا محظوظا أعطاه الله أموالا وشهرة بأقل مجهود، هل تخيلت معى هذا الحد من نكران الذات!!! هكذا كان يرى نفسه... دون أن يتحدث عن سعيه ومجهوده وموهبته و.. و.. و.. إلخ.

عمر الشريف الذى كان يتحدث بطلاقة 5 لغات، أدرك أن البساطة الغير مصطنعة والتواضع هو سر النجاح، وأنا هنا سأسرد موقفا حدث معى بالفعل دون مبالغة أو محاولة مدح عمر الشريف لأنه لا يحتاج إلى ذلك.

كنت فى شهر يوليو عام 2007 أتجول وأنا طالب فى الفرقة الثانية بكلية الآداب، بين بلاتوهات التصوير، سعيًا وراء تعلم فنون الصحافة الفنية جيدًا، لتقديم أفضل ما فيها، مِثلى مِثل غيرى لديه حماس الطلاب، وفى هذه الأثناء أخبرنى أحد أصدقائى العاملين بجهاز السينما، والذى يتواجد مقره بمدينة السينما بمنطقة الهرم، أن النجم العالمى عمر الشريف يصور مسلسله "حنان وحنين" داخل بلاتوه نحاس بالمدينة، فذهبت مُسرعًا فى اليوم التالى كى أرى النجم العالمى وألتقط معه صورة، وأحصل منه على تصريح واحد، كى أنقله لإحدى الجرائد غير المشهورة، والتى كنت أتدرب فيها آنذاك، دخلت البلاتوه وبداخلى رهبة شديدة، خوفًا من أن يصرخ فى وجهى عمر الشريف، ويشير لأمن البلاتوه بإخراجى أو لإدارة إنتاج المسلسل، لأننى أعرف أنه فى كثير من الأحيان يهتم جدا بالمواعيد، ومن يتخطى النظام الذى وضعه لنفسه يتعصب بشدة، وأنا ذهبت دون موعد سابق، وليس معى كارنيه تابع لأى جورنال.

دخلت البلاتوه وفى قلب موقع التصوير، وكانت مخرجة العمل الراحلة إيناس بكر تصور مشاهد ديكور شقيقة "عمر الشريف"، وجسدتها الفنانة سميرة عبد العزيز، وابنة شقيقته وجسدتها الممثلة الشابة سامية عاطف، فى مشاهد تجمعهما بالفنانة نسرين إمام الوجه الجديد آنذاك، وقبل أن ألتقى مخرجة المسلسل والتى كانت فى نفس الوقت مديرة أعمال النجم العالمى، فوجئت بعمر الشريف يجلس على كرسى وسط عدة كراسى داخل البلاتوه فى الديكور المقرر التصوير فيه.

نظر لى عمر الشريف وقال: "أنت واقف ليه كدة يا ابنى.. ما تقعد"، هنا ازداد توترى خوفًا من أن يأتى أحد ويقول لى "أنت مين ودخلت هنا إزاى"، ولكن ذهبت مسرعًا وجلست على كرسى بجوار النجم العالمى ليبتسم فى وجهى، فإذا بمنفذ الإنتاج يسأل النجم العالمى "تحب تاكل إيه النهاردة يا أستاذ فى البريك"، فقال له حرفا "أى سندويتش صغير ويكون خفيف"، ليتفاجئ منفذ الإنتاج نفسه بأن النجم العالمى يطلب منه وجبة صغيرة بكل هذه البساطة، على عكس النجوم في مكانته أو الأقل منه بكثير يطلبون طلبات مبالغًا فيها، وأكلات متخصصة، تكلف الإنتاج كثيرًا فى بعض الأحيان.

جاء موعد البريك، ليجلس النجم العالمى فى صالة بلاتوه نحاس مع عاملتى الأستوديو ويتناول معهما وجبته الخفيفة بكل هدوء، وظل يتبادل معهما الأحاديث حول بساطة المصريين وبعض ذكرياته فى شوارع المحروسة قديما، ويُلقى عليهما الكلمات الطريفة، كل هذه البساطة تمثلت فى عمر الشريف المصرى الوحيد الذى وصل للعالمية بمفهومها الحقيقى دون خداع ودون حملات ودون الضحك على طيبة الجمهور.

 

تم نسخ الرابط