في ذكرى رحيل رجاء الجداوي.. تغلبت على "السرطان" وهزمها "كورونا"

رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم واحدة من أيقونات الفن المصري، الفنانة القديرة رجاء الجداوي، تاركة خلفها إرثًا فنيًا وثقافيًا عظيمًا وفي ذكرى وفاتها، نتناول جوانب مختلفة من حياتها ومسيرتها، ونكشف عن بعض الأسرار التي جعلتها رمزًا للأناقة والموهبة، ليس فقط على الساحة الفنية بل في قلوب محبيها وزملائها، فالفنانة رجاء الجداوي لم تكن مجرد فنانة موهوبة بل كانت أيضًا شخصية متميزة بأخلاقها وإنسانيتها، مما جعلها تظل في الذاكرة والوجدان حتى بعد رحيلها.
بدايات متواضعة ومسيرة ملهمة
وُلدت رجاء الجداوي في 6 سبتمبر عام 1934 في الإسماعيلية، عاشت طفولة متواضعة، حيث نشأت في أسرة كبيرة العدد ولكنها كانت مليئة بالحب والدعم، وانتقلت إلى القاهرة في سن مبكرة لتعيش مع خالتها الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، التي لعبت دورًا كبيرًا في توجيهها نحو عالم الفن.
عروض الأزياء والانطلاقة الفنية
قبل أن تخطو نحو عالم التمثيل، بدأت رجاء الجداوي مشوارها المهني كعارضة أزياء، وكانت من أوائل العارضات المصريات اللواتي حققن شهرة واسعة بفضل جمالها الفريد وأسلوبها الراقي. وفازت بلقب "ملكة جمال القطن المصري" في عام 1958، مما فتح لها أبواب الشهرة وأتاح لها فرصًا عديدة في عالم السينما والتلفزيون.
دعم خالتها تحية كاريوكا
كانت الفنانة تحية كاريوكا، خالة رجاء الجداوي، واحدة من أكبر الداعمين لها، وعلمتها أهمية الالتزام والانضباط في العمل، وزرعت فيها حب الفن والتمثيل، وبفضل توجيهات خالتها، تمكنت رجاء من بناء مسيرة فنية ناجحة ومستدامة، حيث قدمت مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة الفن المصري.
حياة شخصية مستقرة
تزوجت رجاء الجداوي من حارس المرمى الشهير حسن مختار في عام 1970، وعاش الزوجان حياة مليئة بالحب والتفاهم، وأنجبا ابنتهما الوحيدة أميرة، وكانت تعتبر زواجها من حسن مختار من أجمل فترات حياتها، وظلت ذكراه حاضرة في قلبها حتى بعد وفاته.
التحديات الصحية والإيمان
واجهت رجاء الجداوي العديد من التحديات الصحية خلال حياتها، وأصيبت بمرض السرطان وتغلبت عليه بقوة وإرادة، وكان لهذا المرض تأثير كبير على رؤيتها للحياة وتعاملها مع التحديات.
وكانت رجاء شخصية متدينة بطبعها، وتُعرف بحبها الكبير للقراءة في الدين والتعمق في فهمه، وكانت تؤدي الصلاة بانتظام وتلتزم بالصيام والأعمال الخيرية، مما أكسبها احترام وتقدير كل من عرفها.
النشاط الاجتماعي والتراث الفني
شاركت رجاء الجداوي، في العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية، وكانت عضوة نشطة في العديد من الجمعيات الخيرية وساهمت في دعم الكثير من المشاريع الخيرية التي تستهدف مساعدة الفقراء والمحتاجين.
التقدير والجوائز
حصلت رجاء الجداوي، على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها الفنية، كرمتها العديد من المهرجانات الفنية والجهات الرسمية تقديرًا لإسهاماتها الكبيرة في مجال الفن والتمثيل.
رحيل مؤلم وترك بصمة خالدة
في عام 2020، أُصيبت رجاء الجداوي، بفيروس كورونا المستجد، وبعد معاناة استمرت عدة أسابيع، توفيت في الخامس من يوليو، تاركة خلفها إرثًا فنيًا كبيرًا ومحبة كبيرة في قلوب محبيها.