ريم البارودي تطرب في " بنات السباعي" بقيادة المايسترو تامر حمزة
"بنات السباعي".. دراما اجتماعية ساهمت بشكل كبير في دخول رسائل أخلاقية للبيوت المصرية.. ولعل أهم خلق تصدر حبكة المسلسل كان مفهوم "الرضا" الذي من خلاله يمكن للإنسان أن يعيش حياة هانئة، وعدم الرضا يقود الإنسان لفعل المصائب.
٥ حلقات من الهدوء النفسي ستشعر به خلال مشاهدتك لمسلسل بنات السباعي وذلك من خلال مجموعة من الممثلين الذين تم توظيفهم بشكل مناسب في كل شخصية.
ريم البارودي.. إحساس صادق ونظرات معبرة
بداية من "ياسمين" ابنة نادي السباعي والتي قامت بدورها ريم البارودي، فقدمت شخصية هادئة على خلق عالي "بنت ناس" مثلما يقولون، يحبها زوجها وتحبه.. لكن "الحلو ميكملش" فتعاني ياسمين من مشكلة تأخر الإنجاب وتعافر بين المستشفيات والتحاليل والعمليات للحصول على هذه النعمة دون جدوى، وما زاد الهم هموما هو إهمال زوجها لها وهى في أشد أوقات ضعفها، فعلى الرغم من حب زوجها إلا أنه لا ينتبه لها لانشغاله بأصدقائه وعمله وأهله.
لمست ريم البارودي قلوب مشاهديها حينما عبرت عن اشتياق المرأة لإحساس الأمومة واحتياج وجود طفل بحياتها، أبكت مشاهديها في الكثير من المشاهد التي جمعت الاب بابنته وكأنها في حديث مع أبيها الحقيقي، فعبرت بنظرات عيناها مدى حبها واحتياجها لأبيها واستطاعت أن توصل للجمهور قيمة الأب وحبه لابنته.
محمد التاجي.. "رمز الحكمة"
أما الممثل رمز الحكمة في هذه الأحداث فكان الفنان القدير محمد التاجي، الأب المكافح حتى آخر العمر، الذي يسعى دائما لإسعاد بناته بأي شكل من الأشكال حتى لو كلفه الأمر النزول إلى سوق العمل في هذا العمر، كما أنه يمتلك كبرياء وعزة نفس وأخلاق تمنعه عن إحراج بنت من بناته فيأتي على حساب نفسه وراحته الشخصية من أجل راحة بناته.
برع "التاجي" في تجسيد شخصية الأب "الحنين"، الناصح دائما لبناته، فلولا حكمته ونصيحته لها ما رجعت ياسمين عن خطأها.
أصبح محمد التاجي ممثل السعادة في كل عمل يقدمه فأينما رأيته في أي عمل فني ستعلم أن المحتوى به رسائل أخلاقية ومناسب لمشاهدته من جميع الأعمار.
تامر حمزة.. القائد المسيطر
استطاع المخرج تامر حمزة أن يخلق حالة مقربة للجمهور تحدث يوميا داخل البيوت فكانت الأحداث سلسة ومرتبة فظهرت الشخصيات منذ البداية "بظهرهم" وتحركت الكاميرا معهم مما جعلت المشاهد في حالة ترقب لما سيحدث، وأجابت الشخصيات عن جميع اسئلة المتفرج منذ الحلقة الأولى مما ساهم في وجود حالة من التفاهم بين أحداث العمل والمشاهد.
سيطر تامر حمزة على الكثير من المشاهد وظهرت بها أسلوبه ولونه المتميز فكأنه يقود اوركسترا من نوع مختلف.
أحمد جمال سعيد.. "الطبيعي دائما"
أما "كريم" الزوج المنشغل عن زوجته دائما لكنه بالنهاية يظهر مدى حبه لها ويعتذر عن خطأه والذي قام بدوره أحمد جمال سعيد فكما أعتاد جمهوره منه قدم شخصيته بشكل طبيعي واستطاع أن يجسد حالة أغلب الأزواج المصرية الذي يملئهم حبا كبيرا لزوجاتهم لكن مشاغل الحياة تجعلهم يتناسوا أشياءا مهمة لزوجاتهم، بل أيضا ضمان وجود الزوجة يجعله يفعل أكثر من ذلك من إهمال.. لكن كريم تعلم الدرس بسهولة بسبب حبه الحقيقي لزوجته فحينما شعر للحظة أن إهماله سيضيع زوجته منه تراجع عن إنشغاله.. فربما تمنت كل النساء زوجا مثل كريم.
محمود حجازي.. المتنقل من شعور لآخر
أما محمود حجازي زوج أميرة الابنة الثانية لنادي السباعي، فقدم شخصية "مسعد" الشخص الانتهازي البخيل الذي يدعي الفقر دائما ويمتنع عن إعطاء زوجته أي أموال، ليس هذا فحسب بل دفعه طمعه للزواج من امرأة كبيرة بالسن لامتلاكها العديد من الأموال، لكنه بالنهاية يخسر كل شئ.. يخسر زوجته وعمله بعد اكتشاف سرقته لعملاء الشركة، وبالتأكيد هذه نهاية كل طماع بخيل لكنه أيضا يتعلم الدرس ويعتذر عن خطأه لكن ليس كل الأخطاء يعفى عنها بالاعتذار.
محمود حجازي نجح في إيصال شعور الشخص الانتهازي والندمان أيضا والانتقال من هذه لتلك بلحظات بسيطة من خلال تعبيرات وجهه البارزة وامتلاكه لإحساس الممثل الصادق.