حكايات سيما 6.. المخرج الكبير شريف عرفة: وحيد حامد كتب عنى مقالا صحفيا قبل أن نلتقى

في الحكاية السادسة من حكايات سيما، كانت مع المخرج الكبير شريف عرفة، حيث أنه علي مشارف عامه الخامس و الثلاثين الذي يقضيه بين بلاتوهات عشقه الأول، حينما سألته عن السينما حينما كنت أجري حوارا صحفيا معه بمناسبة العام الـ40 لوحيد حامد في السينما فقال لي عرفة: أعتبرها "إرث" إن جاز التعبير أخذته من والدي المخرج الكبير الراحل سعد عرفة،  و خالي هو الفنان الراحل "أحمد لوكسر"، أشار عرفة إلي إنه مولع بالسينما منذ طفولته، حيث كان أمام منزلهم مباشرة  دارا للعرض، فكان يتابع من خلال شباك غرفته المطلة علي الشارع، كل الأفلام المعروضة فيها، أكمل عرفة كلامه عن حبه الأول، مشيرا إلي إنه تعلم الكثير من فنون السينما من خلال المخرجين العظام  الكبار الراحلين الذي عمل معهم  في بداياته كمساعد مخرج مثل "حسن الإمام"، و غيره من الأسماء الكبيرة في عالم الإخراج السينمائي.
 يروي شريف عرفة حكايته مع معشوقته الأولي قائلا: حياتي الشخصية أقوم بتنظيمها دائما حسب عملي كمخرج، فحياتي مسخرة من أجل السينما ، و ليس العكس فالعمل  السينمائي يأتي بحياتي في المقام الأول، ثم أي شئ آخر، كل ما في حياتي مسخر للسينما و سحرها، و أشار عرفةه  إلي أن السبب الرئيسي في نجاح أي شخص هو الموهبة ثم الإصرار، لأن الأولي أقصد الموهبة وحدها لا تنفع ، فمثلا أنا أول 3 أفلام كمخرج لم تلق أي نجاح يذكر، لكن كان بداخلي إصرار أن أستمر، لذا قاومت  الفشل و نجحت، وراض جدا عن مشواري، ربما لولا الفشل، لم أكن سأدرك قيمة النجاح، أكمل عرفة كلامه قائلا: أذكر إنني قلت في حوار صحفي أن فيلمي" الدرجة التالتة "  لسعاد حسني، فشل و لم يأت بأية إيرادات في السينما بعد هذا الحوار جاءني خطابا من أحد المعجبين بدولة الكويت علي ما أذكر يلومني علي ذلك وقال لي الفيلم لم يفشل و نحن نحبه، وأحزنني أن تصف فيلمك بالفشل، و أدركت وقتها أنها رسالة ربانية لي، بأنني أستمر، رسالة من معجب لي، ينبهني بضرورة عدم إصدار أي حكم علي فيلمي و عدم وصفه ب" الفاشل ".
وقال عرفة : أنا  لا أضع خطة  لتنفيذ أفلامي، أقصد من كلامي حينما يكون لدي مشروعي سينمائي، أنتهي منه أولا ثم أفكر في الذي يليه، و أذكر لك قصة طريفة إنني بعدما قدمت عدة أفلام سياسية مع الكاتب الكبير  وحيد حامد، كالإرهاب و الكباب، المنسي، طيور الظلام، النوم في العسل، قلت " كفاية كده  بقي"، تعالي نعمل حاجة اجتماعية خفيفة  فقدمنا " اضحك الصورة تطلع حلوة "، و هذا الفيلم من أحب الأعمال السينمائية لقلبي، أقصد إنني أقدم أفلاما دون ترتيب أو تخطيط مسبق  كما هناك جملة شهيرة للرئيس السادات، ألا و هي " انتم تتحدثون عن الشجرة بينما أنا اتحدث عن الغابة"، لذا أنا أنغمس في تفاصيل الفيلم حتي آخر يوم قبل طرحه بدور العرض، و أظل حتي آخر يوم من التصوير أضيف تعديلات علي الفيلم، أقول هذا الكلام لأنني بدأت  اشعر تجاه  صناعة بعض الافلام السينمائية أن صناعها قرروا تنفيذها في " قعدة سمر " مع بعض دون وجود معايير سينمائية حقيقية.
أكمل عرفه حديثه عن السينما قائلا: أخرجت فيلم  حليم لصديقي الفنان الكبير الراحل أحمد زكي  كي أحقق له أحد أحلامه السينمائية، لا أنكر إنني رفضت أن أخرج له عدة  أعمال من بينها فيلم" السادات"، و أذكر إنني قلت له وقتها أنت قدمت خلاص الرئيس جمال عبد الناصر، كما إنني أعترف إنني لا أحب تقديم هذه النوعية من الأفلام، لكن فيلم حليم قدمته للوقوف إلي جانب صديقي و لتحقيق آخر رغباته، كما الغريب في الأمر أن الأطباء الذين يشرفون علي علاجه  أخبروني بأمر غريب جدا ألا و هو أن  وقوف أحمد زكي أمام الكاميرا يجعل صحته تتحسن، لذا وافقت علي اخراج فيلم حليم، كما أنه بعد الانتهاء من تصويره لـ90%  من مشاهده تدهورت حالته الصحية.
أما عن المرحلة المهمة في حياته ألا و هي فترة "الدويتو السينمائي" مع الكاتب الكبير وحيد حامد، قال عرفه: سأحكي لك قصة طريفة أقولها لأول مرة ألا و هي أن حامد كتب عني مقالا صحفيا بمجلة صباح الخير قبل أن نلتقي فنيا أو إنسانيا، و المقال كان عبارة عن مديح في تجربتي  السينمائية الأولي كمخرج  من خلال فيلم " الأقزام قادمون"، و أذكر بعض الكلام الذي كتب في هذا المقال، مثل إنني كمخرج مبشر وواع و أشياء من هذا القبيل، ثم قدمت فيلما آخر ألا و هو" الدرجة التالتة "، لسعاد حسني لكنه لم يحقق أي نجاح يذكر وقتها، و بعده قدمت فيلما آخر  " سمع هس " لممدوح عبد العليم و ليلي علوي، المهم التقيت" حامد "صدفة بمكان ما ، فوجئت به يقول لي عندي سيناريو فيلم عايزك تخرجه"، رحبت طبعا علي الفور، و كان سيناريو فيلم "اللعب مع الكبار"، و قبل هذا أذكر لك قصة طريفة تنم عن نبل أخلاق وحيد حامد ألا و هي  "خدني من إيدي لمنتج فمضيت 4 أفلام دفعة واحدة " تلك الحكاية كانت نوعا من الدعم النفسي لي فهمت ذلك فيما بعد،  لكن أعترف إنه في البداية لم تعجبني تلك الطريقة في الشغل،  لكن في الوقت نفسه أفلامي لم تحقق وقتها أي نجاح جماهيري، بعد تلك الحكاية اقتربت من وحيد حامد أكثر،  ثم يبتسم عرفه قائلا: "بقيت أستلف منه فلوس، أعترف أنه كان  صاحب فضل كبير علي، أذكر إنني كنت دائم الهزار معه  بجملة " أناكنت بأسمع مسلسلاتك الإذاعية طفلا بالشورت".
أجمل ما يميز وحيد حامد من وجهه نظري هكذا يقول شريف عرفه "إلمامه الكامل بـ" أخلاق المهنة"،  أولا يعطي المخرج سواء أنا أو  غيري السيناريو جاهز، و لو ممثل طلب منه تعديلا أو شيئا من هذا القبيل يقول له "روح للمخرج"، هو تركيبة فريدة  لم أر مثله، علي الرغم من تعاوني من الكثيرين من الكتاب و المنتجين.
و من أخلاق وحيد حامد الراقية أذكر حينما شاهد فيلم "طيور الظلام" في المونتاج لأول مرة، خاصة أنه يحب حضور التصوير لثقته الكاملة في المخرج أيا كان هو من طالما قرر التعامل معه، المهم في فيلم طيور الظلام لعادل إمام و يسرا و كوكبة كبيرة من النجوم، أنا فاكر قال لي أنت عامل شغل هايل، و زود أجري.
اختتم عرفه كلامه عن السينما ووحيد حامد قائلا: أقول لك سر ألا و هو أنا وقعت في غرام سيناريو فيلم  "البرئ"، أعترف إنني كنت أتمني أكون مخرجه، لكنني وقتها كنت مازلت أعمل كمساعد مخرج.