رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

أحمد العوضي.. الفنان الذي حطم أنف التكفيريين

نكاد جميعاً نجزم أن الفنان أحمد العوضي لعب دور من أهم أدوار الفن المصري التي عُرضت وستُعرض على الإطلاق، فقد هدم صورة جماعة الإخوان الإرهابية لدى أي شخص كان لديه تعاطف تجاههم، ولعب "العوضي" شخصية ليست بالشر التقليدي، بل جسد شخصية هشام العشماوي والذي يمكن أن نصفه "الشيطان يمشي على قدمين"، فهو يحمل قناعات مريضة مليئة بالتطرف والإرهاب، ويدافع عنها باستماتة بحجة أنه يطبق شرع الله، وعلى أساسها يقتل الأبرياء ويستحل دمهم.

وبالتأمل في أداء "العوضي"، يمكن أن نقول أنه جسد "الطاغوت" في أبهى صوره، وهذا المصطلح كان يستخدمه هو والجماعة الإرهابية على أبطال الجيش، ومعناه من يعيث في الأرض فساداً، ولكن في الحقيقة الإرهاب هم "الطواغيت"، وخاصةً هشام العشماوي، "رأس الحية" المدبر لجميع العمليات الإرهابية التي حدثت خلال هذه الفترة، وقد وضح لنا أحمد العوضي حقيقة الغل والحقد التي تحمله هذه الجماعة، واستخدم تعبيرات وجهه لتجسيد كم كانوا يحملون من غباء و"سواد" قاتم في قلوبهم، وليس كما قال البعض أن تعبير وجهه واحد، بل أراد أن يوصل أن الوجه يعكس ما في القلب، وبالطبع قلب هشام العشماوي لم يكن يحمل ذرة خير.

وبرع العوضي في جعل الجميع يتوحد مع شخصيته يكرهه بشدة، وهذا أكبر نجاح، لأن هذه هي رسالة الدور من الأساس، كما زرع في عقول النشء والشباب كيف يكون آخر هذا الطريق، وكم هو قاحل وبلا رحمة أو إنسانية.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها داخل الدراما تحول شخصية من ضابط إلى إرهابي، وقد استخدم العوضي أدواته التمثيلية، ليجعل النقلة مُصدقة بإحكام شديد منه، وإذا رجعنا إلى الخلف ونظرنا إلى الإرهابي قديماً، نجد أنه كان هناك صورة نمطية عنه بالجلباب القصير والبنطال الأبيض، ولكن نستطيع أن نقول أن العوضي غيّر من هذه الصورة للمرة الأولى، وجسد الارهابي العصري.
وجعلنا العوضي لا نفكر في "الاختيار" بين المنسي والعشماوي، فقد نجح في شحن الجمهور بمشاعر الكره لكل تنظيم تكفيري ويأخذ الدين ساتراً، وفي نفس الوقت عزز دور الشهداء وجعلهم قدوة لأي شخص ويتمنى أن يكون مثل المنسي والأبطال.