تامر حسين: كتبت 75 أغنية للهضبة و"خطفوني" مشروع عالمي بمشاركة جنا (حوار)

في كل مرة يتعاون فيها مع "الهضبة"، يترك بصمة لا تمحى، لا يكتب كلمات عابرة، بل يصيغ مشاعر الناس بلغة قريبة، هو الشاعر تامر حسين الذي استطاع أن يحجز لنفسه مكاناً دائماً في ذاكرة جمهور عمرو دياب، ليس فقط بالكلمات، بل بالحضور المستمر والإبداع المتجدد.
وفي ألبوم "ابتدينا"، كان لـ تامر حسين حضور طاغٍ بخمس أغانٍ كاملة، من بينها "خطفوني" و"ماليش بديل" و"ابتدينا"، ليؤكد مجدداً أن العلاقة بينه وبين الهضبة ليست مجرد تعاون، بل حالة فنية متكاملة.
في هذا الحوار، يفتح لنا تامر حسين قلبه، ويحدثنا عن كواليس كتابة أغاني الألبوم، أسرار العلاقة الممتدة مع عمرو دياب، حقيقة ما دار خلف الكواليس مع زملائه الشعراء والملحنين.
إلى نص الحوار:
حدثناً عن سر هذا التعاون الطويل والثقة المتجددة بينك وبين عمرو دياب بعد 75 أغنية؟
في الحقيقة، أنا دائماً حريص على التنويع بين الأغنيات الدرامية والإيقاعية، سواء كانت ذات إيقاع مقسوم أو أغاني سريعة، لأنني أؤمن بأهمية تقديم محتوى متنوع يرضي جميع الأذواق، خلال عملي مع الفنان عمرو دياب على هذا الألبوم تحديداً، استمعنا معاً إلى مختلف الأشكال الموسيقية، ثم حدد هو في النهاية الاتجاه الموسيقي الذي يرغب في تقديمه هذا العام بما يحقق التميز ويضيف شيئاً مختلفاً للجمهور.
بعد ذلك، بدأت في توظيف أفكاري بما يتوافق مع رؤيته، مع الحرص في الوقت نفسه على تقديم ما اعتاد الجمهور أن يسمعه مني ويحبه، سواء في الأغنيات الدرامية أو الإيقاعية فعلى سبيل المثال، في اللون الدرامي أحرص دائماً على تقديم أغنية تحمل بصمتي الخاصة، مثل "ماليش بديل" أو "ماتتعوضش بحد" أو "مكانك" أو "أنا مش أناني"، لأنها من الأعمال التي ارتبط بها الجمهور وتوقعها مني.
أما الأغنيات الإيقاعية، فإن 90% منها تكون ألحاناً، وأحرص فيها على تقديم الأغنية الخفيفة المبهجة التي تناسب أجواء الصيف وتكون سهلة الحفظ لجميع الفئات العمرية وهذه هي المعادلة الناجحة التي أحرص دائماً على تقديمها مع عمرو دياب، لأنها تجمع بين التجديد المستمر والحفاظ على هويتنا الفنية التي أحبها الناس.
كيف تنوع بين كتابة أغنية مثل "خطفوني" وأخرى مثل "ماليش بديل"؟ وهل هناك خطوط رئيسية تربط كل هذه الأغاني؟
أغنية "خطفوني" كانت لحناً عند عمرو مصطفى، وكنت قد كتبت عليها أكثر من موضوع، لكن الفنان عمرو دياب كان حريصاً على أن يقدم بها مشروعاً عالمياً يخرج عن نطاق الوطن العربي ويصل للأجانب، أسهل كلمة يعرفون كيف يقولوها هي "حبيبي الليلة"، وهو له طريقة ومنهج خاص في تصدير الأغاني بحيث يشعر الغرب أنها تخصهم.
فبدأنا نغير الكلام الذي كتبته سابقاً على اللحن، هذا اللحن كان مبدعاً من عمرو مصطفى، وعملنا على "خطفوني" بهذا الشكل أنا كنت قد كتبت الكلام على موسيقى كنا نعملها معاً، ثم لحنها عمرو، فخرجت بهذا الشكل وطبعاً نحن منذ فترة طويلة لم نتعاون معاً، ونسأل الله أن يعافيه ويرجع بألحان مميزة كالعادة.
هل كان عمرو دياب هو من طلب هذا الطابع المختلف في "خطفوني" أم أنك اقترحته بنفسك؟
خطفوني تحديداً جاءت فكرتها من رغبته في تقديم أغنية قابلة للتصدير للعالمية، وهذا ما جعلنا نفكر بشكل مختلف فكرة مشاركة جنا، ابنة عمرو دياب، كانت إضافة عظيمة جداً، جنا تغني بشكل جيد جداً وقدمت إضافة كبيرة للأغنية، وهي من كتبت الجزء الإنجليزي، أما أنا فكتبت النص العربي بالكامل.
وجود جنا كان إضافة جميلة أحبها الجمهور، فالأغنية تجمع بين الطابع المصري والطموح للوصول للعالمية، وأنا أراهن على نجاحها بشكل خاص.
الألبوم موجه لأكثر من فئة: الرومانسي، الشبابي، الشعبي كيف توازن بين كل هذه الأنماط في الكتابة؟ وهل هناك أغنية مثلت لك تحدياً خاصاً؟
عمرو دائماً يكون لديه أهداف محددة بين جمهوره، من الفئات الكبيرة التي أعمارها تصل إلى 85 عاماً، إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماَ والذين يسمعون الموسيقى بشكل مختلف لأن الأغلبية في الأجيال الجديدة لا يحبون الكلاسيك، لذلك يحرص دائماً على تقديم شيء مختلف للأجيال الجديدة.
بعد كل هذا المشوار هل تشعر أنك ما زلت تواجه تحديات جديدة عندما تكتب لعمرو دياب؟ وهل تخطط لتغيير أسلوبك مستقبلاً؟
موضوع الـ75 أغنية منذ أول تعاون بيني وبين عمرو دياب حتى اليوم لا يشغلني بهذا المعنى، بل أسعد جداً بهذا الرقم، لأنه رقم قياسي ومعناه اعتراف وثقة كبيرة من عمرو دياب بي.
أنا أكثر شاعر كتب له في حياته ومشواره الفني، وهذه مسؤولية كبيرة جداً، لكنني حريص دائماً على أن أكون في حالة نشاط فني مستمر، أسمعه أشياء جديدة، وأحاول أن أقدم له ما يقترب من خياله هذه الفكرة تأتي من الإخلاص في العمل ومن حماسي الدائم.
حين تكتب أغنية جديدة، هل تركز أكثر على شخصيته وصوته أم على جمهوره؟
بالتأكيد، طوال الوقت وأنا أكتب لعمرو دياب أضع في اعتباري خصائص صوته، لأنني أيضاً عندي ذوق موسيقي وأعرف أن صوته يبرز في كلمات معينة وحروف معينة وطريقة محددة غير طبعاً الموضوعات التي يختار أن يقولها أو لا يقولها، وهو في هذه الأمور يعطيني مطلق الحرية، لكنني أهتم بتفاصيل التفاصيل في صوته وطريقة أدائه.
أغنية "ماليش بديل" حققت انتشاراً واسعاً هل توقعت هذا النجاح؟ وكيف تقيس نجاح أي عمل؟
ماليش بديل كنت أتوقع لها نجاحاً كبيراً، لأنها من الأغاني التي تصل سريعاً للجمهور، والناس تحب قصص الحب البسيطة التي تحمل تفاصيل واضحة تحديداً جمهوري مع عمرو دياب يفضل هذا النوع من الأغاني الدرامية، لذلك توقعت أن تحقق انتشاراً واسعاً جداً.
الجمهور لاحظ عودة اسمك مع اسم عمرو مصطفى في نفس الألبوم بعد خلاف طويل هل يمكن القول إن صفحة الماضي أُغلقت فعلاً؟
عمرو مصطفى الجمهور لا يعلم أنه قابلني قبل إعلان خبر مرضه، وكان وقتها بصحة جيدة التقينا مصادفة في طائرة ونحن مسافران إلى السعودية، وتصالحنا في الرياض أنا لم أكن غاضباً منه، وهو اعتذر عن أي شيء قد حدث، وأنا أوضحت له لو كان هناك أي سوء تفاهم.
عمرو أخي وصديق عمر يمكن بعد هذه الأزمة الصحية بدأنا كلنا صفحة بيضاء إن شاء الله يعود سالماً، وأنا سعيد جداً أننا عملنا سوياً مرة أخرى، لأن بيننا نجاحات كثيرة جداً صحيح أن فترة الخلاف والتجاوزات كانت مزعجة للجميع، لكنها صفحة جديدة صافية من القلب.
في رأيك، هل الفن قادر على تجاوز الخلافات الشخصية وتوحيد الناس؟ وما الرسالة التي توجهها لجمهوركم؟
بالتأكيد، الفن مؤثر جداً في فكرة أن نكون يداً واحدة دائماً ونتكاتف وهذا الوقت تحديداً يستدعي أن نظل متعاونين معاً، لأن لدينا مسؤولية كبيرة وهي الارتقاء بالذوق العام وأن نكون مؤثرين في الناس وأنا أرى أن الفن دائماً يجب أن يقربنا ولا يبعدنا عن بعضنا.