"هلهل” ليست مجرد كلمة… بلاغ رسمي يضع محمد رمضان في مرمى القانون

محمد رمضان
محمد رمضان

في حلقة جديدة من الجدل الذي كثيرًا ما يرافق الأغاني التي تتجاوز الخط الفاصل بين المزاح و”الذوق العام”، وجد الفنان محمد رمضان نفسه في مواجهة بلاغ رسمي يتهمه بالإساءة إلى عائلة مصرية تُدعى “هلهل”، بعد استخدام الاسم في أحدث أغانيه.

 

البلاغ، الذي تقدم به المحامي أحمد هليل إلى النائب العام، لم يكتفِ بوصف ما حدث بـ”الخطأ العفوي”، بل اعتبره “سبًا وقذفًا علنيًا” في حق عائلة تحمل اسمًا له جذور تاريخية وسمعة طيبة في عدد من المحافظات، معتبرًا أن الأغنية خرجت عن إطار الفن، وألحقت ضررًا نفسيًا ومعنويًا بأبناء العائلة.

 

ما الذي ورد في أغنية “هلهل”؟

 

الأغنية التي أثارت الجدل تضمّنت جملة تم فيها ذكر اسم “هلهل” في سياق ساخر، وهو ما فُسّر على أنه إساءة ضمنية تمس العائلة.

ورغم أن الأغنية لم تُخصّص شخصًا بعينه، فإن ورود الاسم بصيغته المجردة، وبشكل يمكن ربطه مباشرة بكيان عائلي موجود، دفع البعض إلى اعتبارها تشهيرًا مقنّعًا باسم الفن.


 

مطالب المحامي في البلاغ:

 

البلاغ المقدم لم يكتفِ بالاعتراض، بل حمل مطالب قانونية مباشرة، تمثلت في:

وقف الأغنية فورًا من التداول على جميع المنصات الإلكترونية والتلفزيونية.

إحالة محمد رمضان للتحقيق بتهمة الإساءة والتشهير.

تحمّل الجهة المنتجة المسؤولية عن السماح بعبارات تمس كرامة عائلة بعينها دون مراجعة أو تحفّظ.

 

رمضان يرد: “كل الاحترام والتقدير”

 

في محاولة لاحتواء الغضب، لم ينتظر محمد رمضان طويلًا قبل أن يردّ عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً:


 

“كل الاحترام والتقدير لعائلة (هلهل)، وبالنيابة عن كاتب الأغنية مصطفى حدوتة، لم نقصد أبدًا الإساءة للعائلة الكريمة. كل الحب والاحترام، ونرجو من حضراتكم سعة الصدر.

أنا بشتغل علشان أفرحكم مش أزعلكم”.

 

ردّ رمضان بدا مهذبًا، لكنّه لم يتضمّن اعترافًا مباشرًا بـ”الخطأ”، بل حمل في طيّاته نبرة توضيح ونفي “سوء النية”، وهو ما قد لا يكون كافيًا بالنسبة للبعض، خاصة في ظل تصاعد الغضب من عدد من أبناء العائلة الذين اعتبروا الاعتذار غير كافٍ.



الاسم في الأغنية… هل يظل افتراضًا أم يتحول إلى مسؤولية؟

 

الحادثة تفتح بابًا واسعًا للأسئلة حول العلاقة بين الإبداع والمسؤولية الاجتماعية:

 

• هل يجوز استخدام أسماء حقيقية لعائلات أو أشخاص في الأعمال الفنية دون إذن؟

• ما الفرق بين المزاح والتلميح والإساءة؟

• وهل “النية الحسنة” تُغني عن التدقيق في الأثر الحقيقي للكلمة؟

• ومتى يتحول الفن من وسيلة للتعبير إلى ساحة تلامس فيها كرامة الآخرين؟


 

البلاغ المقدم ضد محمد رمضان ليس الأول في مسيرته، فقد واجه الفنان سابقًا انتقادات حادة بسبب مشاهد، وكلمات، وإطلالات أثارت استياء شرائح من الجمهور، وإن كان غالبًا ما يبرر أعماله بأنها “فن شعبي يحاكي الواقع”.

لكن الواقع هذه المرة يبدو مختلفًا، لأنه لا يتعلق بخيال أو شخصية، بل باسم حقيقي يتوارثه أبناء عائلة كاملة.

 

بين فنان جماهيري ومسؤولية التأثير

 

محمد رمضان بلا شك واحد من أكثر الفنانين تأثيرًا على الساحة الفنية، وأغانيه تحقق ملايين المشاهدات فور طرحها.

لكن، مع هذا التأثير، تأتي مسؤولية مضاعفة:

أن تكون الكلمات محسوبة، وأن يكون للفن سقفٌ يحترم الناس، لا فقط يجذبهم.


 

في النهاية، يبقى الفصل في هذه القضية بيد القانون، لكن الدرس الذي تعيد الواقعة تأكيده هو أن الشهرة لا تُعفي من المحاسبة، وأن الكلمة – حتى في أغنية – قد تحمل تبعات ثقيلة على أصحابها… وعلى من تمسّهم من بعيد أو قريب.

تم نسخ الرابط