ذكرى رحيل فتحية العسال.. كاتبة مناضلة أعادت للمرأة صوتها وحريتها

فتحية العسال
فتحية العسال

في مثل هذا اليوم، الخامس عشر من يونيو، تمر الذكرى السنوية لرحيل الكاتبة والمناضلة النسوية فتحية العسال، التي غادرت عالمنا في عام 2014 بعد مسيرة حافلة بالنضال والفكر والإبداع، لم تكن العسال مجرد كاتبة درامية، بل كانت صوتًا نسويًا حُرًّا دافع باستماتة عن حقوق المرأة والفقراء، وقدّمت نموذجًا يُحتذى به في تحدي الظلم الاجتماعي والسياسي من خلال الكلمة والموقف.

 

رائدة الدفاع عن حقوق المرأة

 

كرّست فتحية العسال حياتها للدفاع عن قضايا المرأة المصرية، من خلال منصبها كأمينة عامة لاتحاد النساء التقدمي، ورئيسة لجمعية الكاتبات المصريات.

 

لم تكتفِ بالكتابة فقط، بل نزلت إلى الميدان وأسست فصول محو أمية للنساء، وعملت على نشر الوعي بحقوق المرأة في التعليم والمشاركة السياسية.

 

نشأت العسال في بيئة تقليدية حُرِمت فيها من التعليم، لكنها رفضت أن تظل حبيسة الجهل، فعلمت نفسها بنفسها، لتصبح واحدة من أبرز رموز التنوير النسوي في مصر والعالم العربي.

 

نضال سياسي وشجاعة نادرة

 

كان لفتحية العسال موقف سياسي واضح منذ شبابها، حيث انضمت للحزب الشيوعي وواجهت الاعتقال ثلاث مرات في عهد الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، بسبب دفاعها عن حرية التعبير ورفضها التطبيع.

 

لم تخشَ السجن، بل حولت تجربة الاعتقال إلى إبداع أدبي ومسرحي، لتخرج بأعمال خالدة مثل مسرحية "سجن النسا" التي استوحتها من الواقع المرير داخل الزنازين.

 

أعمال أدبية ودرامية خلدت المرأة

 

تميزت كتابات فتحية العسال بتركيزها على قضايا المرأة المهمشة، فكتبت عن القهر الاجتماعي، والحرمان من التعليم، والزواج القسري، والحرية المفقودة.

 

من أبرز أعمالها الروائية: "نساء بلا أقنعة"، "سجن النسا"، "ليلة الحنة".

 

وفي المسرح، قدمت ما يزيد عن 10 مسرحيات، منها: "المرجيحة"، "الباسبور"، "البين بين".

 

أما في الدراما التلفزيونية، فقدمت أكثر من 57 مسلسلًا، منها: "هي والمستحيل"، "رمانة الميزان"، "حتى لا يختنق الحب"، "لحظة صدق"  الذي حصل على جائزة أفضل مسلسل مصري عام 1975.

 

سيرتها الذاتية شهادة على عصر

 

في كتابها "حضن العمر"، قدّمت فتحية العسال سيرة ذاتية صادقة وعميقة، تحدثت فيها عن طفولتها الصعبة، وزواجها المبكر، وتجاربها النضالية، لتوثق بذلك ليس فقط رحلتها الشخصية، بل أيضًا مراحل تحوّل المجتمع المصري من الخمسينات إلى الألفية الجديدة.

 

رغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال فتحية العسال حيّة في وجدان الحركة النسوية والثقافية المصرية، لقد كانت فتحية العسال أكثر من مجرد كاتبة، كانت صوتًا حُرًّا لا يعرف التنازل، وإمرأة واجهت الواقع بشجاعة، فاستحقت عن جدارة لقب "أم الكاتبات" و"نصيرة المرأة المصرية".

تم نسخ الرابط