من "مهمة في تل أبيب" إلى "48 ساعة في إسرائيل".. أفلام مصرية تعبر إلى أرض الكرامة‎

وشوشة

في ظل الأضواء المسلطة على تل أبيب وتطورات المشهد الإقليمي، تعود أعمال فنية مصرية إلى الواجهة، حيث جسدت السينما عددا من المحطات المفصلية في الصراع العربي الإسرائيلي، من خلال أفلام تناولت الجاسوسية، والمقاومة، والعلاقات المتشابكة، قدمت السينما المصرية رؤى درامية وثقافية لهذا الملف المعقد، لتظل شاهدة على مراحل تاريخية متنوعة وعلى الدور الذي لعبه الفن في توثيقها.

 

وفي هذا الإطار، نستعرض مجموعة من أبرز الأفلام المصرية التي تناولت هذا الملف، من "مهمة في تل أبيب" الذي يصور عملية استخباراتية داخل إسرائيل، إلى أعمال رصدت مشاهد الصمود والتضحية، التي سطرها التاريخ.

 

"مهمة في تل أبيب"

 

جسد فيلم "مهمة في تل أبيب" الصادر عام 1992 بطولة نادية الجندي، واحدة من أكثر القصص المخابراتية إثارة، حيث تناول قصة عميلة مزدوجة تعمل لصالح المخابرات المصرية داخل تل أبيب.

 

تدور الأحداث حول "آمال" المقيمة في باريس والتي يتم تجنيدها لصالح إسرائيل وبعد شعورها بالندم، تقرر التوبة وتلجأ للسفير المصري، ليتم الاتفاق معها على العمل كعميلة مزدوجة بعد اجتياز جهاز كشف الكذب.

 

وتكلف "آمال" بمهمة خطيرة داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث تقوم بتصوير شريط يحتوي على أنواع السلاح والخطط الاستراتيجية في حال نشوب حرب مع مصر، ورغم اكتشاف أمرها من قبل الموساد وتعرضها لتعذيب وحشي، تنجح المخابرات المصرية في تهريبها من داخل مستشفى في إسرائيل وإعادتها إلى الوطن، الفيلم من تأليف بشير الديك، وإخراج نادر جلال، وشارك في بطولته كمال الشناوي ومحمد مختار وسعيد عبد الغني.

 

"48 ساعة في إسرائيل"

 

في عام 1998، جاء فيلم "48 ساعة في إسرائيل" ليبرز شجاعة المرأة المصرية في وجه الموساد، عبر قصة "أمل" التي تربي شقيقها الوحيد "نصر" بعد استشهاد والديهما وزوجها في غارات إسرائيلية على بورسعيد وسيناء.

 

يلتحق "نصر" بالمخابرات المصرية، وتسند إليه مهمة تتعلق بميكروفيلم هام في اليونان، لكنه يختفي بعد اختطافه، تسافر "أمل" للبحث عنه، فتجد نفسها في قلب صراع استخباراتي شرس، حيث تتسابق المخابرات المصرية والإسرائيلية للعثور على الميكروفيلم.

 

الفيلم أخرجه نادر جلال، وبطولة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي، وقدم نموذجا للمرأة الوطنية التي تخوض بنفسها معركة غير متكافئة في سبيل حماية شقيقها ووطنها.

 

"الطريق إلى إيلات"

 

يعد فيلم "الطريق إلى إيلات" إنتاج 1993 من أهم الأعمال السينمائية التي وثقت العمليات الفدائية المصرية خلال حرب الاستنزاف.

 

يروي الفيلم تفاصيل العملية الجريئة التي نفذها رجال الضفادع البشرية في يوليو 1969، حيث نجحوا في تدمير سفينتين حربيتين داخل ميناء إيلات الإسرائيلي، هما "بيت شيفع" و"بات يم"، بالإضافة إلى الرصيف الحربي، قبل أن يعودوا إلى مصر سالمين بعد استشهاد بطل واحد فقط.

 

الفيلم أخرجته إنعام محمد علي، وسيناريو فايز غالي، وكان بمثابة توثيق سينمائي نادر لبطولة بحرية خالدة ما تزال تُدرّس حتى اليوم في الأكاديميات العسكرية.

 

"أبابيل"

 

تحت عنوان التوثيق الحقيقي، صدر فيلم "أبابيل" عام 2014 بتوقيع مجموعة "المؤرخين 73"، ليركز على تصحيح مسار الرواية الرسمية بشأن الضربة الجوية في حرب أكتوبر 1973.

 

الفيلم الوثائقي يسلط الضوء على الدور الحقيقي الذي قام به الطيارون المصريون، مع تصحيح للمعلومات المغلوطة عن دور الرئيس الأسبق حسني مبارك في العملية، من إخراج وليد ساري وتأليف أحمد زايد، جاء الفيلم كأول عمل بصري من نوعه، يمول ذاتيا من مجموعة غير ربحية لتقديم رواية موثقة تتحدى السرد الرسمي وتُنصف الأبطال الحقيقيين.

 

"أرض السلام"

 

يعود بنا فيلم "أرض السلام" إنتاج 1957 إلى واحدة من أقدم المحاولات السينمائية المصرية لتجسيد القضية الفلسطينية وتدور أحداث الفيلم في إحدى القرى الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال، حيث يتعاون "أحمد" المناضل المصري "عمر الشريف" مع "سلمى" الفتاة الفلسطينية "فاتن حمامة" في مقاومة الاحتلال ومحاولات تحرير القرية.

 

الفيلم من إخراج كمال الشيخ، وتم تصويره باللهجة الفلسطينية، في محاولة مبكرة للاقتراب من الواقع الفلسطيني بكل تفاصيله، ما جعله وثيقة فنية نادرة في تلك المرحلة.

 

"بئر الخيانة"

 

يعتبر فيلم "بئر الخيانة" إنتاج 1987 من الأفلام المأخوذة عن ملفات حقيقية من المخابرات المصرية، يتناول الفيلم قصة "جابر"، الشاب الذي يعمل في ميناء الإسكندرية وتضيق به السبل فيلجأ إلى السفارة الإسرائيلية بحثا عن عمل، ليقع فريسة سهلة في قبضة الموساد، ويتم تجنيده ليبدأ رحلة خيانة تنتهي بمواجهته المصير المحتوم.

 

الفيلم من إخراج علي عبد الخالق، وبطولة نور الشريف وعزت العلايلي، ويمثل تحذيرا صريحا من فخاخ الاحتلال وأدواته التي تستغل الحاجة والفقر لتجنيد العملاء.

 

"السفارة في العمارة"

 

بأسلوب ساخر يدمج الكوميديا بالسياسة، طرح فيلم "السفارة في العمارة" عام 2005 رؤية فنية ناقدة للتطبيع مع الاحتلال، ويروي الفيلم قصة المهندس "شريف خيري"، "عادل إمام" الذي يعود إلى مصر ليكتشف أن شقته مجاورة للسفارة الإسرائيلية، ما يدفعه للدخول في صدام مستمر معهم.

 

يتحول "شريف" من شخص لا مبالي إلى ناشط شعبي ضد وجود السفارة، خاصة بعد استشهاد صديق فلسطيني له يدعى إياد، الفيلم من إخراج عمرو عرفة وتأليف يوسف معاطي، واستطاع أن يطرح القضية الفلسطينية من زاوية قريبة للجمهور المصري، مستخدما لغة ساخرة ومواقف درامية تجسد التحول من اللامبالاة إلى المقاومة الرمزية.

تم نسخ الرابط