في ذكرى ميلادها .. كيف تسببت زيزي البدراوي في مقاضاة حليم لـ حسن الإمام؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة زيزي البدراوي، إحدى نجمات الزمن الجميل، والتي ارتبط اسمها بالأدوار الرومانسية الحالمة، امتلكت وجهاً سينمائياً مميزاً وحضوراً طاغياً جعلها فتاة أحلام جيل كامل من الشباب، ونجحت في أن تحفر اسمها بين نجمات جيلها من خلال رصيد فني كبير في السينما والدراما.

بدأت زيزي البدراوي مسيرتها الفنية مبكراً، إذ ظهرت للمرة الأولى كومبارس في فيلم "أربع بنات وضابط" عندما كانت طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها، حيث ظهرت وهي تمسك بآلة الإيقاع خلف الطفلة لبلبة في أحد مشاهد الغناء داخل ملجأ الأيتام، تلك البداية البسيطة لم تكن عائقاً أمام طموحها، فقد استطاعت خلال سنوات قليلة أن تتحول من مجرد وجه عابر إلى نجمة شابة تتنافس على البطولات النسائية في أهم أفلام تلك الفترة.

انطلاقتها الحقيقية جاءت من خلال المخرج حسن الإمام، الذي اختارها للمشاركة في فيلم "عواطف"، وبعد النجاح الكبير للفيلم، وقع معها عقد احتكار اشترط فيه ألا تعمل إلا من خلاله مقابل حصوله على 20% من أجرها في أي عمل، الأمر الذي عطل مشوارها لاحقاً بسبب مطالبه المالية الكبيرة، ما دفع بعض المنتجين للابتعاد عنها.

وعندما شعرت زيزي البدراوي بأن ارتباطها بحسن الإمام يهدد مستقبلها، اتخذت قراراً جريئاً بالتمرد على العقد وتعاقدت على فيلم "البنات والصيف" مع العندليب عبدالحليم حافظ دون علم الإمام، وما إن علم بذلك حتى أقام دعويين ضدها: الأولى لوقفها عن العمل، والثانية للمطالبة بتعويض مالي، غير أن عبدالحليم تدخل لحمايتها ورفع دعوى مضادة اعتبر فيها أن تعاقدها كان تحت وصاية والدها، نظراً لكونها قاصراً وقتها، وهو ما أجبر حسن الإمام على التراجع وسحب دعواه.

رغم أن فيلم "البنات والصيف" كان محطة مهمة في مسيرتها، إلا أنه تسبب في هجوم شديد عليها، بعد أن جسدت شخصية الفتاة التي تترك عبدالحليم ضمن أحداث الفيلم، ما أغضب جمهور العندليب وعرضها لانتقادات لاذعة من الجمهور والنقاد على حد سواء.

زيزي البدراوي قدمت خلال مشوارها الفني عشرات الأعمال السينمائية التي تركت أثراً كبيراً، من بينها "أحلام البنات"، "إحنا التلامذة"، "السبع بنات"، وغيرها.

لكنها قررت في مرحلة معينة الابتعاد عن السينما لمدة 18 عاماً، واتجهت إلى الدراما التليفزيونية، ورغم انسحابها المؤقت من السينما، لم تخفت نجومية زيزي البدراوي، بل ظلت حاضرة بقوة على الشاشة الصغيرة، ونجحت في بناء قاعدة جماهيرية جديدة من خلال أدوارها المؤثرة في الدراما التلفزيونية، لتظل واحدة من النجمات اللاتي جمعن بين الجمال والموهبة والقدرة على التحدي، واستحقت مكانتها في ذاكرة الفن المصري.