"حكاوي زمان" القصة الكاملة لاعتزال شادية في أوج شهرتها

تمر السنين وتتغير الوجوه، لكن بعض الذكريات تبقى ساكنة في القلب، لا يبهت لونها ولا يخفت بريقها. نتذكر زمناً كانت فيه البساطة تاجًا، والضحكة خارجة من القلب، والفن يُصنع بصدق، ويُروى كالحكايات على مهل.
وفي سلسلة “حكاوي زمان” التي يطلقها “وشوشة”، نفتح دفاتر الفن القديم وننفض الغبار عن قصص لم تُروَ بالكامل. وحكايتنا اليوم عن واحدة من أنقى الأصوات وأجمل الوجوه التي عرفها الفن المصري، عن شادية… “صوت مصر الدافئ” و”فتاة الأحلام” التي اختارت أن تبتعد عن الأضواء وهي في قمة المجد.
قرار اعتزال صادم.. ووراءه أمومة مفقودة
في لقاء نادر، كشف الفنان الراحل سمير صبري كواليس القرار الذي صدم جمهور شادية، وقال إن رغبتها العميقة في أن تكون أمًا كانت من الأسباب الخفية التي دفعتها للاعتزال. فقد تعرضت لثلاث حالات إجهاض أثناء زواجها من الفنان صلاح ذو الفقار، أحدها في الشهر السابع، ما ترك في قلبها جرحًا لا يُشفى.
وجدت شادية عزاءً في شقيقها الأصغر “طاهر”، الذي اعتبرته “ابنها ومدير أعمالها وصاحبها وكل حياتها”، لكن رحيله المفاجئ كان الضربة القاصمة التي أدخلتها في حزن عميق وجعلت قرار الاعتزال أقرب من أي وقت مضى.
تشخيص خاطئ.. وخوف من المجهول
وروت شهادات نادرة أن شادية تعرضت أيضًا لتجربة طبية قاسية، حيث تم تشخيصها بالخطأ بأنها مصابة بسرطان الثدي، وطُلب منها استئصال الثدي رغم أن التحاليل اللاحقة أثبتت خلوها من المرض. هذه التجربة زادت من شعورها بالخوف والقلق، وساهمت في انعزالها عن الوسط الفني.
بعد الاعتزال.. الحضور الصامت
بعد الاعتزال، نادراً ما ظهرت شادية، وإن ظهرت، كانت تضع شالاً أبيض على رأسها، في إشارة إلى حالة نفسية عميقة لا تحب أن تشرحها، ولا تبوح بها.
وهكذا، آثرت “صوت مصر” أن تغني للحب… ثم تنسحب بهدوء، تاركة خلفها أرشيفًا خالدًا، وقلوبًا لم تنسَ.