"حكاوي زمان".. عمر الشريف ورشدي أباظة "صداقة مستحيلة وخلاف غامض"

عمر الشريف ورشدي
عمر الشريف ورشدي أباظة

تمر السنين وتتغير الوجوه، لكن بعض الذكريات تبقى ساكنة في القلب، لا يبهت لونها ولا يخفت بريقها، نتذكر زمناً كانت فيه البساطة تاجاً على رؤوس الجميع، وكانت الضحكة تخرج من القلب قبل أن تمر على الشفاه زمن الفن الصادق، حين كانت الحكايات تُروى على مهل، تُصنع بحب، وتعيش فينا كأنها الوطن.

ومن بين هذا الحنين، يطلق "وشوشة" سلسلته الأسبوعية "حكاوي زمان"، لنفتح من خلالها دفاتر الفن القديم، وننفض الغبار عن قصص لم ترو بالكامل، أو طواها النسيان، حكايات عن نجوم سكنوا القلوب، ورحلوا بأجسادهم، لكن ظلت ملامحهم تملأ الذاكرة.

وحكايتنا اليوم، عن خلاف شائك وصداقة لم تكتمل بين اثنين من عمالقة الشاشة وهما عمر الشريف ورشدي أباظة.

في لقاء قديم، استرجع الفنان الراحل أحمد رمزي هذه القصة، التي عاشها عن قرب، قائلًا: "مكنوش بيحبوا بعض خالص أنا الاتنين كانوا أصحابي، وحاولت كتير أصلح بينهم، لكن مقدرتش أجمعهم سوا في مكان واحد".

سنوات طويلة تداول فيها الجمهور رواية تقول إن الخلاف بين النجمين كان بسبب فيلم عالمي عرض أولاً على رشدي أباظة، فرفضه، قبل أن ينتقل إلى عمر الشريف الذي وافق عليه، ليصبح لاحقاً نجماً عالمياً.

 لكن رمزي نفى هذه القصة قائلاً: "لا دي مش الحقيقة، وده مش سبب الخلاف، السبب الحقيقي أنا عارفه، بس محدش يعرفه غيري".

الوقائع تشير إلى أن المنتج الأجنبي كان يبحث لسنوات عن وجه بطولي لفيلم مهم، إلى أن شاهد الفيلم المصري "في بيتنا رجل"، وهناك، لفت عمر الشريف أنظاره، أعجب به بشدة، وطلب مساعدته للسفر إلى أوروبا، وبالفعل تدخل عبد اللطيف البغدادي، أحد المقربين، وسهل له إصدار جواز السفر، والسفر إلى ألمانيا، لتبدأ رحلة العالمية.

لكن رغم كل ذلك، ظل السبب الحقيقي وراء التوتر بين النجمين طي الكتمان فهل كان غيرة فنية، أم منافسة شرسة أم شيء أكبر لا يعرفه سوى رمزي. 

وفي النهاية، تبقى الحقيقة غائبة، وتظل حكاية الخلاف بين عمر الشريف ورشدي أباظة واحدة من أسرار الزمن الجميل زمن لا تصنع مثله القصص ولا يتكرر فيه الرجال.

 

تم نسخ الرابط