في ذكرى عرضه.. أسرار مشهد لا يُنسى في فيلم "زهايمر"

عادل إمام
عادل إمام

تحل اليوم ذكرى عرض فيلم "زهايمر"، أحد أبرز أفلام الفنان القدير عادل إمام، والذي ناقش من خلاله قضية إنسانية تمس الملايين، وهي معاناة مرضى الزهايمر وما يرافقها من وحدة وارتباك وحنين للماضي.

ويعد الفيلم من التجارب الفنية النادرة التي جمعت بين الكوميديا والدراما الاجتماعية في معالجة مرضى الشيخوخة، حيث قدم إمام أداءً لافتاً جسد من خلاله حالة الضياع والتشتت التي يعيشها مريض الزهايمر.

من المشاهد المؤثرة في الفيلم، مشهد الظهور الاستثنائي للفنان الراحل سعيد صالح، الذي لعب دور صديق قديم لعادل إمام في دار مسنين، وهو المشهد الذي نال إشادات واسعة بسبب قوته الدرامية وتعبيره الصادق عن عمق الصداقة.

وفي لقاء قديم، كشف سعيد صالح عن كواليس مشاركته في الفيلم، مؤكداً أن دافعه لتقديم الدور لم يكن فقط جودة المشهد، بل أيضاً عمق العلاقة الشخصية التي جمعته بعادل إمام على مدار سنوات، رغم محاولات البعض التفريق بينهما، على حد وصفه.

وقال سعيد: "ما جذبني للمشهد هو كتابته الدقيقة، حيث يبدأ بلحظة كوميدية مبنية على نسيان معلومات عامة وشخصية مثل اعتقاد الشخصية بأن الرئيس جمال عبدالناصر لا يزال يحكم مصر ثم ينقلب تدريجياً إلى مشهد ميلودرامي مؤثر، يبرز مظاهر الشيخوخة من الإهمال الشخصي وحتى التبول اللا إرادي أثناء الحوار".

ورغم عدم استعانته بأطباء أو متخصصين، أوضح صالح أن أداؤه استند إلى قراءته المتأنية للمشهد وتوجيهات المخرج، مشيراً إلى أنه يثق بأن صناع العمل استندوا إلى استشارات طبية دقيقة لكتابة المشهد بشكل علمي.

وتابع صالح: "لم أحتج لأكثر من ثلاث ساعات للتحضير والتصوير، نفذنا المشهد من أول مرة دون إعادة، بسبب وضوح الرؤية لدى المخرج وفهمي لسياق الشخصية، هذا المزج بين الكوميديا والدراما يحتاج لتركيز شديد، وقد وفر لنا فريق العمل المناخ المناسب لذلك".

وانتقد صالح في حديثه ظاهرة الإطالة غير المبررة في بعض الأعمال الدرامية قائلاً: "كرهت التليفزيون بسبب المشاهد الزائدة والحوار غير المجدي، قررت ألا أعمل في أعمال لا تحمل قيمة بالنسبة لي، مشهد واحد في زهايمر يساوي أكثر من 300 مشهد بلا معنى".

تم نسخ الرابط