في ذكرى رحيل موسيقار الأجيال.. ماذا قال محمد عبد الوهاب عن تغير الذوق العام؟

تمر اليوم الذكرى الرابعة والثلاثون لرحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي ولد في 4 مايو 1901 بحارة برجوان في حي باب الشعرية بالقاهرة، ويعد أحد أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين، إذ جمع بين التلحين والغناء والتأليف الموسيقي، كما قدم عدداً من التجارب السينمائية، وارتبط اسمه بالأغنية الوطنية، وترك بصمة لا تمحى في تطوير الموسيقى العربية، حتى استحق عن جدارة لقب "موسيقار الأجيال".
وفي ذكرى رحيله نستعرض لكم جزءًا من لقاء سابق للموسيقار محمد عبد الوهاب، تناول فيه برؤية واضحة التغيرات التي طرأت على الأغنية، وعلق تحديداً على ظاهرة "أغاني النكتة"، موضحاً رأيه في طبيعة هذا النوع من الأغاني ومدى تأثيره على الذوق العام.
عبد الوهاب يتحدث عن الظواهر الجديدة في الأغنية العربية
علق محمد عبد الوهاب في لقاء نادر له على ما يعرف بـ"أغاني النكتة"، معتبراً إياها نكاتاً ملحنة فرضها العصر.
وأشار إلى أن هذه الأغاني تلقى رواجاً في الأوساط الشعبية، حيث يتناولها الناس أثناء ممارسة حياتهم اليومية كوسيلة ترفيه خفيفة، خاصة بين فئات مثل السائقين والعمال.
وأوضح عبد الوهاب أن هذه الظواهر الفنية لم تأتِ من فراغ، بل نشأت نتيجة تغيرات اجتماعية واقتصادية أوجدت جمهوراً جديداً يستهلك الفن بشكل سريع وخفيف، وغالباً دون الاشتراط على الجودة أو العمق.
وأكد عبد الوهاب أنه لا يمكن مقارنة أغاني النكتة بالأعمال التي تقدم في القاعات والمسارح، حيث يبحث الجمهور هناك عن تجربة فنية متكاملة تتطلب الالتزام والاحترام، وبين أن السياق الذي يقدم فيه العمل الفني هو ما يحدد نوعيته وطبيعته.
واختتم عبد الوهاب حديثه بتوجيه رسالة للفنانين المعاصرين، شدد فيها على أهمية احترام العمل الفني.
وقال بوضوح: "ما أزال أؤمن بأن على الفنان أن يقدم ما يبرر احترام عمله، وعندها فقط سيحظى هذا العمل باحترام الجمهور".