في ذكرى رحيله.. صلاح جاهين الموهوب الذي هزمه الاكتئاب رغم إضحاكه الملايين

تحل اليوم ذكرى رحيل صلاح جاهين، أحد أبرز أعمدة الثقافة والفن في مصر خلال القرن العشرين اشتهر بموهبته المتعددة بين الكتابة والرسم والتأليف، وتميز بأسلوبه الفريد في التعبير عن قضايا المجتمع ببساطة وعمق ورغم النجاح الكبير الذي حققه، ظل يعاني في صمت من صراعات نفسية أثرت على حياته بشكل كبير.
وفيما يلي نعرض لكم أبرز محطات حياة صلاح جاهين وأهم أعماله التي تركت أثرا لا يمحى في تاريخ الفن:
صلاح جاهين والاكتئاب
في أحد الحوارات النادرة، كشف الفنان الكبير صلاح جاهين عن جانب خفي من حياته، حين تحدث بصراحة عن معاناته مع الاكتئاب وأوضح أن هذا المرض ليس بعيدا عن مهنته كرسام كاريكاتير، بل هو جزء لا يتجزأ منها، قائلا: “إن الاكتئاب يكاد يكون القاسم المشترك بين المهرجين والكوميديانات ورسامي الكاريكاتير حول العالم”.
روى جاهين أنه خلال زياراته المتكررة للصحف الأجنبية، لاحظ أن أغلب الرسامين الذين التقاهم كانوا يعانون من الاكتئاب أيضا وذكر واقعة مؤثرة حينما رافقته زوجته إلى طبيب نفسي عالمي خارج مصر، أملا في علاجه، فقالت للطبيب: "زوجي يعمل رسام كاريكاتير في مصر"، فكان رد الطبيب وماذا في ذلك جميع رسامي الكاريكاتير يصابون بالاكتئاب، تماما مثل "فيكي" وعندما استفسر جاهين عن هذا "فيكي"، اكتشف أنه أنهى حياته منتحرا ليقول بعدها "شعرت أن شعري وقف من الصدمة".
أعمال فنية صنعت مجده
امتلك صلاح جاهين بصمة فنية فريدة، لم تتوقف عند حدود الشعر أو الكاريكاتير، بل امتدت لتشمل الإنتاج والتمثيل وكتابة السيناريو أنتج أعمالا خالدة في تاريخ السينما المصرية، من بينها فيلم "أميرة حبي أنا" و"عودة الابن الضال"، وشاركت زوجته في أداء أدوار بعدد من الأفلام التي قام بإنتاجها.
من أبرز إسهاماته في السينما، كان سيناريو فيلم "خلي بالك من زوزو" الذي حطم الأرقام القياسية في فترة عرضه، حيث استمر عرضه لأكثر من 54 أسبوعا متتاليا، وهو رقم نادر في ذلك الزمن كما كتب أفلاما شهيرة مثل "شفيقة ومتولي"، و"أميرة حبي أنا"، و"المتوحشة" ولم يكتفي بالكتابة فقط، بل شارك في التمثيل بعدد من الأفلام أبرزها "اللص والكلاب"، "شهيد الحب الإلهي"، و"لا وقت للحب".