تعرف على العلاقة بين الإفراط في تناول الملح والإصابة بالاكتئاب

رغم التحذيرات الطبية المستمرة من الإفراط في تناول ملح الطعام بسبب آثاره السلبية على ضغط الدم والصحة العامة، فإن الملح لا يزال مكونًا أساسيًا في معظم الوجبات اليومية، لما له من دور كبير في تحسين نكهة الأطعمة.
إلا أن دراسة طبية حديثة حملت مفاجأة غير متوقعة، حيث كشفت أن استهلاك الملح بكميات كبيرة قد يرتبط ارتباطًا مباشرًا بظهور أعراض تشبه الاكتئاب، مما يفتح بابًا جديدًا لفهم تأثير التغذية على الصحة النفسية.
ملح الطعام بين الضرورة والخطر
يُعتبر ملح الطعام عنصرًا لا غنى عنه في تحضير مختلف الأطباق، خاصة الأطعمة المشوية التي يساهم الملح في تعزيز نكهتها.
وعلى الرغم من ذلك، فقد بات الأطباء ينصحون بالاعتدال في استخدامه، واستبداله ببدائل أكثر صحة، مثل ملح الهيمالايا، نظرًا لتأثيره السلبي المؤكد على ضغط الدم وأمراض القلب.
دراسة حديثة تكشف مخاطر نفسية جديدة للملح
في دراسة أجرتها الجمعية الأميركية لعلم المناعة ونشرتها مجلة «Scientific Russia»، تبين أن تناول كميات مفرطة من الملح قد يؤدي إلى أعراض نفسية شبيهة بالاكتئاب.
واعتمدت الدراسة على تجربة سريرية أجريت على مجموعة من الفئران، تم تقسيمها إلى مجموعتين: الأولى تلقت غذاءً غنيًا بالملح، والثانية اتبعت نظامًا خاليًا منه.
نتائج مثيرة للقلق:
خلال 5 أسابيع من التجربة، لاحظ الباحثون أن الفئران التي تلقت غذاءً غنياً بالملح أظهرت سلوكيات غير اعتيادية، تمثلت في انخفاض مستوى النشاط والاهتمام بالاستكشاف، وهي علامات تشبه أعراض الاكتئاب، مقارنةً بالمجموعة الأخرى.
أظهرت التحاليل أن الفئران التي استهلكت كميات كبيرة من الملح سجلت مستويات مرتفعة من بروتين «IL-17A» في الدماغ والطحال والدم.
ويُعرف هذا البروتين في الأوساط الطبية بدوره في تحفيز الالتهابات العصبية، ويُعتقد أنه يساهم في تطور أعراض الاكتئاب لدى الإنسان.
تُعزز نتائج هذه الدراسة الفرضيات العلمية السابقة التي تربط بين فرط الحركة ونقص الانتباه وبين الاكتئاب الحاد.
كما تشير إلى أن تقليل استهلاك الصوديوم قد يسهم في تحسين الحالة المزاجية بشكل عام، بحسب ما أظهرته دراسات بشرية سابقة.
دعوة للحد من تناول الملح ومجال جديد للعلاج
شدد الدكتور شياوجون تشين، الباحث المسؤول عن الدراسة من جامعة نانجينغ الطبية، شدد على أهمية تقليل تناول الملح كإجراء وقائي للصحة النفسية، مشيرًا إلى أن الاكتشاف الأخير قد يساعد في تطوير أدوية تستهدف بروتين «IL-17A»، من أجل علاج أعراض الاكتئاب.
يتكوّن ملح الطعام بشكل أساسي من مركب كلوريد الصوديوم «NaCl»، ويوجد طبيعيًا على هيئة بلورات معدنية تُعرف بالهاليت أو الملح الصخري ورغم بساطته الكيميائية، يبدو أن تأثيره على الجسم، وخصوصًا على الصحة النفسية، أكثر تعقيدًا مما كنا نتصور.