ذكرى عرض فيلم "الشك القاتل".. قصة الزواج والانفصال على الشاشة وفي الواقع

يصادف اليوم ذكرى عرض فيلم "الشك القاتل" الذي عرض عام 1953، ليكون واحدا من أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية، حيث جمع الفيلم بين المبدعة مريم فخر الدين وزوجها محمود ذو الفقار في أول تعاون فني بينهم، ولكن خلف الكواليس، كانت هناك العديد من التفاصيل التي تسلط الضوء على العلاقة بين الزوجين وأجواء العمل في ذلك الوقت.
حادثة الكومبارس
وخلال تصوير فيلم "الشك القاتل" عام 1953، وقع حادث غير متوقع في أحد المشاهد التي كانت تُصور في حديقة منزل رجل غني.
وفي هذا المشهد، كانت مريم فخر الدين تظهر وهي تمشي في الحديقة حتى تصل إلى الباب الخلفي للمنزل، وفوجئت هي وفريق العمل بمجموعة من الناس الواقفين لمشاهدة التصوير وعندما لم ينجح فريق العمل في إقناعهم بالابتعاد، تم الطلب منهم عدم التحدث أو إحداث أي ضوضاء أثناء التصوير.
وعند بدء التصوير، كان من المفترض أن يستقبل الكومبارس مريم فخر الدين ويحييها، وفي تلك اللحظة بدأ التصوير بالفعل، ولكن فجأة تعالت صرخات إحدى النساء من بين المتفرجين وهي تقول: "يا عسكري، يا عسكري"، ليوقف التصوير تماما.
واقترب العسكري من المرأة التي أعطته ورقة وأكدت له أن الكومبارس الذي كان يقوم بدور مساعد مريم فخر الدين كان متهربا من دفع النفقة المطلوبة منه.
وتبين فيما بعد أن هذه المرأة كانت قد حصلت على حكم بالنفقة ضد الكومبارس الذي كان يتهرب من دفع المبالغ المستحقة له.
ولقد قررت المرأة التوجه إلى موقع التصوير بعد سماعها أنه سيصور في هذا البيت تحديدا لتتمكن من القبض عليه وعلى الرغم من محاولة فريق العمل إقناعها بالانتظار حتى ينتهي التصوير، إلا أن المرأة رفضت تماما، وفي النهاية اضطر الفريق لدفع المبلغ المستحق للمرأة ليتمكنوا من استكمال التصوير.
مريم فخر الدين تروي تجربتها
وخلال تصوير الفيلم، كانت مريم فخر الدين متزوجة من محمود ذو الفقار، الذي تولى إخراج الفيلم وشارك أيضا في بطولته وبينما كانت مريم تساهم بموهبتها الكبيرة في العمل، تصف تجربتها خلال تصوير الفيلم بأنها لم تكن خالية من المفاجآت، بل كان هناك تحديات تميزت بتفاصيل فنية وإنسانية.
وقالت مريم فخر الدين في حديث لها سابقا عن تلك الفترة: “فوجئت بأنه كان بخيلا جدا، حيث رفض أن يمنحني أي أجر نظير عملي في فيلم "الشك القاتل”، وقال لي إنه طالما أنا زوجته فلا حاجة لأن أحصل على أجر مادي وكان يكتفي بإعطائي ساندويتش وزجاجة مياه غازية".
ويعكس هذا التصريح بشكل واضح التحديات التي واجهتها مريم في العمل مع زوجها، وخاصة في فترة كانت فيها العلاقات المهنية بين الزوجين أقل مرونة مما هي عليه اليوم.
وتظهر هذه التفاصيل الجانب الإنساني في كواليس تصوير الفيلم، وتكشف عن طبيعة العلاقة بين مريم ومحمود خلال تلك الفترة.
أول تعاون بين مريم فخر الدين ومحمود ذو الفقار
ويعتبر فيلم "الشك القاتل" بداية التعاون الفني بين مريم فخر الدين ومحمود ذو الفقار، وهو التعاون الأول بعد زواجهما في عام 1952، والذي تحقق بعد قصة حب استمرت لسنوات.
وكان هذا الفيلم بمثابة خطوة هامة في مسيرتهم الفنية، إذ كان يضعهم في مواجهة مباشرة مع تحديات جديدة.
ورغم الأجواء المتوترة التي خلفها تصرف محمود ذو الفقار، إلا أن الفيلم كان له تأثير كبير على حياة مريم فخر الدين المهنية.
ففي الوقت الذي كانت فيه مريم تساهم بموهبتها، كان العمل الفني المشترك مع زوجها يعكس واقع العلاقة بين الفنانين في تلك الفترة، حيث كان التعاون بين الزوجين في المجال الفني يعد خطوة غير مألوفة في السينما المصرية.
أبطال فيلم "الشك القاتل"
وضم فيلم "الشك القاتل" الذي عرض عام 1953، طاقم عمل مميز من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت، بجانب مريم فخر الدين، محسن سرحان، ومحمود ذو الفقار، شارك في الفيلم كل من لولا صدقي التي قدمت دور "سناء" زوجة كمال، ومحمد علوان الذي أدى دور وكيل النيابة، وفهمي أمان الذي مثل شخصية مصطفى رئيس عمال المصنع.
كما شارك عبد السلام النابلسي في دور "جميل" عشيق سناء، وماري عز الدين في دور ثانوي، ونجمة إبراهيم التي قامت بدور "زينب" والدة كمال.
وشارك أيضا أنور السيد في دور الدكتور فؤاد، ومحمد كامل في دور "أبو الدهب" خادم بيت كمال وسناء، وأخيرا شفيق نور الدين الذي مثل شخصية المحامي.