ذكرى رحيل محمد توفيق.. سرق خطابا ملكيا من أجل والدته

تحل اليوم الخميس، ذكرى وفاة الفنان محمد توفيق، أحد رموز التمثيل والإخراج في مصر، والذي امتدت مسيرته الفنية لأكثر من 75 عاما تنقل خلالها بين المسرح والإذاعة والتليفزيون والسينما، وترك أثرا واضحا في كل مجال عمل به.
ولد محمد توفيق في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، لأسرة عرفت بالحركة الوطنية، وانتقل في طفولته إلى حلوان حيث بدأت تظهر موهبته في المرحلة الإبتدائية.
والتحق لاحقا بالمعهد العالي للفنون المسرحية وكان من أوائل خريجيه، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته، وتتلمذ هناك على يد الفنان العالمي لورانس أوليفييه، قبل أن تعوقه ظروف الحرب العالمية الثانية عن العودة لمصر في الوقت المحدد، ليعمل مخرجًا في القسم العربي بالإذاعة البريطانية.

محطات من حياته وأدواره
قدم الفنان محمد توفيق مجموعة كبيرة من الأدوار التي تنوعت بين الشخصيات البسيطة والمركبة، مثل أدوار الرجل الطيب، والزوج الضعيف، والمدمن، وأحمق القرية، وتميز في تجسيد هذه الشخصيات بصدق وبراعة، وكان يلقب في الوسط الفني بـ"شيخ الممثلين".
وخلال مسيرته قدم ما يقرب من 200 عمل فني، منها أكثر من 100 فيلم سينمائي وقرابة 40 مسلسلًا تليفزيونيا، إلى جانب عدد كبير من العروض المسرحية والسهرات الإذاعية، ومن أبرز أعماله: لك يوم يا ظالم، شئ من الخوف، الشريد، ابن البلد، نافذة على الجنة، حسن ونعيمة، سوبر ماركت، العرضحالجي، يوميات ونيس، حكايات أبو العلا البشري، هند والدكتور نعمان، وكانت آخر مشاركاته السينمائية من خلال فيلم بدر عام 2001.

سرق خطابا ملكيا من أجل والدته
روى محمد توفيق في لقاء سابق واقعة شخصية أثرت في مسيرته، حين اضطر لكتابة خطاب مزور منسوب للديوان الملكي لطمأنة والدته المريضة الرافضة لعمله في الوسط الفني، وأوهمها بأنه أصبح مديرا لدار الأوبرا، حتى رحلت وهي راضية عنه، وقد وصف هذه الواقعة بأنها "السرقة الوحيدة في حياته".
وكان معروفا بين زملائه بالالتزام والجدية، حتى إنه انسحب من أحد العروض المسرحية بعدما شعر أن إحدى الممثلات خرجت عن النص، ورفض العودة رغم محاولات إقناعه.
عزلة الأيام الأخيرة
عاش محمد توفيق أيامه الأخيرة في هدوء وعزلة شبه تامة، مبتعدا عن الأضواء حتى وافته المنية في مثل هذا اليوم عام 2003، عن عمر ناهز 95 عاما.