ذكرى رحيل عبد الفتاح القصري.. أظلمت الدنيا أمامه على خشبة المسرح

تحل اليوم السبت، ذكرى رحيل الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري، الذي أضحك الملايين بأدواره المميزة، لكنه عاش واحدة من أقسى النهايات المأساوية في تاريخ الفن.
فقد كانت حياته خلف الكواليس مليئة بالألم والخيانة، حتى لحظة فقدانه للبصر على المسرح أمام الجمهور، في مشهد لم يفرق فيه أحد بين الواقع والتمثيل وفي السطور التالية، نروي لكم القصة الكاملة لنهايته الحزينة.
البداية حب تحول إلى استغلال
لم يكن عبد الفتاح القصري مجرد فنان كوميدي بارع، بل كان إنسانا عاطفيا، وقع ضحية حبه الأعمى لزوجته الأخيرة، التي كانت تصغره بسنوات كثيرة أحبها بصدق ومنحها كل شيء، حتى استغلت تعلقه بها وأجبرته على التنازل عن جميع ممتلكاته وكتبها باسمها، ليجد نفسه فجأة بلا مال ولا سند.
الصدمة الكبرى على خشبة المسرح
عام 1962 كان عبد الفتاح القصري يؤدي أحد أدواره المسرحية أمام صديقه إسماعيل ياسين، عندما وقعت الكارثة كان المشهد يسير بشكل طبيعي، لكنه عندما حاول الخروج من المسرح، أظلمت الدنيا أمامه تماما وقف في مكانه يصرخ بفزع: "أنا مش شايف حاجة نظري راح".
تصور الجمهور أن الأمر مجرد جزء من التمثيل، فتعالت الضحكات والتصفيق، لكن إسماعيل ياسين أدرك الحقيقة المؤلمة، فأوقف المسرحية وطلب من الحضور الهدوء، بينما كان القصري يتخبط في ظلام مفاجئ لا يعرف كيف يخرج منه.
النهاية الأكثر قسوة
بعد إصابته بالعمى تخلت عنه زوجته بلا رحمة، وطردته من شقة كتبها باسمها، ليجد نفسه بلا مأوى، ينتقل بين المستشفيات والملاجئ، لا يملك شيئا سوى الذكريات والألم لم يعد هناك من يقف إلى جانبه، ولا من يضحك على نكاته، حتى رحل في 8 مارس 1964، في عزلة تامة، تاركا خلفه إرثا فنيا خالدا، وقصة مأساوية ظلت محفورة في تاريخ السينما المصرية.