"مرحب شهر الصوم".. أغنية أعلنت قدوم رمضان منذ 60 عامًا

وشوشة

كل أغنية تحمل في طياتها مشاعر وأحاسيس تتشابك مع الأحداث التي مر بها صانعوها، وتظل هذه الأغاني خالدة في الذاكرة، وأغنية "مرحب شهر الصوم"، التي أداها الفنان عبد العزيز محمود، هي واحدة من تلك الأغاني التي أصبحت رمزًا لاستقبال شهر رمضان، ووراءها قصة مميزة جمعت بين الشاعر محمد علي أحمد والموسيقار عبد العزيز محمود، لتبقى الأغنية حتى اليوم جزءًا من الأجواء الرمضانية في العالم العربي.

 

البداية داخل الإذاعة المصرية

وفي عام 1966، كانت الإذاعة المصرية تبحث عن أغنية جديدة تعبر عن فرحة قدوم شهر رمضان، فقدم الشاعر محمد علي أحمد كلمات أغنية "مرحب شهر الصوم"، وحملت الكلمات طابعًا احتفاليًا بسيطًا، وهو ما لفت انتباه الموسيقار محمد حسن الشجاعي، مراقب عام الموسيقى في الإذاعة آنذاك.

 

وبعد عرض الأغنية على لجنة الاستماع، أُعجبت اللجنة بالكلمات، ورأت أنها تحمل روح البهجة والاحتفال بالشهر الكريم، فوافقت على إنتاجها فورًا.

 

عبد العزيز محمود.. صوت رمضان المميز

ولم يكن اختيار عبد العزيز محمود لأداء الأغنية وليد الصدفة، فقد كان معروفًا بأسلوبه المميز في الغناء والتلحين، والذي يجمع بين البساطة والعذوبة.

وأجريت بروفات مكثفة للأغنية في حديقة معهد الموسيقى العربية، حيث حرص عبد العزيز محمود على ضبط الأداء بدقة ليعكس روح الفرحة التي تحملها الكلمات.

وبعد الانتهاء من التسجيل، بدأت الإذاعة المصرية في بث الأغنية، وسرعان ما أصبحت الأغنية الرسمية لاستقبال شهر رمضان، حيث نالت إعجاب المستمعين، وحققت انتشارًا واسعًا.

 

كلمات تحمل روح رمضان

وجاءت كلمات الأغنية لتعبر عن مشاعر البهجة والسرور بقدوم الشهر الفضيل، حيث وصفت الأجواء الرمضانية بشكل بسيط لكنه مؤثر، ومن أشهر مقاطع الأغنية:

"مرحب شهر الصوم مرحب
لياليك عادت في أمان
بعد انتظارنا وشوقنا إليك
جيت يا رمضان".

وجاءت الكلمات بأسلوب سهل وسلس، مما جعلها قريبة من قلوب المستمعين، وعزز ذلك الأداء المميز والتلحين الذي جعلها أغنية خفيفة وسهلة الحفظ.

 

خلود الأغنية عبر الأجيال

وعلى الرغم من مرور ما يقرب من ستة عقود على إصدارها، لا تزال أغنية "مرحب شهر الصوم" تُذاع كل عام مع حلول شهر رمضان، وكأنها إعلان غير رسمي لبدء الأجواء الرمضانية.

وأصبحت الأغنية جزءًا من التراث الموسيقي المرتبط بالشهر الكريم، حيث يتم تشغيلها في المحلات والأسواق، وتستخدمها القنوات التلفزيونية في إعلانات رمضان وبرامج الفوازير.

وتظل هذه الأغنية نموذجًا للأعمال الفنية التي استطاعت أن تحفر مكانها في ذاكرة الجمهور، بفضل مزيجها الفريد من الكلمات المعبرة، واللحن البسيط، والأداء الصادق، مما جعلها أيقونة غنائية خالدة في وجدان المستمع العربي.

تم نسخ الرابط