"مولاي إني ببابك".. كيف جمع السادات بين النقشبندي وبليغ حمدي؟‎

ارشيفية
ارشيفية

تعد الابتهالات الدينية جزءً أصيلًا من الأجواء الروحانية في شهر رمضان، حيث تحمل في طياتها معاني الخشوع والتضرع إلى الله.

ومن بين هذه الابتهالات الخالدة، يبرز "مولاى إني ببابك"، الذي أصبح علامة مميزة للشهر الكريم، بفضل صوته العذب وأدائه المؤثر بصوت الشيخ سيد النقشبندي.

بداية القصة.. لقاء غير متوقع

وترجع قصة الابتهال إلى لقاء جمع بين الرئيس الراحل أنور السادات والملحن بليغ حمدي، حيث أعرب السادات عن إعجابه الشديد بصوت الشيخ سيد النقشبندي وأراد أن يسمعه في شكل فني جديد.

وهكذا جاء اقتراح أن يتعاون النقشبندي مع بليغ، وهو ما كان يعد تجربة غير مألوفة في ذلك الوقت، حيث اعتاد الشيخ تقديم الابتهالات بأسلوبه التقليدي، بينما اشتهر بليغ بأسلوبه الموسيقي المتجدد.

تعاون غير مألوف بين بليغ والنقشبندي

عندما بدأ النقشبندي العمل مع بليغ، فوجئ بطبيعة اللحن المختلف الذي قدمه له، إذ لم يكن يشبه الألحان التي اعتادها في الابتهالات الدينية.

وفي البداية أبدى تحفظه على هذا التجديد، لكنه مع مرور الوقت شعر بأن اللحن يحمل بُعدًا روحانيًا عميقًا، قادرًا على الوصول إلى القلوب بطريقة مختلفة.

ولادة ابتهال خالد

ووافق النقشبندي على أداء الابتهال، ليخرج إلى النور "مولاى إني ببابك" بأسلوب موسيقي جديد يجمع بين الروحانية العميقة والتعبير الفني الراقي.

ومع تقديمه لأول مرة لاقى الابتهال نجاحًا هائلًا، وأصبح واحدًا من أكثر الابتهالات تأثيرًا في وجدان المستمعين.

ابتهال يرافق أجواء رمضان

ومنذ إطلاقه ارتبط الابتهال بأجواء الشهر الفضيل، حيث يتم بثه باستمرار عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية، ليصبح أحد الرموز الصوتية لشهر رمضان، ويظل محفورًا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.

إرث موسيقي وروحاني لا يزول

ورغم مرور السنوات، لا يزال "مولاى إني ببابك" حاضرًا بقوة، حيث يعكس تمازج الفن الروحاني مع الإبداع الموسيقي، ليظل شاهدًا على تجربة فنية نادرة جمعت بين صوت النقشبندي ولحن بليغ حمدي، في واحدة من أروع ما قُدم في مجال الابتهالات الدينية.

تم نسخ الرابط