بعد 73 عامًا على عرضه.. أسرار لم يعرفها الجمهور عن "ما تقولش لحد"

في مثل هذا اليوم 21 فبراير 1952، طرح فيلم "ما تقولش لحد" في دور السينما المصرية، ليكون واحدًا من أبرز الأفلام الرومانسية الموسيقية في تلك الحقبة.
جمع الفيلم الذي أخرجه هنري بركات، بين النجمين فريد الأطرش وسامية جمال، اللذين لم يقتصر ارتباطهما على الشاشة فقط، بل امتد إلى الواقع، حيث شكّلا ثنائيًا فنيًا وعاطفيًا أثار الكثير من الجدل.
كواليس مشحونة بالتوترات العاطفية
وراء الكاميرا، كانت القصة الحقيقية أكثر إثارة من أحداث الفيلم نفسه، وفي تلك الفترة كانت علاقة فريد الأطرش وسامية جمال تمر بحالة من التوتر، وعلى الرغم من الحب الذي جمعهما، إلا أن شائعات قوية ترددت حول رفض فريد الزواج رسميًا من سامية بسبب اختلاف الطبقات الاجتماعية، وهو الأمر الذي أغضبها.
سامية لم تتردد في التعبير عن استيائها، وأكدت في أحد حواراتها الصحفية آنذاك أنها كانت سببًا رئيسيًا في نجاح فريد الأطرش وشهرته، مؤكدة أنها مميزة بدونه.
وهذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، حيث أثارت حفيظة فريد، مما أدى إلى تصاعد الخلاف بينهما، ليتحول الفيلم إلى آخر عمل يجمعهما قبل انفصالهما العاطفي والفني.
قصة الحب والصراع في "ما تقولش لحد"
وتدور أحداث الفيلم حول المطرب وحيد "فريد الأطرش"، الذي يعيش قصة حب قوية مع الراقصة ولعة "سامية جمال"، ولكن الأحداث تأخذ منعطفًا مع سفر ولعة في جولة فنية، وحينها يعِدها وحيد بالزواج عند عودتها، إلا أن الأمور لا تسير كما خطط لها، حيث يواجه وحيد ضغوطًا عائلية تدفعه للزواج من المطربة نوسة "نور الهدى".
وعند عودة ولعة، تكتشف زواجه، لتبدأ سلسلة من التعقيدات التي تجعل الفيلم مزيجًا من الدراما والكوميديا والرومانسية.
رغم الخلافات.. نجاح سينمائي لا يُنسى
وعلى الرغم من التوترات الشخصية بين بطليه، استطاع فيلم "ما تقولش لحد" أن يحقق نجاحًا كبيرًا، حيث تميز بموسيقاه الرائعة، وأداء أبطاله المتناغم، حتى إن الجمهور لم يكن يتخيل أن هذا الانسجام على الشاشة يخفي وراءه أزمة حقيقية.
وكان الفيلم بمثابة شهادة على موهبة فريد الأطرش وسامية جمال، وقدرتهما على تجاوز مشاعرهما الخاصة من أجل تقديم عمل ناجح للجمهور.
إرث خالد في ذاكرة السينما
واليوم وبعد أكثر من 7 عقود على عرضه، لا يزال فيلم "ما تقولش لحد" يحتفظ بمكانته كواحد من أهم الأفلام الكلاسيكية التي جمعت بين الدراما والرومانسية والموسيقى، ليظل شاهدًا على حقبة ذهبية في السينما المصرية، حيث كانت كواليس الأفلام لا تقل إثارة عن أحداثها نفسها.