محسن حسنين.. الهارب من الخياطة إلى زعامة العصابات في السينما

في مثل هذا اليوم من شهر فبراير عام 1916، وُلد الفنان محسن حسنين، أحد أبرز وجوه السينما المصرية، والذي اشتهر بأداء أدوار الشر والعصابات، ليصبح من أشهر ممثلي الأدوار الثانوية التي لا تُنسى.
ورغم قصر مشاهد ظهوره على الشاشة، إلا أن ملامحه القوية وأداؤه الطبيعي جعلاه جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة السينما.
طفولة صعبة وقرار الهروب
ولد محسن حسنين في الإسكندرية لعائلة كبيرة، وكان والده يعمل خياطًا، لكن محسن لم يكن شغوفًا بهذه المهنة.
وهو في سن التاسعة عشرة، قرر الهروب إلى القاهرة بحثًا عن مستقبله، دون أن يكون لديه أي معارف أو خطة واضحة، مما جعله يواجه أزمات مادية صعبة وصلت إلى حد النوم في شوارع القاهرة.
لقاء غير حياته
وصدفة قادته إلى كازينو القصبجي، وهناك إلتقى بالممثل عبد المنعم إسماعيل، الذي ساعده على دخول عالم التمثيل.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ محسن حسنين رحلته مع السينما، ليصبح واحدًا من أكثر الفنانين غزارة في الإنتاج، بمشاركته في أكثر من 190 عملًا سينمائيًا ومسرحيًا وتلفزيونيًا.
نجم الشر وصاحب الكاريزما الخاصة
وظهر لأول مرة عام 1937 في فيلم "سلامة في خير"، واستمر في تقديم العديد من الأدوار التي ارتبطت بشخصية رجل العصابة أو زعيمها.
وبفضل ملامحه القاسية وأسلوبه المتقن، أصبح الاختيار الأول لمخرجي السينما عند البحث عن وجوه شريرة.
ورغم أنه كان يجسد شخصيات الأشرار، إلا أن شخصيته الحقيقية كانت مختلفة تمامًا، حيث امتلك خفة ظل كبيرة، حتى أن الكاتب مؤمن المحمدي وصفه في كتابه "ملح السينما" بأنه واحد من ظرفاء السينما الذين أضافوا طابعًا خاصًا على أدوارهم.
أفلام خالدة في ذاكرة السينما
وشارك محسن حسنين في العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا، ومنها: الخروج من الجنة، صراع في الوادي، الفتوة، خطف مراتي، المليونير الفقير، العتبة الخضراء.
كما تألق على خشبة المسرح في عروض مثل: إلا خمسة، حسن ومرقص وكوهين، ياما كان في نفسي.
وفي الدراما التلفزيونية، كان له حضور في مسلسلات مثل: الأبواب المغلقة، العسل المر.
تشابه غريب مع طوسون معتمد
ومن الطرائف المرتبطة بمحسن حسنين، أنه كان يشبه إلى حد كبير الفنان طوسون معتمد، وهو ما جعل البعض يخلط بينهما، خاصة مع تشابه أسلوبهما في الأداء.
النهاية الهادئة لمشوار طويل
وبعد رحلة فنية استمرت لأكثر من 30 عامًا، رحل الفنان محسن حسنين عن عالمنا يوم 19 من سبتمبر 1978 عن عمر 62 عامًا، تاركًا خلفه بصمة واضحة في السينما المصرية.
وفي ذكرى ميلاده، يظل محسن حسنين نموذجًا للفنان الذي استطاع رغم الصعوبات أن يصنع لنفسه مكانًا في السينما، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهور ضمن أهم نجوم الأدوار الثانوية في مصر.