" السعي الرشيد".. داعية إسلامي يوضح خطر السعي بلا وعي‎

الدكتور عمرو الورداني
الدكتور عمرو الورداني

أوضح الدكتور عمر الورداني الداعية الإسلامي، أن الجليس قد يكون من يشقيك أو من يسعدك، لذلك يجب التدقيق في اختيار الجليس، فأثناء السعي لتحقيق أحلامنا أو تربية الأبناء أو بناء علاقاتنا، قد نشعر بأنه عبء نحن مجبرون على حمله.

 

لكن إذا نظرنا بعين البصيرة، سنجد أن السعي ليس حملًا ثقيلًا، بل هو تجل لقول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ...".


وأضاف الورداني، خلال تقديمه برنامج "ولا تعسروا" على "القناة الأولى"، أن في السعي راحة، لأننا مكرَّمون ومحمولون من رب العالمين، لكن لن نتمكن من رؤية الراحة في السعي إلا إذا كان سعيًا رشيدًا، مشيرًا إلى أن الجليس يجب أن يكون رفيق السعي الرشيد.

 


وأشار إلى أن السعي الرشيد هو الذي يوصلنا إلى الاتصال بالله، ويجعل جميع أمورنا في حالة اتزان، والسعي في الحقيقة باب لرؤية فضل الله علينا، وبدونه تتحول الحياة إلى وجود بلا معنى أو كرامة، فنصبح أشبه بالآلات، وبما أن العقل مناط التكليف، فإن العلم والسعي مناط التشريف، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى".

 

وأكد الورداني أن السعي عنوان الرجولة والمسؤولية، وقد بيَّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين مرَّ برجل نشيط ذي همة، فقال الصحابة: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله! فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان" .


واختتم الورداني بأن ليس كل سعي بابًا من أبواب الكرامة، فهناك سعي يستهلك الإنسان دون جدوى، وسعي بلا وعي أو هدف، تحركه المخاوف والقلق المستمر. 

 

وأوضح، لكي يكون السعي رشيدا يجب أن يكون هادفًا، وليس مجرد حركة بلا غاية أو معنى، فعندما يدرك الإنسان قيمة ما يعمل من أجله، ويتحول التعب إلى راحة، لذلك يجب على كل شخص أن يسأل نفسه يوميًا “لماذا أسعى؟”.

تم نسخ الرابط