داعية إسلامي: تحويل القبلة تمّ في رجب وليس في شعبان!

قال الشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن النبي صلى الله عليه وسلم ظل لمدة 16 شهرًا يتوجه ببصره إلى السماء، متمنيًا أن تتحقق أمنيته بأن تكون القبلة تجاه الكعبة المشرفة، مشيرًا إلى أنه لم ييأس أو ينقطع عن هذا الرجاء، فهو الذي علمنا أن "الله لا يمل حتى تملوا".
وأضاف الشيخ أبو بكر، خلال تقديمه برنامج "إني قريب" على قناة "النهار"، اليوم الجمعة، أن لحظة الاستجابة جاءت حين نزل جبريل عليه السلام بآيات من القرآن الكريم ستُتلى إلى يوم القيامة: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره"، وقد تحقق للنبي صلى الله عليه وسلم ما أراد، وتحولت القبلة إلى المسجد الحرام.
وبيّن أن جبريل عليه السلام أنزل بهذه الآية بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي مع أصحابه، وحين جاءه الأمر الإلهي بالتحول، تحرك مباشرة في صلاته نحو المسجد الحرام، وتبعه الصحابة في تغيير اتجاههم.
وأشار الشيخ أبو بكر إلى أن تحويل القبلة لم يكن في منتصف شهر شعبان، كما يعتقد البعض، بل وقع في منتصف شهر رجب، موضحًا أن الاحتفال بتحويل القبلة في شعبان قول ضعيف، بينما الرأي الراجح عند جمهور العلماء هو أن التحويل حدث في رجب.
كما أوضح أن من ماتوا وهم يصلون تجاه بيت المقدس قبل نزول الحكم الجديد، فصلاتهم صحيحة وليست باطلة، مستشهدًا بقوله تعالى: "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم".
وفسر ذلك بأن الله سبحانه وتعالى هو المالك المطلق لكل الجهات، وهو الذي يحدد القبلة كيفما يشاء، وله الحكمة في تحويلها اختبارًا لإيمان العباد واتباعهم للوحي.