"الأفلام بعيدًا عن نشرات الأخبار.. مهرجان الإسماعيلية يناقش دور السينما التسجيلية في توثيق الأحداث

مهرجان الإسماعيلية
مهرجان الإسماعيلية الدولي

شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، مساء اليوم، انعقاد ندوة بعنوان "الأفلام بعيداً عن نشرات الأخبار"، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة.

أدار الندوة الكاتب الصحفي والناقد الفني والسيناريست زين العابدين خيري، وشارك فيها كل من الإعلامية والناشطة الحقوقية الفلسطينية عندليب عدوان، والمخرجة اللبنانية إيليان الراهب.

ناقش المتحدثون خلال الندوة سبل تقديم الصورة التسجيلية بأسلوب يتجاوز القوالب الإخبارية التقليدية، حيث أكد زين العابدين خيري على الدور المحوري للأفلام التسجيلية في توثيق الأحداث الإنسانية بعيدًا عن التغطية الإخبارية السريعة، مشيرًا إلى أن السينمائيين الذين يعيشون تحت القصف قد يتساءلون عن دورهم، لكنهم سرعان ما يدركون قدرتهم على تقديم رؤية أعمق وأكثر تأثيرًا.

وأشار زين العابدين خيري إلى الخلط الشائع بين المحتوى الإعلامي والأفلام الوثائقية، موضحًا أن ما يُعرض على الشاشات ليس بالضرورة فيلمًا وثائقيًا لمجرد طبيعته الإخبارية، بل إن لكل عمل بصمته الخاصة التي تتشكل وفق رؤية صانعه.

 كما أكد على الدور الهام للمهرجانات السينمائية، مثل مهرجاني الإسماعيلية والإسكندرية، في دعم الأفلام الوثائقية ومنحها مساحة أوسع للوصول إلى الجمهور، مما يسهم في تقديم رؤى بديلة عن السرد الإخباري التقليدي، والتركيز على البعد الإنساني للأحداث بأسلوب أكثر عمقًا وتأثيرًا.

من جانبها، أعربت عندليب عدوان عن أهمية مشاركة الصوت الفلسطيني في المهرجان، مشيرة إلى أن الإعلام التقليدي يركز على العناوين الكبرى دون تسليط الضوء على تفاصيل حياة الشهداء وأسرهم. 

وأضافت أنه من خلال عملها في مركز شؤون المرأة، لاحظت أن الضحايا غالبًا ما يُختزلون في أرقام، دون التطرق إلى تفاصيل حياتهم وأحلامهم.

كما أوضحت أن التغطية الإعلامية كانت تقتصر على السياسيين، مما دفعهم إلى تأسيس "مؤسسة شؤون المرأة" عام 2006، بهدف توثيق قضايا النساء، إلا أن المؤسسة واجهت تحديات سياسية ورقابية، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في غزة.

 وأشارت إلى أن المؤسسة نجحت في توثيق 30 فيلمًا وثائقيًا حول معاناة الصحفيين الفلسطينيين، لكن بعض هذه الأعمال لم يتم نشرها بسبب القيود السياسية.

أما المخرجة إيليان الراهب، فتحدثت عن تجربتها في توثيق معاناة الشعوب في لبنان وفلسطين، مؤكدة أن الإعلام غالبًا ما يختزل هذه المجتمعات في صورة الضحايا دون التعمق في السياق الحقيقي للأحداث.

 وشددت على أهمية تنوع مصادر تمويل الأفلام لتعزيز استقلالية المخرجين، مما يمنحهم حرية أكبر في طرح رؤيتهم. كما دعت إلى كسر القيود الرقابية وإتاحة الفرصة أمام جميع الأفلام الوثائقية، مشيرة إلى أن فيلمها عن محمد الدرة يعد من أبرز الأعمال التي وثقت الهوية الفلسطينية.

تم نسخ الرابط