استشاري الصحة النفسية: التربية السليمة تعتمد على العدل والمساواة بين الأبناء‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن أهم مبدأ إنساني في تربية الأبناء هو "مراعاة الفروق الفردية"، مشيرًا إلى وجود اختلافات واضحة بين الذكور والإناث منذ الطفولة، فعلى سبيل المثال، تميل الفتيات إلى اللعب بالدمى، بينما ينجذب الأولاد إلى الألعاب القتالية، كما أوضح أن دماغ الفتاة ينمو بشكل أسرع من دماغ الصبي بحوالي ستة أشهر، مما يجعل عملياتها العقلية أكثر تطورًا، بالإضافة إلى امتلاكها قدرًا أكبر من العاطفة والوجدان، وهو ما يستدعي مراعاة هذه الفروق أثناء التربية.


وخلال استضافته في برنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، شدد الدكتور هندي على ضرورة إشباع الفوارق الفردية بين الأبناء دون تمييز بين الذكر والأنثى، وأشار إلى أن التمييز يبدأ أحيانًا منذ معرفة الأسرة بجنس المولود، حيث يسود الفرح عند إنجاب الذكور مقارنة بالإناث، لا سيما في بعض البيئات الشرقية، كما لفت إلى الفجوة في فرص التعليم، حيث يُسمح للأبناء الذكور في بعض المناطق الريفية بالالتحاق بالمدارس البعيدة، بينما تُمنع الفتيات من ذلك، وهو من الأخطاء التربوية التي يقع فيها بعض الآباء والأمهات.
 


وأوضح أن التربية السليمة تعتمد على العدل والمساواة بين الأبناء، مع ضرورة اختيار السن المناسب للحديث معهم، فالتواصل مع الطفل يجب أن يبدأ منذ مرحلة الرضاعة من خلال الأصوات والتعبيرات اللطيفة، مما يعزز شعوره بالقبول الاجتماعي ويقوي ثقته بنفسه، كما أكد أهمية توجيه الرسائل الإيجابية للأطفال في مراحل عمرهم المختلفة، سواء منطوقة من خلال الكلمات أو التصرفات، او صامتة مثل الاحتواء والحنان، مع تجنب التوبيخ المستمر أو الإهمال.

وشدد بأن التربية عملية مستمرة ومستهدفة، حيث يجب أن يكون الآباء على وعي دائم بتأثير سلوكهم على شخصية أبنائهم، كما شدد على أن إشباع الذات العاطفية والعقلية للطفل يساعد في تكوين شخص واثق بنفسه، أقل عرضة للأمراض النفسية، أكثر تفاعلًا اجتماعيًا، ناجحًا دراسيًا، ومتمسكًا بروابطه الأسرية وعلاقاته مع الآخرين.

تم نسخ الرابط