قصة أغنية "بودعك".. الحُب وحده لم يكفِ بين وردة وبليغ!

وردة وبليغ حمدي
وردة وبليغ حمدي

في عالم الفن، تختلط المشاعر بالحكايات، لتخرج أعمالًا فنية خالدة تعكس قصصاً إنسانية مليئة بالعاطفة.

أغنية "بودعك"، التي لحنها بليغ حمدي وأدتها وردة الجزائرية، لم تكن مجرد أغنية عادية، بل كانت وداعًا مؤلمًا جمع بين الحب، العتاب، والحزن العميق.

بداية القصة

كانت قصة حب بليغ حمدي ووردة الجزائرية حديث الأوساط الفنية في الوطن العربي، حيث جمع بينهما زواجًا دام 6 سنوات، اختلطت فيها الألحان بالكلمات، لتنتج أعمالًا خالدة. 

ولكن، رغم الحب الكبير، لم تستطع وردة تجاوز الخلافات الزوجية، خاصة مع حياة بليغ المليئة بالسهر والعلاقات العاطفية، ما أدى إلى انفصالهما عام 1979، في خبر هز الساحة الفنية.

 

"بودعك" عتاب أخير

وفي سنواته الأخيرة، عاش بليغ حمدي خارج مصر بعد اتهامه في قضية غامضة تتعلق بانتحار فتاة خلال إحدى حفلاته، وبين باريس والعواصم الأوروبية، كتب بليغ الكلمات الأولى لأغنية "بودعك"، التي كانت تعبر عن حزنه العميق واشتياقه لوطنه وحبيبته.

وجاءت كلماته كالتالي: "بودعك وبودع الدنيا معك، جرحتني قتلتني، غفرت لك قسوتك.."، وأكملها الشاعر منصور الشادي، ليصوغ نصًا يفيض بالعتاب والحب، ثم لحنها بليغ وأرسلها إلى وردة.

رد فعل وردة

وعندما استلمت وردة الأغنية، شعرت بغضب لأنها وجدت الكلمات مليئة بالعتاب الذي أثار ألمها، وقررت تأجيل غنائها، ولكن بعد حصول بليغ على البراءة وعودته إلى مصر، قررت وردة غناءها وكأنها كانت تدرك أنها ستكون بمثابة وداع أخير لهذا الحب الكبير.

الوداع الأخير

ومع تدهور حالته النفسية والصحية، سافر بليغ إلى باريس للعلاج، حيث توفي في سبتمبر 1993. 

وكانت "بودعك" آخر ألحانه الفنية، لتصبح الأغنية شهادة خالدة على حبه لوردة، ومزيجًا من الحزن والعتاب الذي أنهى رحلتهما الفنية والعاطفية.

تظل أغنية"بودعك" من الأغاني التي تعكس قصة حب مليئة بالتناقضات بين الحب والوداع، العتاب والغفران، لانها شهادة على علاقة جمعت بين اثنين من عمالقة الفن العربي، تركا وراءهما إرثًا موسيقيًا لا يُنسى.

تم نسخ الرابط