كيف تناولت السينما جريمة الاتجار بالبشر؟

وشوشة

يصادف يوم 11 يناير اليوم الوطني للتوعية بجريمة الاتجار بالبشر، وهو مناسبة هامة تسلط الضوء على واحدة من أخطر الجرائم التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث.

تمثل هذه الجريمة انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية، حيث يتعرض الأفراد، وخاصة النساء والأطفال، للاستغلال في ظروف مهينة تؤثر على حياتهم بشكل دائم.

وفي سياق التوعية بخطورة هذه الظاهرة، تناولت السينما العربية موضوع الاتجار بالبشر من خلال عدة أفلام، حيث قامت بتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها الضحايا، مما يسهم في رفع الوعي الجماهيري حول هذه القضية.

ومن هذه الأفلام التي تطرقت إلى القضية:

العفاريت

فيلم "العفاريت"  تم إنتاجه في  التسعينات، ويتميز بأحداثه الدرامية والموسيقية، وتدور القصة حول "شمندى"، رئيس عصابة تهريب الأطفال، الذي يقوم بخطف طفلة رضيعة من والدتها "ماما كريمة"، المذيعة الشهيرة، كنوع من الانتقام.

تتناول القصة بعمق مشكلة خطف الأطفال والاتجار بالبشر، حيث يتعرض الأطفال للخطف والاستغلال من قبل عصابات إجرامية، كما هو الحال مع العصابة التي تديرها "كاتعة".

الفيلم يعكس كيف يمكن أن تؤثر جريمة سرقة الأطفال على الأسر والمجتمع، من خلال تصوير معاناة الأمهات والأطفال الضحايا.

يتناول الفيلم أيضًا أبعادًا إجتماعية ونفسية متعلقة بالاتجار بالبشر، حيث يتم استغلال الأطفال ليس فقط في العمل، بل أيضًا في أنشطة غير قانونية مثل بيع المخدرات. 
ومن خلال قصة عمرو دياب وعلاقته بالطفلة "بلية"، يتم تسليط الضوء على أهمية التعاطف والإنسانية في مواجهة هذه القضية الخطيرة.

جري الوحوش

فيلم "جري الوحوش"بطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز، تدور أحداث الفيلم حول الدكتور نبيه الذي يحقق نجاحًا في تجربته العلمية التي تهدف لعلاج العقم عن طريق زراعة جزء من الفص الأمامي للغدة النخامية في الغدة لدى القرود، بعد أن عمل على تطوير هذه التجربة، يعود إلى القاهرة مع طموحات لتطبيقها على البشر.

لكنه يواجه تحديات مالية، مما يدفعه إلى بحث عن وسائل لتمويل مشروعه، يتواصل مع صديقه المحامي عبد الحكيم ويقرر بيع عمارته بالإسكندرية لتمويل التجربة،وعرض فكرته على الزوج الثري سعيد أبو الدهب، الذي يعاني من عقم زوجته ، يُغريه المشروع ويدخل في شراكة مع الدكتور نبيه.

عندما يعرض سعيد أبو الدهب، الذي يسعى للتخلص من مشكلته الشخصية المتعلقة بالعقم، مبلغًا كبيرًا على عبد القوى"المنجد"الفقير، تظهر هناك معركة داخلية تشتغل في عقل الأخير، رغم حاجة عبد القوى للمال، تتدخل شخصية المحامي عبد الحكيم، الذي يعبر عن معارضته لفكرة نقل الأعضاء وتغيير ما خلق الله.

وهو يعكس قيمة إنسانية مهمة في الفيلم، حيث يدعو إلى الاحترام لطبيعة الحياة والحدود الأخلاقية التي يجب ألا تُتجاوز.

يتناول الفيلم من خلال هذه الشخصيات قضية الاتجار بالبشر بشكل غير مباشر، حيث يُظهر كيف يمكن أن تصبح حياة البشر سلعة قابلة للبيع والشراء عندما تدفعهم الضغوطات الاقتصادية والشخصية، كما يسلط الضوء على الآثار الأخلاقية والإنسانية المترتبة على مثل هذه القرارات.

 

 

تم نسخ الرابط