في ذكرى وفاته.. رحلة يوسف فخر الدين من النجومية إلى الاكتئاب

يوسف فخر الدين
يوسف فخر الدين

في ذكرى رحيل يوسف فخر الدين، نتذكر حياة كانت خليطاً من حب الشهرة والانكسار نجم الشاشة الذي أسر القلوب بجاذبيته وموهبته، عاش حياة أشبه بفيلم درامي مليء بالتقلبات، انتهى به الأمر بعيداً عن وطنه، على كرسي متحرك، وفي قبر لم يحلم به يوماً.

 

الحب الذي بدأ كل شيء

في عام 1969، وقع يوسف فخر الدين، الشاب الوسيم الذي تهافتت عليه الأضواء، في حب نادية سيف النصر، الفنانة المصرية اللبنانية كان حبهما أشبه بقصة سينمائية رومانسية، شغف، واستقرار جمعهما لخمسة أعوام بدأ الأمر وكأنهما يعيشان حلماً لا ينتهي، حتى جاءت لحظة الكابوس.

في عام 1974، انتهت القصة بشكل مأساوي عندما لقيت نادية مصرعها في حادث سير مروع أثناء وجودها في بيروت هذا الحادث كان بداية الانهيار النفسي ليوسف لم تكن نادية مجرد زوجة بالنسبة له، بل كانت مصدر السعادة والدفء الذي يحتاجه وسط ضغوط الحياة الفنية.

 

الهروب إلى الظلال

بعد وفاة زوجته، دخل يوسف في نفق مظلم من الاكتئاب حاول استكمال مشواره الفني، لكنه كان دائم الهروب من الكاميرات والذكريات ومع كل يوم يمر، كانت المسافة بينه وبين شغفه الأول تتسع، حتى قرر في عام 1982 أن يترك كل شيء خلفه ويهاجر إلى اليونان، باحثاً عن حياة جديدة بعيداً عن الأضواء.

في اليونان، بدأ حياته من جديد بطريقة لم يتوقعها أحد، حيث عمل موظف استقبال في أحد الفنادق، ثم تحول إلى تجارة الإكسسوارات هناك، نشأت قصة حب جديدة جمعته بسيدة يونانية، كانت بداية لتحوله إلى رجل أعمال لكن رغم نجاحه المهني، ظل يوسف بعيداً عن بلاده، رافضاً العودة، وكأن في العودة استرجاعاً للآلام التي هرب منها.

 

الزيارة الأخيرة

في عام 1997، بعد سنوات من الغياب، قرر يوسف زيارة مصر لرؤية شقيقته، الفنانة مريم فخر الدين كانت تلك الزيارة نقطة تحول في حياته إذ شعر بآلام شديدة قادته إلى المستشفى، ليخرج منها جالساً على كرسي متحرك.

منذ تلك اللحظة، عاش يوسف بقية حياته في عزلة، بعيداً عن وهج الشهرة وضجيج الحياة وفي عام 2002، أسدل الستار على حياته بهدوء في اليونان دفن في مقبرة مسيحية هناك، لعدم وجود مقابر إسلامية، وكأن في موته غربته النهائية عن وطنه.

 

تم نسخ الرابط