من الواقع إلى الشاشة.. مسلسلات جسدت قصصًا حقيقية من الحياة

وشوشة

في عالم الدراما، كثيرًا ما نرى الأعمال التي تجسد قصصًا مستوحاة من الواقع، وهو ما يجعلها أكثر قربًا من الجمهور ويثير اهتمامهم، خاصةً إذا كانت هذه القصص قد أثرت في المجتمع، وفي السطور التالية نستعرض لكم أبرز الأعمال الدرامية التي نقلت الصورة من الواقع إلى الشاشة.

مسلسل "في ساعته وتاريخه"

مسلسل "في ساعته وتاريخه" أحد الأعمال التي لفتت الانتباه بسبب تجسيده لقصة حقيقية مؤلمة، فقد تناول قصة نيرة أشرف، الفتاة التي كانت طالبة في جامعة المنصورة وأثارت قضيتها ضجة كبيرة في مصر، بعد تعرضها لقتلٍ مروع على يد زميلها في الجامعة، وجسدت مايان السيد شخصيتها في المسلسل.

وقدّم العمل تفاصيل الحادث المأساوي والظروف المحيطة به، مسلطًا الضوء على مشاعر الحزن والصدمة التي عاشها أهل الفتاة والمجتمع، وعلى الرغم من صعوبة الموضوع، فإن المسلسل استطاع أن يعكس الواقع بدقة، بما في ذلك التركيز على حياة نيرة وأحلامها قبل الحادثة، مما جعله حديث الناس لفترة طويلة.


مسلسل "إلا أنا" حكاية "تقلها دهب"

من المسلسلات التي أيضًا تناولت قصصًا حقيقية من الحياة، هو مسلسل "الا أنا حكاية تقلها دهب"، والذي تم تجسيد ثلاث شخصيات رياضيات، حيث جسدت الفنانة هند عبد الحليم الشخصية الشهيرة فريال أشرف، اللاعبة المصرية البارزة في رياضة الكاراتيه، وهداية ملاك بطلة التايكوندو، وسمر حمزة لاعبة المصارعة، المسلسل تناول جزءًا من حياتهن الرياضية، حيث عرض تحدياتهن وطموحاتهن منذ بداية مسيرتهن حتى وصولهن إلى منصات التتويج الدولية، لم يكن المسلسل مجرد تسليط الضوء على نجاحاتهن، بل أيضًا ألقى الضوء على الصعوبات التي واجهتهن في حياتهن الشخصية والمهنية، وكيف تغلبن على العديد من التحديات.

 

مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”
ولعل أبرز القصص التي أثارت ضجة واهتمامًا كبيرًا كانت قصة حنين حسام، إحدى الشخصيات المعروفة على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة "تيك توك"، فقد قامت الفنانة سلمى أبو ضيف في مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" بتجسيد حياتها بشكل درامي، حيث سلط الضوء على صعودها السريع في عالم السوشيال ميديا وكيفية تحولها من فتاة عادية إلى واحدة من أشهر المؤثرين على "تيك توك"، وما تبع ذلك من تأثيرات اجتماعية وقانونية، يعرض المسلسل كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي لخلق شهرة، فضلاً عن القضايا.


مسلسل "الا أنا" حكاية "لازم أعيش"

من بين المسلسلات التي أثرت بشكل كبير في المشاهدين، يبرز مسلسل "إلا أنا"، والذي قدم حكاية " حياة لوجينا صالح، الفتاة التي كانت تعاني من مرض البهاق، وهو مرض جلدي يتسبب في فقدان اللون الطبيعي للجلد، مما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على الجسم، المسلسل سلط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية التي واجهتها لوجينا في حياتها بسبب هذا المرض، وكيف كان ينظر إليها المجتمع بشكل مختلف، مما أثر على ثقتها بنفسها.

وقدمت الفنانة جميلة عوض الشخصية بكل تفاصيلها، حيث تجسدت لوجينا بكل مصاعبها وآلامها، ونجحت في نقل مشاعر الحيرة والصراع الداخلي الذي كان يعتري الشخصية، كما تمكنت من تجسيد رحلة لوجينا في البحث عن تقبل الذات وتحدي الصورة النمطية التي قد يراها البعض في مرض البهاق.

كما قدم المسلسل رسائل قوية حول تقبل الآخر وعدم الحكم على الأشخاص بناءً على مظهرهم الخارجي، وفتح باب الحوار حول قضية مرض البهاق وكيفية التعامل معه بطريقة إنسانية، "لازم أعيش" كان مثالًا حيًا على المسلسلات التي تتناول قضايا صحية ونفسية مهمة، وتساعد في تغيير المفاهيم السائدة في المجتمع عن الأمراض النادرة.


تعد هذه النوعية من الأعمال الدرامية التي تأخذ من الواقع مصدرًا للإلهام، وسيلة رائعة لتسليط الضوء على قضايا حقيقية تؤثر في المجتمع، حيث تساهم في إحياء الذكريات وفتح النقاش حول قضايا اجتماعية ورياضية ذات تأثير كبير، كما تعكس هذه الأعمال قدرة الفنانين على نقل الأحداث من الواقع إلى الشاشة ببراعة، مما يجعلها أقرب إلى الجمهور وأكثر تأثيرًا.

تم نسخ الرابط