المسرحي ومقاومة المركزية.. ثاني ندوات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
في أول يوم من فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي استضاف المجلس الاعلي للثقافة ثاني ندوات المحاور الفكريه"المسرح وصراع المركزيات" والتي تحمل عنوان "الجمالي / المسرحي ومقاومة المركزية ".
وأدار الجلسة أ. د. مدحت الكاشف وشاركة المنصة كلا من د. نجوي قندقجي (الأردن) و أ. حاتم التليلي (تونس) و د. كمال خلادي ( المغرب) و د. وسام عبدالعظيم (العراق).
تناولت الجلسه مناقشة العديد من الابحاث العلمية فقال د. وسام عبدالعظيم " ان وضع بوصلة واضحة لصراع المركزيات بشكلها العام يبدأ بالهوية الحضارية والثقافية كونها هي التي تحدد التماسك والتفكيك والصراع، بوصفها القادرة على وضع مقياس حقيقي لتفاوت المركزيات، ومن جملة الذين يتفاعلون مع هذا الصراع هو المسرح بوصفة العصب الرئيس في تشكيل الحضارة وتكوين الهوية الثقافية.
وقد ظهر في المسرح عديد من هذه الفعاليات كتحويل بوصلة الفنون التي لها سلطة مركزية الى سلطة أخرى وقد بآن ذلك في التحول من الباليه الى المايم و البانتومايم ، ومن الدراما الى الدراما دانس، ومن التمثيل بوصفه نسقاً جمالياً يلتزم بمعاير مركزية صارمة ، صوب الاداء الذي تقل فيه القيود.
وتابع" هذا الصراع الملحوظ بين مراكز النظريات الادائية ساهم بشكل او باخر بانتاج انماط فنية/ مسرحية / ادائية جديدة لم تأخذ حيزاً في ما سبق، فتشكلت عبر مظلة اكبر فيها شيء من الخصوصية و الاستقلال للنوع والمؤدي ومن هذه الأنماط الادائية ، الرقص واللعب على الحبال وتربية القرود والمهرج والراوي، والحكواتي اذ لم تكن لهم خصوصية في ضل المركزيات التي كانت تمتاز بصرامة المنجز الفني، فأخذت الاداءات المسرحية تتجه صوب التقديم الذي تجاوز جميع تابوهات فن التمثيل وخطوطها الحمراء عبر الارتجال".
وانهي مناقشة ورقتة البحثية بسؤال : كيف استطاعت الاداءات المحلية بهوياتها الفرعية ان تزعزع هياكل التمثيل ومركزياتها الصارمة؟
ومن جانبها ناقشة د. نجوى قندقجي ورقتها البحثية التي تحمل عنوان "نظريّة المسرح وتمثيل المرجعيّات بين التحوّل والاضطراب".
وقالت سمح نشوء المسرح في الغرب بفرصة التأسيس لهذا الفن وولادة النظرية المسرحية، بعد أن تشرّبت المنعطفات الفلسفية والتحوّلات الجمالية عبر جغرافية أوروبا وتاريخها. نالت توالي هذه المراحل، استحقاق التأريخ التوافقي، لتطوّر المسرح وتحوّلاته، لما أظهرته التطبيقات والممارسات الدرامية، من ملامح وخصائص واضحة وعلامات أسلوبية، مكتملة في مكوّناتها، فكانت مسارات تمثيل المرجعيات وتغيّراتها، بمثابة إعلان عن تحوّل جديد، في محاكاة التجربة المسرحية، تفتح أفقاً متجدداً ومتوالياً.
وأصبحت النظرية المسرحية، غير قادرة على اللحاق بالأشكال التطبيقية الأدائية والفنية التقنية المتسارعة.
وفي ظل التجربة الغربية ونظرية المسرح التي تلقفتها التجربة العربية، حيث نلعب دوماً دور المتلقي والمستهلك والمقلّد والمُجاري، تصبح المقاربة لفهم آليات تمثيل المرجعيات أكثر صعوبة وتعقيداً، ورغم طروحات التأصيل وإيجاد هويّة للمسرح العربي، لم يتم تجاوز تلك الفجوة التاريخية، كونه وُلد من خارج مرحلة التأسيس، حين جاء كفنٍ.
وانهت ورقتها البحثية بعدة اسألة " كيف قاربت التجارب المسرحية العربية مرجعيات الغربية الأساسية؟ وما هي مرجعيات العرض المسرحي العربي اليوم؟ وكيف اختلفت عن مرجعيات التأسيس وآليات التعبير عنها؟