صديق أنور السادات ورحل بحقنه ملوثه.. أسرار فى حياة على الغندور
تحل اليوم 29 مايو، ذكرى وفاة الفنان الراحل علي الغندور، الذي أشتهر بتقديم أدوار الشر ودور الأب الذي يُعاني من ضغوطات الحياة في الكثير من الأعمال الفنية في السينما والدراما، والذي كان يتمتع بقدر هائل من ثقافة علم بأركان الفن وقواعده بسبب مناصبه الهامة في المسرح ووزارة الثقافة بالقرن الماضي، وعلى الجانب الشخصي كان صديقاً شخصياً للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعلى الرغم من أن حياة الفنان المليئة بالتفاصيل والأسرار ألا أنه لم يحظى بالشهرة المرجوة التي يستحقها، وكانت نهايته مأساوية بطريقة صادمة، لذلك إحياءاً لذكرى وفاة علي الغندور سنرصد لكم بالتفاصيل أهم أسرار حياته وأبرز أعماله الفنية على النحو التالي:
1- ميلاده ونشأته:
ولد الممثل المصري الراحل علي الغندور في 15 ديسمبر عام 1930 بمحافظة الدقهلية، وكان يُحب التمثيل منذُ صغره ويتوق إلى تطوير المسرح المصري وتقديم الأعمال الفنية المصرية المميزة لمنافسة السينما العالمية، حيثُ كان يطمح إلى ذلك، وفي مرحلة شبابه أكمل علي الغندور دراسته حتى المرحلة الثانوية العامة وإلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج ليدرسهم عن كثب ويطور منهما، وعلى الفور تخرج علي الغندور من المعهد العالي للفنون المسرحية حاصلاً على شهادة البكالوريوس، ومن شدة إجتهاده وتقمصه للأدوار والشخصيات عمل علي الغندور أستاذاً لمادة التمثيل العملي بـ المعهد العالي للفنون المسرحية حتى أطلقه أسمه على قاعة التدريب بالمعهد المذكور تقديراً لإسهاماته في تدريس التمثيل.
أشهر أعماله الفنية:
كان أول أفلامه فيلم موعد مع إبليس عام 1955 مع الفنانين زكي رستم ومحمود المليجي، لتتوالى الأدوار عليه بعد ذلك في أعمال فنية كثيرة في السينما والتلفزيون والمسرح مثل: صائدة الرجال، خان الخليلي، الكرنك، صائد النساء، إحنا بتوع الأتوبيس، سنة أولى حب، سواق الأوتوبيس، ملف في الآداب، رمضان فوق البركان، التوت والنبوت، الصعاليك، زوجة رجل مهم، باب النصر، وأشهر أدواره على الإطلاق دور الأب في فيلم زوجة رجل مهم، ومن أعماله الدرامية: عالم عم أمين، عصفور النار، عودة الروح، محمد رسول الله الجزء الثالث، حكايات هو وهي، سنبل بعد المليون، وفي المسرح كانت أغلب أعماله من روايات نجيب محفوظ منها: بين القصرين ، ميرامار، كذلك أخرج علي الغندور مسرحية الشبعانين عام 1966 للفنانين عمر الحريري وأمين الهنيدي، وكانت آخر أعماله في عام 1989، حيث شارك في مسلسل أحزان نوح وفيلمي أنا والعذراء والجدي والعميل رقم 13 مع محمد صبحي.
صداقته بـ الرئيس المصري الراحل أنور السادات:
جمعت بين الفنان الراحل علي الغندور والرئيس الراحل محمد أنور السادات علاقة صداقة قوية مقربة، حيثُ حرص على حضور جميع العروض المسرحية التي كان يُقدمها الممثل علي الغندور أثناء شغله منصب أستاذاً لمادة التمثيل العملي بـ المعهد العالي للفنون المسرحية، ودور علي الغندور في إنشاء فرقة مسرح التليفزيون، وتقديراً لـ علي الغندور ومن شدة إعجابه بفنه قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتكريم الغندور ومنحه عدة جوائز، حيثُ حصل على جائزة أحسن ممثل في التلفزيون عام 1962 عن أدائه التمثيلي بـ مسلسل تنوعت الأسباب بمشاركة الممثلة الراحلة أمينة رزق وإخراج يحيى العلمي، كما حصل الفنان علي الغندور على جائزة أحسن ممثل دور ثاني في فيلم سواق الأتوبيس، وتم تكريمه في عيد الفن من الرئيس محمد أنور السادات، وأيضًا تم تكريمه من التلفزيون المصري عام 1984.
زواجه:
تزوج الممثل المصري الراحل علي الغندور من فتاة خارج الوسط الفني وأحبها كثيراً ليُنجب منها 5 أبناء هم إيمان، هيام، أحلام، إلهام، أحمد، اللذين رفض دخولهم عالم الفن بسبب حبهم له وخوفه عليهم، وبسبب إلتزامه الديني.
وفاته المأساوية بحقنة ملوثة:
سافر الفنان الراحل إلى لندن لتصوير أحد الأفلام العالمية هناك، ولكي يحصل على تأشيرة السفر طلبت منه سلطات المطار الحصول على حقنة معينة كتطعيم لإنه قادم من قارة أفريقيا من مصر، وعلى الفور تناول علي الغندور الحقنة كإجراء روتيني، ولكن للأسف كانت الحقنة ملوثة أصابته بـ ڤيروس سي المعروف بـ إلتهاب الكبد الوبائي، وللأسف توفى الممثل علي الغندور بعد تطعيمه بالحقنة الملوثة عقب 3 أشهر فقط ليرحل علي الغندور عن عالمنا في 29 مايو عام 1989 تاركاً مسيرة فنية هائلة في السينما والدراما والمسرح المصري إمتدت لأكثر من 102 عمل فني، ومشوار طويل في تطوير مهنة التمثيل والمسرح المصري.