في ذكرى وفاة أنور وجدي.. المال أهم من حياته

اليوم 14 مايو 2024 تحل ذكرى وفاة صانع الأفلام والممثل الكلاسيكي الشهير أنور وجدي، الذي قرر المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان إيهاب فهمي تأريخ ذكرى وفاته اليوم، تقديراً لمسيرته الفنية المميزة في صناعة الأفلام المصرية والتمثيل، يعتبر أنور وجدي ليس مجرد إسماً يذكره التاريخ فحسب، ولكنه ترك بصمة قوية في صناعة الأفلام المصرية بالقرن الماضي بدءاً من التمثيل حتى قرار إنتاجه وإخراجه الأفلام المصرية القديمة التي كانت تُنافس هوليوود في ذلك الوقت، وهذا إلى جانب مروره بمحطات إنسانية ثقيلة مثل رحلة مرضه وفشله في زواجه حتى وفاته في سن صغير، لذلك إحياءاً لذكرى وفاة أنور وجدي سنرصد لكم بالتفاصيل أهم المحطات الصعبة التي واجهها وجدي في حياته الفنية على النحو التالي:
1- ميلاده ونشأته:
ولد الفنان المصري الراحل أنور وجدي في 11 أكتوبر عام 1904 بحي الظاهر بالقاهرة، وكان أسمه الحقيقي هو محمد أنور يحيى الفتال وجدي، وكان أنور وجدي يعشق التمثيل منذُ صغره وكان يُجيد التشخيص أي تقليد الممثلين على المسارح حتى مرحلة شبابه ليُقرر أنور الذهاب إلى أحد مسارح عماد الدين بالقاهرة لكي يعمل ممثل كومبارس هناك، ثم إختار لقب وجدي لكي يقترب من قاسم وجدي المسؤول على الممثلين الكومبارس حينما كان يعمل بالمسرح ليُسند له الأدوار في المسرحيات.
2- بصمته في السينما المصرية:
إختار الفنان الراحل يوسف وهبي النجم أنور وجدي بعد أن رأى أداؤه التمثيلي في أحد مسارح عماد الدين، ثم عرض وهبي على أنور وجدي الظهور معه في فيلم أولاد الذوات عام 1932، ونجح أنور نجاحاً ساحقاً في هذا الفيلم ليُشارك أنور وجدي في أربعة أفلام دفعة واحدة عام 1939 مثل خلف الحبايب، و الدكتور و بياعة التفاح و العزيمة الذي أخرجه المخرج الكبير كمال سليم وقامت ببطولته فاطمة رشدي أمام حسين صدقي، ثم قرر الفنان الراحل أنور وجدي أن يدخل عالم الإنتاج السينمائي بـ فيلم ليلى بنت الفقراء عام 1945، وكتب سيناريو الفيلم أيضاً ورشح لبطولته ليلى مراد وكانت نجمة السينما المصرية الأولى ونجمة الشباك رقم واحد في تلك الفترة، ورشح أيضاً المخرج كمال سليم، ووافق كمال سليم ورحبت ليلى مراد وبدأت جلسات العمل للتحضير للفيلم، لكن أثناء ذلك يتوفى المخرج كمال سليم، ليُقرر أنور أن يستمر في إنتاج الفيلم ويقرر أن يقوم هو بإخراجه إلى جانب البطولة، ويعرض الفيلم ويحقق نجاحاً هائلاً ويصبح أنور وجدي مطروحاً على الساحة السينمائية ليس فقط كنجم وممثل وبطل سينمائي بل أيضاً كمؤلف ومنتج ومخرج، ويقوم بصناعة العديد من الأفلام المصرية الرائعة بعدها مثل ليلى بنت الأغنياء و عنبر و و ليلة العيد و المليونير و فيروز هانم و دهب و ياسمين، وكان آخر أفلامه هو فيلم أربع بنات وضابط عام 1954.
3- عشقه للمال ومرضه:
ذكر الفنان الراحل أنور وجدي للصحف المصرية قديماً إنه عاش في بداية حياته حياة صعبة جداً ونال الفقر منه ومن عائلته لذلك كان أنور يعشق المال عشق العبادة ويتمنى من الله مليون جنيه حتى إذا كان سيصرف هذا المبلغ على علاجه، وتشاء الأقدار السماوية أن يُصاب أنور وجدي بمرض نادر في الكلى ويفشل الأطباء في علاجه ليُقرر شراء إحدى العمارات في حي باب اللوق بالقاهرة ولكنه لم يتسنى له الفرصة للسكن فيها، حيثُ تدهورت حالته الصحية وقرر السفر إلى فرنسا ليُعالجه الأطباء هناك ويصرف أنور وجدي جزء كبير جداً من أمواله على حالته الصحية ومرضه.
4- زواجه:
تزوج صانع الأفلام المصري أنور وجدي 4 مرات، حيثُ تزوج من الفنانة إلهام حسين ليتم الطلاق بعدها، ثم يتزوج من الفنانة ليلى مراد ولكن نشبت بينهم خلافات أيضاً وأضطرا إلى الإنفصال، وكان آخر زيجاته من الفنانة ليلى فوزي التي ساندته في رحلة علاجه بـ السويد، حيثُ قرر الزواج منها لكي ترثه بعد وفاته.
5- وفاته:
تدهورت حالة الفنان الراحل أنور وجدي الصحية وقرر السفر إلى فرنسا ليُعالجه الأطباء هناك من الفشل الكلوي، ثم نصحه الأطباء هناك بالذهاب إلى دولة السويد، حيثُ يتواجد جهاز لغسيل الكلى وبالفعل ذهب أنور وجدي برفقة ليلى فوزي إلى السويد لتلقي العلاج، ولكن بعد إجراؤه عملية طبية عاجلة لفظ أنفاسه الأخيرة هناك ثم عاد إلى مصر في نعش خشبي ووصل إلى عمارته الراقية في حي باب اللوق بالقاهرة ملفوفاً في الكفن، وذلك في 14 مايو 1955 ليرحل أنور وجدي عن عمر يُناهز 54 عاماً تاركاً صدمة مروعة في نفوس جماهيره و زملاؤه من الوسط الفني ومُعجبيه، وتاركاً إرثاً ضخماً من الأعمال الفنية المصرية التي لا تُقدر بثمن ويتراوح عددها أكثر من 70 عمل فني.