في ذكرى ميلادها.. لماذا باعت زينات صدقي أثاث منزلها؟

تُعد خطوة تأريخ ذكرى ميلاد الفنانة المصرية الراحلة زينات صدقي من قبل المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، خطوة جيدة تجاه الفنانين لتقديرهم لأنهم أحد العلامات البارزة في الفن المصري بما قدموه من أعمال أثرت وجدان الشعب المصري، كما يُفيد تأريخ ذكرى ميلاد ووفاة الفنانين توثيق تاريخ ميلادهما ووفاتهم الأصلية لتفادي المعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

عاشت الفنانة الراحلة زينات صدقي حياة مليئة بالمصاعب والتحديات وراء إحترافها مهنة الفن، فالكثير من الجماهير لا يعلم ماذا واجهت نجمة التمثيل المذكورة وراء إبتسامها وخفة ظلها، لذلك سنرصد لكم بالتفاصيل نشأة الفنانة زينات صدقي ولماذا أضطرت أن تبيع أثاث منزلها على النحو التالي:

ولدت الفنانة زينات صدقي في 4 مايو 1912 بحي الجمرك في مدينة الإسكندرية لأسرة ميسورة الحال، وكانت زينات مقربة جداً من أسرتها وتكن لهم كل التقدير والإحترام وكانوا يبادروها الحب بالمثل.

عشقت الفنانة زينات صدقي التمثيل منذُ نعومة أظافرها وكانت تُمارس التمثيل أمام المرآة في منزلها، حتى قررت زينات الدراسة في معهد أنصار التمثيل والخيالة الذي أسسه الفنان الراحل زكي طليمات في مدينة الإسكندرية، لكن والد الفنانة زينات صدقي منعها من إكمال دراستها هناك وقام بتزويجها ولم يستمر الزواج لأكثر من عام.

بدأت الفنانة الراحلة زينات صدقي حياتها الفنية كمطربة في بعض الفرق الفنية الإستعراضية حتى شاهدها الفنان نجيب الريحاني وعرض عليها دورا في مسرحية له، وأطلق عليها أسم زينات، حيثُ تسمت بإسم صديقتها المقربة خيرية صدقي، عندما أخذت منها أسم صدقي، وبعد توجهها للتمثيل في المسرحيات والأفلام لعبت زينات صدقي دور سليطة اللسان أو الخادمة أو المرأة بنت البلد في عدد الأفلام المصرية.

عملت الفنانة الراحلة زينات صدقي مع معظم الممثلين الكبار في تلك الفترة منهم يوسف وهبي وإسماعيل ياسين وشادية وعبد الحليم حافظ وأنور وجدي، وبلغ عدد الأفلام التي شاركت في بطولتها أكثر من 400 فيلم.

لُقبت الفنانة المصرية الراحلة زينات صدقي بعانس السينما المصرية بسبب لعبها دور الفتاة العزباء التي يفوتها قطار الزواج وتحاول بشتى الطرق الحصول على عريس رجل لكي تتزوج منه، ومن أشهر الأفلام التي مثلت فيها زينات صدقي دور العانس بنت الأكابر، إبن حميدو، شارع الحب، عرايس في المزاد، حلاق السيدات، وغيرهم.

بعد أن إكتسحت الفنانة الراحلة زينات صدقي مجال الكوميديا النسائية، مع عدد قليل من نجمات السينما المصرية في أوائل القرن الماضي مثل ماري منيب ووداد حمدي، بدأ نجمها في الصعود حتى أدار لها زملاؤها ظهورهم وبدأ إسناد الأدوار في الأفلام ينسحب من يدها لممثلين آخرين حتى أفلست زينات صدقي، فأضطرت زينات لأن تبيع أثاث بيتها حتى تحصل على الطعام لتأكل، فزينات التي أضحكت الملايين لا تجد من يواسيها بكلمة طيبة، أو يمسح دموعها المأساوية وظلت في طي التجاهل، حتى كرمها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في عيد الفن عام 1976.

لازم الفنانة الراحلة زينات صدقي ظروف قاسية جداً حتى اللحظات الأخيرة من حياتها بعد أن أصيبت بماء على الرئة، وقبل وفاتها لم تُقدم زينات أي عمل فني طوال 6 أعوام إلا فيلماً واحداً هو بنت اسمها محمود عام 1975، حتى صارعت المرض وتوفيت في 2 مارس عام 1978 في القاهرة عن عمر يُناهز 66 عاماً تاركة زينات صدقي أفلاماً وأعمال فنية خالدة في أذهاننا حتى الآن فإن زينات صدقي فنانة لا تُنسى ولن تُنسى.