أحمد العوضي يفرض سيطرته علي دراما رمضان ٢٠٢٤ بـ"حق عرب"

"عرب السويركي".. البطل الشعبي الذي خطف قلوب المشاهدين بسبب جدعنته ووقوفه بجانب المظلوم وقوة شخصيته أمام أي ظالم، بطل يشبه جميع المصريين قدمه لنا أحمد العوضي من خلال أحداث مسلسل "حق عرب"، تعتقد لوهلة أن الأمر مثله مثل أي مسلسل بطله يقطن بحي شعبي، لكن الأمر هنا مختلف، فهناك سر تم إخفاؤه في بداية الأحداث وقرر مؤلف العمل أن يشاركه مع المشاهدين فأصبح المتفرج جزء من هذا السر يحفظه وينتظر سير الأحداث.

تبدأ أحداث مسلسل حق عرب بحلم مريب لعبد ربه والد عرب السويركي ويقرر بعد هذا الحلم أن يقتل ابنه بعدما فسره له المنجم أن تفسير الحلم هو قتل ابنك لك، فيهرول مسرعا لزوجته ويحاول أن يقنعها بأن تنزل الجنين الذي في أحشائها قبل أن يولد ويقتله وتتحقق رؤيته، لكن الأم ترفض وتحاول أن تقنعه بأنها ربما تكون أنثى وليس ذكر، فيقرر عبد ربه أنها إذا رزقت بفتاة سيتركها للحياة أما إذا كان المولود ولد فسيقوم بأخذه وقتله، بعدها تلد الأم ويتبين لنا أنها رزقت بفتاة.

لكن الحقيقة ليست ذلك فقامت أمه بإخفائه وتبديله مع امرأة أخرى ولدت بنفس اللحظة أنثى، فقررت أمه أن تبعده عن حضنها ويعيش بحضن امرأة أخرى كي يبقى حيا.

انكشف لنا السر وأصبحنا نعمله لكننا مازالنا مترقبين لمعرفة باقي أحداث العمل على الرغم من اكنشاف الحقيقة لنا، فاستخدم المؤلف محمود حمدان أذكى أنواع طرق كتابة السيناريو في أن يجبر المتفرج على مشاهدة العمل وهو يلعب مع الأبطال "عالمكشوف".. وقرر أن يجذب انتباههم عن طريق وجود عرب بجانب عبد ربه بعدما بلغ أشده ليكون ذراعه الأيمن كما يقولون، أي الشخص الذي لا يستطيع الاستغناء عنه وكأنه ولده بالفعل.

أقر البعض أن أحداث مسلسل حق عرب تشبه أحداث أسطورة أديب، ملك طيبة  الذي تحققت نبوءة قالت عليه أنه سوف يقتل أباه ويتزوج أمه، وبالتالي يجلب الكارثة لمدينته وعائلته.

فربما تسير الأحداث حول هذا المنعطف وتتحقق النبوءة ونجد عرب قاتل عبد ربه على الرغم من قربهما لبعض.

لكن الشبه الأكبر الذي أميل له من خلال سير الأحداث يذكرني بقصة سيدنا موسى، مع وجود بعض الاختلافات، فربما يكون عبد ربه هو فرعون الذي حكم على بلاده بقتل الأولاد بسبب حلم في منامه تم تفسيره على أن هناك ولد سيخرج من عرشك ويقوم بقتلك إلى أن أراد الله له أن يربي سيدنا موسى ويكبر في بيته وأمام عينه وتتحقق رؤيته ويقضي عليه.

أشاد الكثير بآداء أحمد العوضي وسخصية عرب السويركي الذي أصبح صديق المشاهدين ينتظروه يوميا ويحمدون الله على أنه ٣٠ حلقة أي سيكمل معهم طوال شهر رمضان بعدما تعلقوا به وبأفعاله، وعلى الرغم من تكرار أحمد العوضي لشخصية البطل الشعبي إلا أنه لا يقع في فخ التكرار المعمي، فهو شديد التركيز على اختيار أدوار لم يقدمها من قبل وطريقة عرض للشخصية مختلفة عن جميع الشخصيات التي قدمها من قبل.

فبالتأكيد طريقة إلقاء بكر الإسكندراني في فيلم الاسكندراني تختلف عن طريقة إلقاء جابر أبوشديد في مسلسل ضرب نار  تختلف بالتأكيد عن طريقة عرب السويركي في حق عرب.

أما المخرج إسماعيل فاروق فقام بخلق صورة جيدة للحارة الشعبية وكشف عن طبيعة سكانها من طريقة آداء لشكل ملابس وأسلوب حياة، وحافظ على إبقاء مشاهد يتعلق بها المتفرج وحدوث نهايات جاذبة لأعين المشاهدين وعلاقات اجتماعية وإنسانية تم إبرازها عن طريق زويا تصوير معبرة عن المشهد نفسه.