رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

فى ذكرى رحيله.. حسن حسنى: "سأرحل بدون ما أقول باى باى لأحد".. سر تلفظه بتلك الكلمات فى أيامه الأخيرة

"خايف لمّا أموت ماحدش يسأل عليّا بسبب كثرة شائعات موتي..." بتلك الكلمات رد الفنان الكوميديان الراحل حسن حسني، على شائعة موته التي تكررت معه في سنواته الأخيرة وظلت معه حتى الوفاة.

"حسن حسني" الذي كان تميمة حظ نجوم الألفية الثانية، لدرجة أنه أطلق عليه لقب "الجوكر"، فهو ورقة اليانصيب الرابحة التي كانت تساهم بشكل كبير في نجاح أي عمل يشارك في بطولته سواء كان في التلفزيون أو السينما أو المسرح.

وتعددت دويتوهاته الكوميدية الرائعة، مثل مشاركته لمحمد هنيدي في مسرحية "عفرتو"، ومن قبلها "حزمني يا.."، ومشاركته لهاني رمزي في فيلم "غبى منه فيه"، وكذلك مع الراحل علاء ولى الدين في فيلم "الناظر"، كما شكل مع أحمد حلمي ومحمد سعد ثنائيات أكثر من رائعة في أكثر من  عمل، فذاكرة جيل الألفية الثانية حافلة بأدواره وإيفهاته.

ويتزامن اليوم حلول ذكرى رحيله، وإحياءا لتلك الذكرى سوف نسترجع في هذا التقرير ردود أفعاله حول شائعة موته، التى طاردته طوال سنواته الأخيرة حتى توفاه الله، كما نسلط الضوء على مأساة الفقد التى باغتته مرتان في حياته، وهل تجاوز المعاناة أم ماذا أحدثت داخله المأساة؟ 

ولد "حسن حسني" في حي القلعة لأب يعمل بالمقاولات، ثم توفت أمه وهو في السادسة من العمر، تلقى تعليمه في مدرسة الرضوانية الإبتدائية وحصل على شهادة التوجيهية عام 1959، بدأ التمثيل في مسرح المدرسة، وحينما كبر أنضم إلى المسرح العسكري التابع للجيش، ثم توقف ذاك المسرح مع هزيمة 5 يونيو 1967، فانتقل بعده للمسرح القومي وهناك زادت شهرته.

عانى في سنواته الأخيرة من مرارة الفقد وشائعة الموت، فالأولى كانت خلال عام 2013، عندما اختار القدر ابنته رشا التي ظلت تعاني من مرض سرطان الغدد ومع الوقت ساءت حالتها.

دخل الفنان في حالة سيئة للغاية، ففي غضون أسبوعين من مرضها أصبح أكثر انطواءً لدرجة أنه كان يصور مشاهده في مسلسل "مزاج الخير" بصعوبة بالغة، ففريق العمل لا ينسى اليوم الذي انهار فيه حسني، وحينما سألوه عن السبب أخبرهم بأن ابنته في حالة خطيرة بالمستشفى وبالكاد أقنعه المخرج مجدي الهواري بتصوير مشاهده.

وشاء القدر أنه فى الوقت الذي يرسل فيه التقارير الطبية الخاصة بها إلى أحد المستشفيات الكبيرة بألمانيا، جاءه الرد بأن الحالة حرجة ومتأخرة ولا جدوى من العلاج في نفس يوم وفاتها بمستشفى "الشروق" بالمهندسين، الأمر الذي سبب صدمة كبيرة له.

أما عن الشائعة التي أزعجته مرات ومرات هي شائعة موته المتكررة، والتي رد عليها قبل أشهر من رحيله للإعلامى وائل الإبراشي، فقال له:
"هذه رابع مرة تحدث معي، وكأن هؤلاء ينتظرون موتي، فحينما يأتي الأجل سأرحل دون قول باي باي لأحد"، ثم مازحه قائلًا: "خايف لمّا أموت ماحدش يسأل عليّا بسبب الشائعات.. كل شوية يموتوني والمسألة أصبحت محروقة بالنسبة للناس، ولن أصعب على الناس وسيقولون: بيموت كل شوية"، واختتم كلماته: "كنت بستقبل الشائعة مبتهجًا، لكن آخر شائعة نفسيتي تعبت والأسرة اضطربت والتليفون لم يتوقف عن الرن.. الله يسامحهم". 

توفى حسن حسني إثر أزمة قلبية مفاجأة، أدت إلى دخوله المستشفى، وظل على مدار 24 ساعة داخل العناية المركزة حتى فارق الحياة.