رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

"واقعية أم مآسوية".. صناع "بين السما والأرض" والنقاد يكشفون عن رأيهم فى نهايته

أثارت نهاية مسلسل "بين السما والأرض"، الكثير من الجدل، إذ رأينا نزول المصعد سريعاً بعدما التهمت النيران أسلاك كهرباء المصعد، واحترقت المبنى بالكامل بعد انفجار القنبلة، مما جعل الجمهور يتفاعل مع النهاية فمنهم من أحبها، ومنهم من اختلف معها، خاصة بعدما اعترف الأبطال المحبوسين في المصعد على ذنوبهم وأخطائهم، وعقد نيتهم للتوبة.

وفي هذا الصدد، تحدث "وشوشة" مع صناع المسلسل، ليتحدثوا عن تحليلهم لهذه النهاية، وأسباب اختيارها، كما سأل "وشوشة" النقاد عن رأيهم في هذه النهاية وهل كانت موفقة أم لا.

هاني سلامة: اختلفت مع المخرج عليها
قال الفنان هاني سلامة، إنه لم يكن يفضل تلك النهاية، حيث كان يختلف مع مخرج المسلسل ماندو العدل في بداية حديثهما، حول رؤيتهما لنهاية المسلسل.

وفضل "سلامة" أن تكون النهاية مفتوحة، مثل مسلسله "الداعية"، بحيث يكون هناك نهايتين، يختار منهما المتفرج ما يراه مناسب حسب خياله، لكنه فضل في النهاية احترام رؤية المخرج وفعل مثلما قال الأخير، في تنفيذ النهاية التي رأيناها.

درة: واقعية ولكن! 
قالت الفنانة درة أنه يُحسب للمسلسل أنه صدم الجمهور وفاجأ الجميع بشيء غير متوقع، والنهاية نستطيع أن نصفها بكونها واقعية.

وأكدت درة أنها ليست ضد النهاية، موضحة أن اختيار النهايات عموماً لأي عمل صعب، وفي رأيها أنه كان من الممكن أن تكون نهاية دورها في المسلسل أفضل من التي رأيناها، بعرض كيف أصبح شكل حياتها بعد هذا الحادث، لأنها لم تمت، ولكنها تعتبر السبب الرئيسي لما حدث للأسانسير والذي انتهى في النهاية بموت الأبطال، ولكنها وجهات نظر، حسبما قالت.

وأضافت "وعموماً النهاية المآساوية واقعية وتحدث في الحياة بالفعل، فالمسلسل كله كان اجتماعي واقعي، والموت نهاية محتومة لكل البشر، فلا نستطيع أن نقول أنه غير منصف أو عقاب لأنه سيأتي حتمًا".

نجلاء بدر: الموت ليس للأشرار فقط
بينما قالت الفنانة نجلاء بدر "أرى النهاية منطقية جداً، فهل الموت فقط للأشرار وليس الأبرياء؟، الموت لكل البشر، وحتى على فرض أن الموت للأشرار، فكانت الدنيا ستظل للطيبين فقط ولا يكون هناك خيراً وشراً".
وأضافت "بدر" في حديثها "فرضنا سلفاً أن النهاية لم تكن موت أفراد الأسانسير، فستكون مثلما رأينا في الفيلم، يخرج كل شخص منهم ويعود لنفس أخطائه وترجع ريما لعادتها القديمة، لأن هذه هي طبيعة النفس البشرية، عندما تقترب من الموت ترجع إلى الله، وعندما تشعر أن العمر أمامها تبدأ في خطاياها من جديد، ففي هذه حالة خروجهم من الأسانسير سندخل في قصة مسلسل آخر، فحميد سيظل الشيخ سيد يريد قتله، وأنا زوجي يريد يقتلني أيضاً وهكذا".
 
محمد ثروت: لابد أن تكون النهاية مختلفة عن الفيلم
قال الفنان محمد ثروت "النهاية جديدة وغير متوقعة، وكان لابد أن تختلف عن الفيلم، فإن كانت مثل الفيلم فلن يكون هناك جديداً، وإن خرجوا من الأسانسير وانصلح حالهم ستكون نهاية أفلاطونية وغير واقعية، لذلك كان هذا الشكل هو أنسب حل، وأيضاً أعجبني كثيراً فكرة أغنية فات المعاد وهي ذات مغزى في المشهد، فيمكن أن يكون فات المعاد في أن نتدارك أخطائنا وفات المعاد للكثير، وأفضل شيء هو صوت الطفل الذي ظهر وهو دليل على أنه الناجي والبقية يموتون، لأنه هو الصفحة البيضاء في هذا الأسانسير".

وأضاف ثروت "الموت هنا قدري جدًا وليس عقاب، فليس كل من يموت يكون مذنباً، ما حدث أن القنبلة لم يلحقها البوليس، فضربت النار في كهرباء الأسانسير، فماتوا جميعاً عدا الطفل المولود، والكثير من الجمهور رآها نهاية عادلة، فالفيلم نفسه رأى أن ركاب الأسانسير سيرجعون لنفس أخطائهم".


نورهان: الاعتراف بالذنب ليس شرطاً للتوبة
كشفت الفنانة نورهان عن رؤيتها للنهاية، مؤكدة أنها نهاية عبقرية، فجميع من في المصعد مذنبين وكان لابد من عقابهم بهذه الكريقة، حتى المهندس المظلوم، الموت له رحمة من الرجوع للعالم القاسي.

وأشارت نورهان إلى أن النهاية بالنسبة لها جميلة وعادلة، مؤكدة أنها مريحة للشخصيات التي في المصعد جميعاً سواء كانوا طيبين أو أشرار، قائلة إن الوحيد الذي عاش هو الطفل الصغير لأن صفحته بيضاء ولازال عنده الوقت لكتابتها بيده.

وأوضحت أن اعتراف الشخصيات بذنوبهم ليس معناه أنهم تطهروا منها، لافتة أن الاعتراف ليس كاف، كما أن أغلب الشخصيات كانت تبرر موقفها ولا تشعر بالندم، بخلاف شخصية سارة التي جسدتها هي.

ولفتت إلى أن الرسالة التي أحبوا أن تصل للجمهور من النهاية، هو أن الموت يأتي بشكل مفاجيء فيجب أن تتراج قبل أن يصبح "فات المعاد" مثل الأغنية التي كانت في الخلفية للحلقة.

أحمد بدير: سيرجعون لنفس أخطائهم إن نجوا
وكان رأي الفنان أحمد بدير “أكثر الشخصيات في الأسانسير اكتشفنا على مدار الأحداث أنها ملوثة، ولديهم أخطاء وسلبيات عدة، فكان من غير المنطقي أن تكون النهاية سعيدة".
وأضاف "عندما مثلنا مسرحية سكة السلامة ووقع الأبطال في محنة ضياعهم في الصحراء، والجميع لجأ إلى الله، وعند إنقاذهم ورجوعهم لحياتهم الطبيعية، رجع كل شخص لنفس أخطائه، الأمر الثاني هو أن الفيلم نفسه عرض نفس الفكرة ورجع كل شخص لنفس حياته بأخطائها، فالتوبة في المحنة ليست صادقة، لأنها نتيجة خطر هو عاش فيه، فالنهاية هنا كانت نوع من الصدمة".

ماندو العدل: المصعد رمز للمجتمع الذي يحتاج إلى صدمة
وأوضح مخرج العمل ماندو العدل "المصعد يعتبر بمثابة المجتمع الذي يضم مختلف الفئات والشخصيات، وفكرة موتهم هي أننا أحببنا أن نوضح نوضح أن المجتمع محتاج إلى صدمة كي يفيق، والمسلسل يعكس فكرة أن أغلب شخصيات المجتمع ممثلين على أرض الواقع، يقولون شيء ويفعلون شيئاً آخر، وأغنية التتر تعكس ما نريد قوله، لذلك أحببنا أن نقول أن المجتمع لابد أن يتغير تغيير جذري، وحتى عندما أفاقوا واعترفوا بذنوبهم كان الوقت تأخر وفات المعاد مثلما وضعنا أغنية المشهد الأخير، أما صوت الطفل فكان رمز الأمل والمستقبل".

وأضاف "المسلسل قائم على فكرة الصدمة في الأساس، فأحببنا أن نقول أن هذه هي حقيقة البشر، فالمسلسل مرآة للحقيقة، فمثلاً المتحرش بطفلة المعادي، من كان يصدق أن رجلاً أمام الكعبة سيفعل ذلك، ونماذج عدة رأيناها الفترة الأخيرة وصدمتنا".

ولفت المخرج "كل شخصية داخل الأسانسير هي رمز، فمثلاً عمرو صالح المتحرش المبتز للفتيات، ونموذج أحمد بدير الذي يرمز للزمن الجميل المثقف والمهتم بالقيم والمبادئ، ومات قبل وقوع الاسانسير لأنه نقي، باختصار اختارنا هذه النهاية لنقول فليسقط هذا المجتمع بنماذجه الفاسدة، ونحتاج إلى مجتمع جديد وهو صوت الطفل".

إسلام حافظ: كتبت النهاية مفتوحة
وأشار مؤلف العمل إسلام حافظ، إلى أن الموت في الدراما ليس عقاب فيمكن أن يكون راحة، مؤكداً أنه يعتبر أن النهاية مفتوحة، قائلاً "نحن رأينا المصعد ينزل للأسفل سريعاً على صوت الطفل، لكن لم نراهم بالفعل ماتوا".

رأي النقاد في العمل

ماجدة خيرالله: تجربة زاخرة ونهاية محبطة
وصفت الناقدة ماجدة خيرالله مسلسل "بين السما والأرض"، بأنه تجربة زاخرة وصعبة، حيث أن اجتماع ١١ شخص في الأسانسير والتصوير في مكان ضيق للغاية أمر صعب جداً، لكن الجمهور لم يشعر به قط، بل استطعنا أن نرى كل شخصية وانفعالاتها ومشاعرها بشكل جيد جداً، كما أننا رأينا تاريخ الشخصيات قبل دخولها الأسانسير بالتفاصيل، والخيط الذي يجمعهم، مؤكدة أن المسلسل "مغزول" جيداً لا يخلو من الإثارة والتشويق.

وأكملت "خيرالله" حديثها أن هناك تعسفاً في فكرة الاعتماد على شخص واحد لحل المشكلة، أي الشخص الذي يأتي من الشركة لإنقاذ هؤلاء، مؤكدة أن فكرة أن الشركة كانت إجازة ليست حجة منطقية، ففي الفيلم اهتم كل المسئولون وآتوا بالمطافي والاسعاف والشرطة، أما المسلسل كان هناك إهمال غير منطقي، مشيرة إلى أن النهاية جاءت "محبطة"، فكلنا لدينا مشاكل وهذه طبيعة النفس البشرية، فلا يجوز أن تكون النهاية الموت.

وأضافت "خيرالله" أن فكرة النهاية "صدمة لتغيير المجتمع ليفيق من كوارثه"، هو كلام "هجص"، فالمسلسلات لا يجب أن تنتهي بأن أبطالها يتحولوا لملائكة أو نقتلهم، متابعة أنه كان يكفي فترة تعايشهم مع صراعاتهم خلال مدة حبسهم وليس موتهم.

طارق الشناوي: رأيت النهاية مفتوحة
قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن المسلسل يعتبر من أفضل المسلسلات في الموسم الرمضاني لهذا العام، موضحاً أن أحداثه شيقة وتبتعد عن المط والإطالة.

وأضاف "الشناوي" أنه رأى أن النهاية تعتبر مفتوحة، وليس معناها أنهما ماتوا، مؤكداً أن المشهد يسمح لخيال المشهد لكونهم نجوا أو ماتوا.