حكايات سيما 8 .. بوسى: لهذا السبب تم حذف اسم يوسف السباعي من على فيلم "حبيبي دائما"

ما أجمل "حكايات السيما" كما يقولون باللغة الدارجة ولأنها عالم ملئ بالسر والدهشة والحيرة قررت هذه المرة أن تكون الحكاية الثامنة، مع قطة السينما المصرية بوسي، التي كشفت لي عددا من الأسرار والكواليس عن عالم الفن السابع، وقالت لى بوسي:  السينما لها بداخلي عشق كبير بدأ منذ طفولتى، حينما كنت فى سن الخامسة تقريبا، كنت أسكن فى منطقة مصر الجديدة، و من وقتها بدأت أكتشف هذا العالم الساحر منذ تلك الفترة، وقدمت أولي تجاربي في السينما من خلال فيلم "عودي يا أمي"، والذي لعبت فيه دور أبنة كل من الفنانين شكري سرحان، نادية لطفي، الفيلم من إخراج عبد الرحمن شريف في أولي تجاربه كمخرج، هذا الفيلم كان إنتاج 1961، وتوالت أعمالي في فترة الطفولة، فقدمت فيلم "الليالي الدافئة" مع المخرج حسن رمزي، فيلم هذا الرجل أحبه، مع المخرج حسين حلمي المهندس، فيلم "حياة عازب"، مع المخرج نجدي حافظ ، فيلم "نار في صدري" إخراج حسن رضا، ثم بعد ثلاث سنوات شاركت في بطولة فيلمين ألا وهما الأول "طريد الفردوس"، ثم فيلم "زوجة من باريس" إخراج عاطف سالم، كلاهما إنتاج 1966، وبعد عامين عدت للسينما في دور الأنثي، خاصة إنني كان يجب أن أودع أدوار الطفولة وكان ذلك في فيلم "شئ من الخوف" مع المخرج حسين كمال، ثم فيلم "أسرار البنات"، مع المخرج محمود ذو الفقار، وهناك فيلم آخر أسمه "بنت عنتر " مع المخرج نيازي مطصفي.

وتكمل بوسي حديثها عن السينما في عام 1971، قدمت فيلمين  الأول حمل اسم "بلا رحمة" من إخراج نيازي مصطفي، والثاني حمل اسم "الخيط الرفيع" لحسين كمال.

وأوضحت "بوسي" أن أول بطولة مطلقة لها في السينما كانت من خلال فيلم "بيت من رمال"، في تجربة سينمائية مختلفة للمخرج سعد عرفة، شاركني بطولته ممثل شاب أسمه علي كمال، الذي كان يعمل معيدا بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وتقريبا كانت أول وآخر تجربة له في التمثيل.

وأعترفت بوسي قائلة: لا أنكر أن مرحلة تعاوني مع زوجي النجم الكبير الراحل نور الشريف، هي الأهم والأكثر عطاءا لي في السينما، قدمنا سويا 18 فيلما سينمائيا، منذ عام 1973 حتي عام 2001، ومن أهم هذه الأعمال، اللقاء الأول فنيا بينا كان من خلال فيلم "السكرية"، للمخرج حسن الإمام، حيث لعبت دور أبنة من أحفاد  السيد أحمد عبدالجواد، تتزوج من أبن خالتها الذي أطلق لحيته، معلنا إلتزامه الديني، "قطة علي نار"، "حبيبي دائما"، الذي سأحكي لك قصته فيما بعد، ثم سلسلة أفلام مثل "الحكم آخر الجلسة"، "جذور في الهواء"، "لعبة الإنتقام"، "الضحايا"، "آلو أنا القطة" من إنتاج النجم الكبير محمود المليجي، والمخرج إيراني، مرورًا بعدة أعمال سينمائية أخري ثم فيلم "كروانة"، إلي أن وصلنا  لآخر أفلامنا سويا أنا ونور، و الذي حمل اسم "العاشقان" عن قصة وسيناريو وحوار كوثر هيكل، إخراج نور الشريف، إنتاج عام 2001.

وأوضحت "بوسي"، بخصوص فيلمها "حبيبي دائما" للمخرج حسين كمال، هناك بعض التفاصيل التي أقولها لأول مرة ألا وهي أن الأديب الكبير الراحل يوسف السباعى، هو المؤلف الحقيقي للعمل، الذي كتب له القصة بينما الكاتبة الكبيرة كور هيكل، هي التي تولت كتابة السيناريو والحوار، لكن حذفنا اسم "السباعي" من تيترات الفيلم،لإننا لو لم نفعل ذلك لم نكن سنستطيع أن نقوم بتوزيعه خارج مصر، بسبب مقاطعة بعض من الدول العربية لمصر بعد معاهدة السلام، حيث كان السباعي وزيرا للثقافة وقتها، قبل أن يتم إغتياله في قبرص أثناء مشاركته في مؤتمر أفرو آسيوي مع وفد مصري كبير، وتسبب هذا الحادث علي ما أذكر في قطعية دبلوماسية بين مصر وقبرص.

وتعود بوسي لقصة  فيلم "حبيبى دائما" فتقول: بدأت قبل سفر "السباعي" إلي قبرص بفترة، فوجئت بإتصال هاتفي في منزلي من مكتبه، يخبرني برغبته في مقابلتى، أذكر أن نور وقتها كان خارج مصر مشغولا بتصوير عمل ما، وأخبرته بهذا الإتصال قال لي "طبعا روحي قابليه فورا"، بالفعل ذهبت لمقابلته في مكتبه بجريدة الأهرام، وخرجت من تلك الجلسة ومعي  قصة فيلم "حبيبي دائما"، وبعد الإنتهاء من تصوير هذا الفيلم، تم أغتياله عام 1978، لذا طلب منا بعض من الموزعين المصريين وقتها رفع اسم يوسف السباعي، من علي التيترات كنصيحة لنا، كي يساعدنا في توزيع الفيلم خارجيا، بعد مقاطعة بعد الدول العربية بعد توقيع معاهدة السلام مع  إسرائيل عام 1979، وأذكر أن "نور" ذهب لأبن الكاتب الكبير يوسف السباعي "إسماعيل"، وأخبره بتلك القصة فوافق "إسماعيل" على عدم كتابة اسم والده فى تصرف نبيل منه، كى تعود لنا الحقوق المادية، وما صرف إنتاجيا علي هذا الفيلم، بالفعل تم عرض الفيلم دون أن يكتب عليه اسم  الكاتب الكبير "يوسف السباعى " للأسف الشديد، والذي قدم واحدا من أهم الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية، أقول هذا السر لإنصافه بعد كل هذه السنوات، هذا الفيلم الذي شارك في بطولته كل من سوسن بدر، صبري عبدالعزيز ، نعيمة وصفي، سعيد عبد الغني، مريم فخر الدين، ماجدة الخطيب، أحمد ماهر.