هل الفن متهمًا في واقعة "حنين حسام"؟ المتخصصون يجيبون

أثارت فتاة جامعية تدعى حنين حسام جدلاً واسعًا بين المصريين، وتصدرات ترند "تويتر" ومحرك البحث "جوجل"، بعد بثها تطبيق "تيك توك"، فيديو تحرض فيه الفتيات لدخول تطبيق ما وبثهم "لايف" من منازلهم بشرط أن تكون الفتاة أكبر من 18 عامًا، في مقابل الحصول على الأموال، مما عرضها للمسائلة القانونية بتهمة التحريض على الفسق.

وفي هذا الاطار علق المتحدث الرسمي باسم جامعة القاهرة، الأستاذ الدكتور محمود علم الدين، قائلًا "هذا ما نجنيه بسبب عدد من الأفلام والأعمال الدرامية التي تناولت وظائف الوسائل التكنولوجية بطريقة خاطئة"، مضيفًا "ما فعلته الفتاة حدث من إحدى ممثلات فيلم كلمني شكرا، ومن المفترض أن تنظر الرقابة على هذه المسألة بشكل أكثر عمقا".

وبالطبع كان لابد أن يسأل "وشوشة" المتخصصون في "الفن"؛ لمعرفة هل يمكن أن تكون السينما والأعمال الدرامية سببًا للاتجاه إلى "الفسق"، ومعرفة رأي النقاد الفنيين والأخصائين النفسيين، الذين طالما ما حللوا هذه الظواهر، ونستعرض أبرز ما جاء على لسانهم في تصريحات خاصة لـ"وشوشة" عن هذا الأمر:

طارق الشناوي
شدد الناقد الفني طارق الشناوي، على إنه لا يصح تحميل الفن أي أخطاء في المجتمع، وضرب مثالاً بفيلم "فرافيرو" لفؤاد المهندس، موضحًا إنه كان يظهر في الفيلم يطير بدون جناحات، وبعد عرض الفيلم، قام أحد الأطفال بتقليد "فرافيرو" وطار ولكن بالطبع سقط ومات، لافتًا إنه من بين 30 مليون طفلاً، هناك واحداً فقط هو الذي فعل ذلك.
وأضاف "الشناوي"، أن الفن يلعب دورًا في المجتمع، ولكن الدور الأساسي يرجع للثقافة والتربية والمدرسة، مُستنكرًا "إذا منعنا أفلام المخدرات، هل ستختفي ويبطلها المتعاطي؟"، مؤكدًا أن المخدرات كانت موجودة ومنتشرة قبل ظهور السينما من الأساس، مشيرًا إلى أن الفن ليس سببًا في مشكلة المدعوة "حنين حسام"، ولا يجوز تحميله هذه النوعية من المشكلات.

وعن رأيه في قضية "حنين حسام"، أوضح "الشناوي" أنه يرى أن "التربص" بهذه الفتاة قاسٍ جدً، وقد تم اقتطاع كلامها واللعب به، مؤكدًا أن السوشيال ميديا تمتلئ بمثل هذه الأشياء، مستكملاً أن ذلك لا يعني التوقف عن استخداها قائلاً "الغاز يمكن أن يقوم حريق بسببه في البيت، هل معنى ذلك أننا نوقف استخدامه"، مشيراً إلى أن الجامعة من حقها أن تحقق مع الفتاة، ولكنه يرى أن جميع أوراقها ليست بها إدانة.

خيرية البشلاوي
كما استنكرت أيضًا الناقدة خيرية البشلاوي كون الفن السبب وراء هذه القضية، مؤكدًة "هناك الملايين يشاهدون هذه الأعمال فهل جميعهم يتجهون إلى طريق الفسق؟"، موضحًة أن السبب في هذه الأفعال هي الذاجة والجهل أو الرغبة، ورفضت أن يكون "الفن" شماعة لنقص الوعي والتحلل القيمي وانعدام الأخلاق.
وأشارت إلى أن السينما يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا، وأيضًا دورًا سلبيًا عند "ضعفاء النفس ومعدومي الوعي"، مضيفةً أن المُسلح بالثقافة لا يمكن أن ينحرف لمثل عذه السلوكيات، مؤكدة أن هذه الفتاة كان لديها الاستعداد للاتجاه لهذا الطريق وليس الفن السبب في ذلك.

جمال فرويز
بينما اتفق الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، مع تصريح المتحدث الرسمي لجامعة القاهرة، في أن الفن له علاقة كبيرة بهذا الأمر، موضحاً إنه ليس السبب الأساسي ولكنه جزء من الأسباب، مؤكدًا أننا شعب قليل الثقافة والوعي.
وأضاف "فرويز"، أننا نعاني حاليًا من فقر في الثقافة والمبادئ، مشيرًا إلى أن التليفزيون وخاصة المسلسلات والأفلام، أصبحوا مصدرًا رئيسياً للمعلومات والاتجاهات والثقافة لأغلب الشعب المصري،  موضحًا أن الموضوع بدأ منذ أواخر السبعينات وأصبح من بعدها البلطجة هي الطريقة لأخذ الحقوق، وبالتالي زاد هذا الاتجاه في المجتمع.
وذكر "فرويز" أن الإعلام المرئي "متهمًا" في هذه القضية، موضحًا أنه سبب من الأسباب بجانب قلة الخبرة لدى الفتاة نظرًا لصغر سنها، وأيضًا طمع أهلها في الأموال التي تحصل عليها بأسهل الطرق، لافتًا إلى أنه عندما نرى مشهد مُختلف سواء للبلطجة أو أي شىء، نراه يتحقق في الشارع من ثاني يوم من عرضه، وضرب مثلًا بمشهد محمد رمضان في "الأسطورة" عندما تشاجر مع أحد أبطال المسلسل وجعله يرتدي "قميص نوم"، مؤكدًا أن هذا الأمر حدث بعد المسلسل 7 مرات متوالية تقريباً.