فى ذكرى ميلاده.. عمار الشريعى "لحن لا يموت"
الخميس 16/أبريل/2020 - 03:40 م
علياء أحمد
خلق لنفسه مساحة لا ينازعه فيها أحد، أصبحت نغماته جزءا من الشارع المصري، وموسيقاه عالمًا فريدًا بمجرد سماعها، تعرف على الفور أنّها للموسيقار عمار الشريعي، الذي ولد في مثل هذا اليوم 16 أبريل من عام 1948.
على مدى التاريخ الفني اعتدنا أن يكون الممثل أو المطرب هو من يقف دائمًا في منتصف دائرة الشهرة، حيث يتمتع بالنجومية الكاسحة التي يمكن معها أن يتم إغفال دور المحيطين به في العملية الفنية، مثل الشعراء والملحنين، لكن هناك دائمًا بعض الأسماء تكسر هذه القاعدة بفضل أعمالها الرائعة، ووصولها لقلوب محبيها عبر مشوارها.
من هذه الأسماء الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي ظل نجمًا لامعًا طوال مشواره، اسمه حينما يتم وضعه على عمل موسيقي فهو علامة للجودة والتميز، كما ظل في دائرة الضوء والشهرة والنجومية حتى بعد رحيله.
يعد عمار الشريعي، خير مثال على قوة الإرادة والعزيمة وحب الحياة، واستطاع بفضل ذلك أن يتعامل مع إعاقته البصرية، وأن يتعلم الموسيقى ويتقنها ويصبح أحد أساتذتها ومعلميها، كان يعي جيدًا أنها "كفيف" ولم يشغله ذلك طويلًا بل تعامل مع الأمر كأنه لا ينقصه شيء، وعندما تستمع إليه وهو يتحدث يشعرك أنه يرى كل ما يدور حوله.
تميز الشريعي في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة كبيرة، وحصل على العديد من الجوائز على الصعيدين العربي والعالمي عن تلك الأعمال.
كون فرقة الأصدقاء عام 1980، وضمت هذه الفرقة منى عبد الغنى وحنان وعلاء عبد الخالق، وحاول الشريعي من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة، كما اهتم اهتمامًا كبيرًا بأغانى الأطفال واعد أغانى احتفالات عيد الطفولة لمدة 12 عامًا متتالية، وشارك في هذه الأعمال مجموعة من كبار الممثلين والمطربين مثل عبد المنعم مدبولي ونيللى وصفاء أبو السعود ولبلبة وعفاف راضى.
كان عبر مشواره بمثابة مدرسة فنية لاكتشاف ورعاية المواهب الجديدة، مثل منى عبد الغنى، حنان، علاء عبد الخالق، هدى عمار، حسن فؤاد، ريهام عبد الحكيم، مي فاروق، أجفان الأمير، آمال ماهر، وحديثًا أحمد على الحجار، سماح سيد الملاح.
ظل يمنح وقته ومجهوده للفن والموسيقى طوال حياته حتى رحل عن الحياة يوم 7 ديمسبر عام 2012، تاركًا رصيدًا فنيًا من الأعمال الفنية أثرت الحياة الموسيقية في مصر والعالم العربي.