حوار/ محمد أمين راضى: رأيت صبرى فواز فى شخصية "الشيطان" قبل كتابة "مملكة إبليس".. واستوحيت فكرة الضفادع والقمل من سورة الأعراف

القبور ليست حقيقية .. وهذا هو الهدف وراء الرقص على الجثث

لم أكن أعلم بعرض المسلسل على منصة الكترونية .. ولكن !

أسرار شخصية "العجوز" سيتم كشفها فى الجزء الثانى

عمل فنى من نوع خاص تمكّن من جذب الأنظار، بالرغم من عرضه على احدى منصات العرض الالكترونية؛ إلا أنه نجح فى استقطاب شريحة كبيرة من الجمهور فور عرضه، هو مسلسل "مملكة إبليس"، والذى يمزح بين الفانتازيا والواقعية فى شكل ممتع، وحرص "وشوشة"، على إجراء حوار مع السيناريست محمد أمين راضى، والذى يتميز دومًا بلون مختلف فى كتاباته تجعلك أسير للعمل الفنى الذى يقدمه بأسراره الخاصة، ويكشف "راضى" فى هذا الحوار أسرار "حارة الحِدأ" وصراع أهلها وكواليس أحداثها.. وإلى نص الحوار :

إلى أى مدى كانت ردود الأفعال حول مسلسل "مملكة ابليس" مرضية بالنسبة لك؟

ردود الأفعال كانت مرضية للغاية، وشعرت أن تعب المسلسل والجهد الذى تم بذله فى هذا المشروع من عراقيل عدة كان لها ثمن وهو "النجاح"، بفضل الله.

من أين استوحيت فكرتها؟

من فكرة صراع الأديان، وهى الاطار العام للمسلسل، لأننى أفضل دائمًا وجود مرجعية دينية لأعمالى الفنية وأفكارى، ولكن المسلسل يتناول عدة أفكار جميعهم يدورن فى هذا الإطار، واختارت الشكل العبثى للمسلسل لما نتعرض له فى اللحظة العبثية.

كم استغرقت من الوقت فى كتابتها؟

ما يقرب من عامين ونصف.

ماذا عن أكبر تحدى لك فى مملكة ابليس؟

لم يكن تحدٍ واحد؛ بل كانوا عدة تحديات منها فنية وآخرى مهنية وشخصية، بالاضافة لأننى لم أقدم أي أعمال درامية منذ عدة سنوات فكان تحدى آخر بالنسبة لى، وتحدى فنى لتغيير شكل الجدية التى كنت أقدمها دومًا فى أعمالى السابقة، فضلًا عن طريقة العرض من خلال منصة الكترونية يتم دفع اشتراك لها من أجل مشاهدة الأعمال المعروضة عليها، فهى أصبحت أشبه بدور العرض السينمائية التى يتم دفع الأموال بها من أجل الاستمتاع بالعمل الفنى الذى يُعرض من خلالها.

هل تصورت هؤلاء الفنانين المشاركين عند كتابتك للشخصيات؟

عادة، لا أحب تصور الفنانين الأبطال الذين سيجسدون الشخصيات، على الأقل فى بداية الكتابة لمدة 10 دقائق، وأطلق العنان لأفكارى، لأن التفكير فى الأبطال من الممكن أن يُحجّمنى، ولكن دور الشيطان الذى تصورته دائمًا كان فى شخصية الفنان صبرى فواز.

ملكة ابليس جمعت بين الفانتازيا والواقعية.. كيف جمعت تلك المعادلة؟

هذا النوع من الأعمال الدرامية موجود ويُسمى "الواقعية السحرية"، ولم تكن هذه المرة الأولى التى أقدمها فى أعمالى ولم أخترع تلك المعادلة، ولكنىّ أحاول أن أسر تحت ظل أساتذتى فى هذا النهج.

حدثنا عن كواليس مشهد دخول القبر ومشهد استخراج الجثث والرقص عليها.. وما الهدف منهم؟

لم يكن القبر حقيقى وإنما ديكور، ولم يصيب الفنانين بالخوف أثناء تصويره، وهى ليست المرة الأولى التى أجسد ذلك المشهد وكان من قبل فى مسلسل "نيران صديقة"، وهدفى من مشهد الرقص على الجثث هو وضع المشاهد فى شكل واضح أننا أمام عمل عبثى، وكانت الأحداث فى تلك الحلقة تسير بشكل هادىء حتى تصل الفكرة بشكل واضح وصريح بأن المسلسل عبثى وألا نتعامل مع الأمور بجدية وأنها بعيدة عن الواقعية، أما مشهد استخراج خالد أنور، للجثة من القبر، فهى للإشارة بأن شخصيته ليست سهلة وأنه أخطأ بشكل كبير والذى ترتب عليه شعوره بالذنب عندما تم محاولة قتل والدته وأرد التطهر واعترافه بالحقيقة لأهل الحارة.

البعض يرى أنه انتهاك لحرمة القبور حتى وإن كان فى سياق درامى.. كيف ترى ذلك؟

فى حقيقة الأمر هناك من "ينبشون" فى القبور بالواقع؛ ولكن تناوله فى الأحداث كان يتعلق بشخصية "بودى"، والتى جسدها الفنان خالد أنور، وكان مقتنع هو الآخر داخل الأحداث أنها حُرمة قبور، لذلك تم عقابه بتعرض والدته والتى جسدتها الفنانة رانيا يوسف بالموت، وأراد أن يعترف لأهل الحارة بالحقيقة.

من الشخصيات الغامضة بالأحداث "العجوز".. كيف جاءت تلك الفكرة ولماذا تم تسميته بالعجوز؟

اجابته ستكون بالجزء الثانى من الأحداث، ولكن هناك أمرًا ما يجمعه بالأقزام، وتم الاشارة لها فى الحلقة السابعة بمشهد واضح وهم يجسدون "بهلوانات"، وتبليغه لأحد الأقزام بأن يحفظ أشكالهم لحين قتلهم.

حدثنا عن الضفادع والقمل.. ولماذا تم الاستعانة بهم فى عالم حارة الحدأ؟

تلك الرموز مذكورة القرآن الكريم من قبل، وهى لعنات قوم فرعون فى سورة الأعراف: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133)، وكانت الفرضية عما يُمكن حدوثه، إذا تم احلال لعنات قوم فرعون فى حارة "الحِدأ"، ومدى تأثيره على أهلها من حيث السيطرة عليهم أو خداعهم.

هل كنت تعلم من البداية بعرض المسلسل على إحدى منصات العرض الإلكترونية؟

لا لم أكن أعلم، وقام المنتج طارق الجناينى بتبليغى فى الحلقة الخامسة من الأحداث، فقمت بتعديل فى بعض الحلقات لما يتماشى مع طبيعة تلك المنصات الالكترونية والتى تختلف عن طريقة العرض المعتادة، حتى نهاية الأحداث.

ألم تشعر بالخوف من حصره بشريحة مجتمعية معينة وخاصة أن العمل يحتوى على عدد كبير من النجوم؟

على العكس، فكان حلمًا يروادنى أن أقوم بتقديم عمل فنى يتم عرضه على الانترنت، ولكن النجوم هم من كانوا يصيبهم بعض القلق؛ ولكنه لم يمنعهم من تقديم العمل بشكل متميز، وردود الأفعال كانت مطمئنة بالنسبة لهم وشجعت آخرين لخوض تلك التجربة.

ماذا عن أحداث الفصل الثانى؟

من المفترض، الرد من خلاله عما حدث فى الفصل الأول، والاجابة عن ماهي تلك الشخصيات، ولماذا يدور بينهم صراع بهذا الشكل، ولماذا تم اختيار العبثية فى الفصل الأول لأنها لن تكون متواجدة فى الفصل الثانى وسيتميز بالجدية.

هل بدأت فى كتابته؟

تم الانتهاء من كتابته وتصويره وتسليمه لمنصة شاهد.نت، فهو جاهز للعرض لحين تحديد موعده.

هل سيتم الاستعانة بنفس الشخصيات والأبطال؟

بالفعل، نفس الأبطال ولكن سيظهر معهم نجوم جُدد، مثل الفنانون أحمد صيام، ناهد السباعى، ميدو عادل، ومحمد طلعت.

أمين راضى دائما ما تحمل أعماله للغز ممتع.. ما رأيك فى تلك المقولة؟

هى أسرار يتم الكشف عنها خلال الأحداث، ولكن لا يوجد ألغاز سوى فى مسلسل "نيران صديقة"، وأن أحب ذلك الأمر لأنه بالنسبة لى هو أهم محرك للدراما.