زينة تحقق المعادلة الصعبة في فيلم "الفلوس"

من صفات الممثل المحترف الاحساس بالشخصية أي يكون ملما بأغلب المشاعر التي تمر بها، والدخول تحت جلدها، والتعمق في كل لحظة تمر بها الشخصية بملامحها وحركاتها و حواراتها و إيماءاتها ونظراتها، وهذا ما فعلته النجمة زينة، في فيلم "الفلوس" أثناء تقديم شخصية "حلا" فهي أحد ضحاية نصب "سيف" النجم تامر حسني، وهى فتاة مدللة تتعرض للنصب وتستعين بسيف لاسترجاع أموالها بعدما ينصب عليها هو الآخر في بداية الفيلم وتدور الأحداث لنكتشف بالنهاية أن سيف خدعها منذ بداية الفيلم لنهايته وأن كل شئ كان بالاتفاق مع صديقه خالد الصاوي.

 

في البداية نحن أمام شخصية محورية بالأحداث، "حلا" الغير قادرة على التحكم في انفعالاتها فهي الضحية المخدوعة في سيف الذي يقنعها بأن حبيبته قد ماتت وتتفاجئ لتجده بسريرها برغبتها فتستيقظ على فراغ محتويات خزنتها، وتسعى للوصول إلى سيف إلى أن تجده ويتحول عند هذه اللحظة سيف من الضد إلى المساعد لها في استرجاع أموالها بعدما تعرضت لعملية نصب كبرى بالخارج، وتكتشف حلا بالنهاية أن كل الأحداث كان متفق عليها لخداعها من قبل سيف.

 

وتمر "زينة" في فيلم "الفلوس"، بثلاث وجوه فهي ببعض اللحظات تظهر حلا الرومانسية، ثم القوية ثم الكوميدية، جمعت بينهما لتخدع الجمهور بهذه الشخصية المركبة، وهو ما اتجهت إليه في الفترة الأخيرة فقدمت أكثر من شخصية مركبة خاصة بالدراما ووفقت به.

 

وكلما أحب الممثل دوره وأخلص له نجحت الشخصية في نقل أفكار المؤلف للمشاهد ووفقت "زينة" في إظهار مشاهد الحزن، من خلال استخدام تعبيرات وجهها التي ساهمت بشكل كبير في صدق الجمهور لها، ولم تفلح في ذلك فقط بل أيضا وفقت في إظهار لحظات الرومانسية بالفيلم وحبها لـ"سيف" وتنوعت بين التراجيديا أحيانا والكوميديا أحيانا أخرى، واستطاعت أن تجمع كل ذلك بشخصية واحدة فقط دون الخروج عن الخط المستقيم للشخصية.

 

وظهور "زينة" بجانب تامر حسني، من الأشياء التي تعودنا على رؤيتها منذ فترة كبيرة فكان آخر عمل لهما سويا فيلم "كابتن هيما" عام ٢٠٠٨ وسبقه أفلام أخرى منها "سيد العاطفي" و"حالة حب"، وعلى الرغم من قلة عدد الأفلام التي تجمعهما إلا أن وقوفهما أمام بعضهما حقق التناغم والترابط لدي الجمهور، وهذا التناغم الذي يحدث بسبب جهد الممثلين أثناء تعاونهم مع بعضهما لبعض، ونتج عنه آداء موحد وهو الأداء الذي وصف بأنه يحدث عندما يفهم كل ممثل طرق تمثيل زميله الآخر ومواطن ضعفه وقوته وهذا ما حدث لتامر وزينة بفيلم الفلوس.