رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

حوار| دعاء فاروق: "النهار" أعطتني فرصة عمري.. وهذه وصيتي بعد وفاتي!

محدش ليه الحق يحاسبني
لا أدعي الفضيلة.. وبخاف من الكبر في السن

هي واحدة من الإعلاميات التي استطاعت أن تصنع لنفسها خطًا منفردًا، بعيدًا عن البرامج التقليدية، بساطتها وعفويتها الشديدة كانت طريقًا لإقتحام قلب مشاهديها، واستطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا خلال فترة وجيزة وبشكل لافت للأنظار.

كان الإعلام حلمًا يراودها منذ أن كانت طفلة صغيرة، حيث كانت تجمع صديقاتها وتقرأ عليهن نشرة الأخبار، فضلًا عن فقرة الإذاعة المدرسية التي حرصت على تقديمها طوال فترة دراستها.

أنها الإعلامية دعاء فاروق الذي حاورها موقع "وشوشة" للتعرف على الكثير من جوانبها الشخصية وتجاربها الناجحة في المجال الإعلامي وكان الحوار كالتالي:.

تخرجتِ من كلية الاَداب وعملتِ في الإعلام.. هل العمل كمذيعة حلم أم صدفة؟
الإتنين، حيث يُقال أني في مرحلة الطفولة كنت اجمع صديقاتي أمامي وأقرأ لهن نشرة الأخبار من الجريدة، فضلًا عن الإذاعة المدرسية التي دائمًا ما كنت أشارك فيها من خلال فقرة النكت، وبعد تخرجي من كلية الاَداب جامعة طنطا، عملت كمضيفة أرضية في المطار، وبعدها في المبيعات لدى إحدى الشركات الكبرى، ووجدت أن عملي يعتمد على كيفية تعاملي مع الجمهور، وفي هذا التوقيت وبعد تخرجي لم يكن في بالي إطلاقًا العمل كمذيعة.

إلى أن لعبت الصدفة دورها معي وتذكرت حلم الطفولة، وحصلت على رقم قناة "ِArt" من الدليل، لأن في هذا التوقيت التليفزيون المصري كان قلعة حصينة تنغلق على نفسها، وكنت اعتقد أنه لا يستطيع أحد الإلتحاق به إلا من يملك واسطة، وبعد هذه المكالمة بثلاثة أشهر جئت إلى القاهرة لحضوري اجتماع عمل، "وكنت لابسة حلو أوي وعاملة شعري فقولت لنفسي ما اروح القناة وأقدم" وبالصدفة وجدت أنه يوم اختبار لاختيار مذيعين القناة، فتقدمت وتم اختياري بالفعل من وسط 300 متقدم.

وكيف كانت أول إطلالة لكِ على الشاشة؟
تدربت فترة في القناة على يد انطوان كسابيان مؤسس الـ"Art" وأحد أشهر صانعي المذيعات والمذيعين في لبنان والعالم العربي، وأثناء التدريب الذي كان من المفترض أن يستمر لمدة شهر في مصر، عَلمنا حينها أنه سوف يُقام مهرجان الأغنية الدولي الخامس في الحديقة الدولية بمدينة نصر، وكان من المقرر أن يحضره كل مطربي الوطن العربي.
"وخدونا وقتها من الدار للنار ولسة بقول يا هادي لقيت نفسي على المسرح بقدم المطرب الكبير محمد عبده، وعملت يومها حوار مع المطربة نوال الزغبي، وأنغام، ودي زي ما بيقولوا كانت أول طلعة ليا، كان حظي حلو، والموضوع كان داخل فيه نسبة حظ كبيرة جدا، وتوفيق من عند ربنا".
وناس كتير بتقول أن العمل في الإعلام محتاج واسطة، أنا اشتغلت من غير واسطة، واسطتي الوحيدة ربنا سبحانه وتعالى، وشوية حظ مع توفيق من ربنا خلوا بدايتي قوية شوية".

وماذا عن أول برنامج تقدمه دعاء فاروق؟
قدمت برنامج "ألو Art" وكان برنامج صباحي وكان موجه لمشاهدين أمريكا وأوروبا وأستراليا، وكان برنامج أسبوعي وكل مذيعة تقدمه بشكل دوري لمدة يومين، ومن ضمن المذيعات كانت الإعلامية منى الشاذلي.
إلى أن أبلغونا في القناة أنهم بصدد عمل احتفالية ضخمة بمناسبة مرور 5 أعوام على القناة، وسيحضرها كل نجوم الوطن العربي، وأنطوان كسابيان قرر أنه سيقدم الحفلة كل المذيعات الجدد الذي قام بتدريبهن، وقامت حروب ضخمة من كبار المذيعات، وسافرنا على لبنان للتدريب على الحفل وكان معي صديقتي دعاء عامر، وكريم كوجاك، وهناك قابلنا نيشان وكان من ضمن الإعلاميين اللبنانين اللذين سيتدربون معنا على تقديم الحفل.

وكيف كانت إنطلاقة دعاء فاروق الحقيقية التي عرفها الجمهور من خلالها؟
في رمضان شاركت أنا ودعاء عامر في تقديم خيمة رمضانية كانت تقدمها الإعلامية ليليان أندراوس، المذيعة الرئيسية بالمحطة، ووقتها قرروا أن يقدموا كواليس فوازير "أبيض وأسود" التي قام ببطولتها الفنان محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأشرف عبد الباقي؛ في برنامج يحمل عنوان "عملوها إزاي" والذي قدمه وقتها الفنان أحمد السقا والفنانة اللبنانية هيفاء وهبي وكان من إخراج مجدي الهواري، وكان من المفترض أن يُعرض البرنامج ضمن فعاليات الخيمة الرمضانية الذي تقدمه "أندراوس"، لكنها رفضت تقديم هيفاء على اعتبار أنها مذيعة لها اسمها، وطلبت من إدارة المحطة وجود مذيعة ربط لتقديم هيفاء والسقا، ووقع الاختيار عليّ أنا ودعاء وأصبحنا نقدم فقرة نرتدي فيها ملابس متشابهة ونقول فيها معلومات ونمازح الحضور الذين كان من ضمنهم فنانين كبار مثل كمال الشناوي، كنا نقدم فقرة طريفة وفي آخرها نقدم السقا وهيفاء.
بعدها أعجب المشاهدون والمحطة بـ"الدويتو" بيني وبين دعاء عامر فقرروا إنتاج برنامج يبث على الهواء من تقديمنا بعنوان "خليك معنا"، والذي كان يعتبر أول برنامج شبابي يقدم لمدة ساعتين على الهواء مباشرة، وحقق وقتها نسبة مشاهدة مرتفعة.

وما أبرز المواقف التي تعرضتِ لها في هذا التوقيت؟
أتذكرموقف دار بينا وبين أحد الأصدقاء أثناء احتفالية كان يحضرها الكثير من الفنانين، وقال صديق لنا: "إنتوا محدش يعرفكم" فقولنا لهم أنا ودعاء: لأ احنا بنشتغل بقالنا كتير ومعروفين، وفجأة دخلت أنغام، وأحد أصدقاءنا قال لها: إنتِ تعرفي مين دول؟، لترد أنغام قائلة: "طبعا دعاء ودعاء"، وفرحنا جدًا وقولنا له: "شفت والله العظيم احنا معروفين، كنا صغيرين وكنا بننبسط أوي لما نلاقي حد عارفنا".
ونفس الموقف تكرر مع الفنانة غادة عادل، "كنا في الكوافير أنا ودعاء عامر بنعمل شعرنا، وفجاءة دخلت الفنانة غادة عادل وكنا فاكرينها هتعيش الدور علينا، بس بالعكس طلعت لذيذة ومتواضعة جدا وأول ما شافتنا فرحت جدًا وقالت بطريقتها الجميلة دعاء ودعاء". 

كيف اتخذتِ قرار إرتداء الحجاب وكيف كان رد فعل إدارة ART على ذلك القرار؟
اتخذت قرار الحجاب بشكل عادي، بعد 4 سنوات من وجودي في ART، وكان بعد قرار دعاء عامر وانتقالها لقناة اقرأ، وكنت أفكر في مسألة الحجاب واقتنعت بها، ووقتها قدمت طلب للشيخ صالح كامل ووافق على الطلب وسمح لي أن استمر في العمل بالشبكة وأنا محجبة، فهو كان شخص متفتح وينظر للأمام وقال لي: "انتوا شبه اخواتنا وبناتنا.. وفيها إيه لما يبقى الشكل دة موجود في المحطة.. أنا مش تلفزيون مصري بيمنع دة، لا هديكوا الفرصة والبسي حجابك وقدمي برامج عادية.. ومش كل واحدة تتحجب هاوديها اقرأ.. أنا مش هعمل قنوات للقالعين وقنوات لللابسين!.. انا فاتح قنوات للأسرة وطبيعي إن قناة المنوعات يبقى فيها مذيعة محجبة"، وكنت في ذلك الوقت أول مذيعة محجبة في قنوات المنوعات، واستضفت عدد كبير من الفنانين وأنا محجبة مثل محمود الجندي ورانيا يوسف وبوسي ويونس شلبي وأمينة رزق وهدى سلطان، وكانت لقاءات تاريخية لم أتخيل أني أجريتها في يوم من الأيام.


هل كونك مذيعة محجبة يفرض عليك نوعية معينة من الأعمال؟
أثناء عملي بقناة "الحياة"تحديدا تم وضعي في قالب واحد وهي برامج الفتاوى وفي الحقيقة أن هذه البرامج عملت لدعاء فاروق شعبية كبيرة وأوصلتني لقطاع كبير من الجماهير ولكنهم كانوا يشاهدوا المذيعة المحجبة والتي لا تصلح إلا لهذه الأعمال فقط .
ولكن عندما انتقلت إلي قناة"النهار" قمت بتوسيع مجال عملي وقمت بعمل برنامج"حياتنا" وهو برنامج أستطيع الكلام والتحرك كما أشاء فقناة "النهار"لم تحصرني في شكل المذيعة والشيخ فقط

تجربتك في قناة النهار جاءت مختلفة عن كل التجارب السابقة، فما هو السبب؟
قناة النهار وفرت كل الإمكانيات للبرنامج لكى يخرج بتلك الصورة، كما إنها أعطتني فرصة عمري في تقديم برنامج "حياتنا"، لأن الجمهور يميل إلى هذه النوعية من البرامج، وهي المذيعة المحجبة التي تحاور الشيوخ، واستطعت أنا اخرج من الشكل التقليدي لهذه البرامج واصبحت اقدم مقدمة لكل حلقة "واناكف الشيوخ، وعملت قماشة واسعة لبرنامج كانت قماشته ضيقة"، وأتمنى أن يعود البرنامج مرة أخرى.


من هم أكثر الأشخاص الذين أثروا في حياتك بشكل عام؟
"أبويا حبيبي الله يرحمه كان عنده كاريزما ودمه خفيف وكان هو الكوميديان بتاع العيلة وكان لسانه حلو، وأنا ورثت منه كل ده". 

هل تزعجك انتقادات السوشيال ميديا؟
"أنا برد انا مش هشيل جوايا واسكت لا برد بالحجة والمنطق، ناس كتير بتنصحني وتقولي إنتِ مذيعة ماينفعش تردي، بس لا مش بقدر وبرد، لكن مش برد على الشتيمة بعمل بلوك في الحال، وفيه حاجات غريبة بتتقال يعني لو ابني لابس بنطلون مقطع، يطلعوا يقولوا ازاي ابنك يلبس مقطع، على فكرة ابني عنده 13 سنة ويلبس اللي هو عايزه!، وحد كمان يقولي انتِ ازاي داعية ومتصورة وراكي البحر!، أنا مش داعية أنا دارسة اَداب انجليزي وبشتغل مذيعة، وبالمناسبة الداعية مش نبي وماينفعش تحاسبوه، هو مش ملاك وبجناحات، وحد يقولي انتِ إزاي بنتك مش محجبة، أنا بنتي عندها 15 سنة، وانا اتحجبت وانا عندي 28 سنة!! أنا مش هجبر بنتي على حاجة، هو ايه قيمة اللبس وحد مش متربي، ليه الناس بتعلي قيمة اللبس اوي كدة!، انت مين اصلا علشان تقيم بنتي او إبني، في حاجات كدة الحديث فيها خط أحمر، وممنوع حد يحاسبني على اختيار اصحابي، أو يحاسبني على حاجة بشكل عام".

ما سبب وصيتك بأن لا يُقام لكِ عزاء عند وفاتك؟
"لأن اللي بيحصل في العزاءات حاجات في منتهى التهريج، ناس بتروح ترغي وتضحك والقراَن شغال، فأنا بالنسبة لي حابه إن الناس تصلي علي وتدعي لي، العزاء ده للناس اللي في الدنيا".

هل من الممكن أن تظهري بدون مكياج على الشاشة مرة أخرى؟
فعلتها مرة واحدة فقط وعندما أتذكر أقول لنفسي ما هذه الجرأة، "وناس كتير قالت لي كان شكلك حلو، لكن مش عارفة ممكن أكررها تاني أو لا، وأنا كنت واضحة وصريحة مع نفسي وحكيت السبب، وأنه كان عندي دمل، علشان فيه ناس فاكرة أني عملت كدة علشان احنا في رمضان"، أنا لا أدعي الفضيلة ولا البطولة، والمكياح أحد أدوات المذيعة للظهور على الشاشة.
وأتذكر في إحدى المرات وأنا في نادي الصيد أستوقني 3 منتقبات وقالوا لي: "ليه بتلبسي ألوان وانتِ محجبة؟"، وكان ردي عليهم:" إن ده شغلتي لازم ألبس حلو لأن ده عنصر من عناصر الجذب على الشاشة ماينفعش أطلع ألبس أسود للناس".

هل دعاء فاروق تخاف من الكبر في السن؟
بخاف من الكبر جدًا، بس ماعنديش مشكلة أني أقول سني، أنا عندي 45 سنة، وفي مرة قلت لجوزي وأولادي "بقى أنا فاضلي 5 سنين ويبقى عندي 50 سنة، ده أنا أروح فيكم في داهية، بقى أنا دعاء الطفلة الصغيرة هيبقى عندها 50سنة، ودي حاجات فيالفطرة الإنسانية، الناس بتبقى عايزة يبقى شكلها حلو مهما كبرت، وعلشان كدة أنا بأشفق جدا على الناس اللي بتبقى عايزة شكلها حلو مهما كبرت والناس تتهمها بإنها متاصبية، وإيه الحرام في كدة! وده سبب بكائي في حلقة المكياج، بسبب فكرة التحريم للمكياج، ما هو مش معقول إن ربنا هيسيب صلاتي وإلتزامي وحسناتي ويبص للبسي ومكياجي!.

ما طموحاتك على المستوى العملي والشخصي؟
دايما أقول يا رب ديمها نعمة واحفظها من الزوال، وراضية جدا بكل اللي وصلت له، والصعوبة هو الحفاظ على النجاح، ويا رب يطول عمري في الشغلانة شوية والناس ماتزهقش مني وده قمة الطموح، ونفسي اقدم برنامج حواري مع شخصيات كبيرة، وجربتها مرة في برنامج حياتنا واستضفت الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة، ودي حلقة بعتز بيها جدا لأنه محاور مُرعب وماسبش رئيس ماعملش معاه حوار، وقدمتها على جزئين.
وعلى المستوى الشخصي، ربنا يحفظ ولادي وزوجي وحياتي تكمل على خير.