الدراما التاريخية في عيون النقاد: تقاعسنا عن إنتاجها.. و"خالد بن الوليد" مغامرة‎

طارق الشناوي: الدراما تقاعست عن تقديم المسلسلات التاريخية في السنوات الأخيرة.. لهذا السبب!

ماجدة خير الله: تاريخ الأتراك ملئ بسفك الدماء و"سليمان القانوني" كان متوحشاً 

دم جديد ضخته الأعمال الدرامية داخل الجسد الفني في السنوات القليلة الماضية، تحت شعار التمرد على احتكار عرض المسلسلات خلال شهر واحد في العام، وأمام توقعات فشل التجربة انقلبت الموازين، وقال الجمهور كلمته، وكانت البداية مع نجاح شركات الإنتاج في خلق موسم جديد خارج شهر رمضان، مروراً بعودة الدراما التاريخية مؤخراً.

أكد الناقد الفني طارق الشناوي، فى تصريح خاص لـ"وشوشة"، أن الدراما تقاعست عن تقديم المسلسلات التاريخية في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع ميزانية إنتاجها بالمقارنة بأشكال أخرى من الدراما، مشيراً إلى أهمية هذه النوعية، قائلاً: "المسلسل التاريخي يقدم رسائل في قالب ممتع للجمهور، ويقوي المناعة الفكرية بالعودة للماضي". 

وبالرغم من إعلان شركة سينرجي للمنتج تامر مرسي، عن بدء التحضيرات الأولية لمسلسل السيرة الذاتية للقائد الإسلامي خالد بن الوليد، من تأليف إسلام حافظ وإخراج رؤوف عبد العزيز، رأى "الشناوي" أن الغموض ما زال يحيط بمصير إخراج المسلسل إلى النور، نظراً لقدرة الجهة المنتجة على تغطية الميزانية المطلوبة.

وأضاف "الشناوي" أنه رشح الفنان ياسر جلال لتجسيد شخصية "خالد بن الوليد"، مؤكداً أنه الأقرب من حيث اللياقة البدنية والشكل الخارجي والقدرة على تقديم الدور بين النجوم المقترحين حالياً.

وعن ترشيح الفنان عمرو يوسف لتجسيد شخصية سيف الله المسلول، بالرغم من ابتعاده عن تقديم أدوار الأكشن، قال إنه مناسب واختياره ليس خروجاً عن المنطق، وأضاف أن "يوسف" في حال إسناد الدور له، لابد أن يخضع لتدريبات في الفروسية وركوب الخيل حتى يستطيع الاقتراب من الشخصية. 

وعلق "الشناوي" على استبعاد هاني سلامة بسبب فرق الطول بينه وبين الشخصية، قائلاً: "هاني سلامة غير مناسب لتجسيد خالد بن الوليد، بعيداً عن فرق الطول فهو لا يملك صلابة شخصية القائد العسكري"، ونفى ارتباط الاستبعاد بأدوار "سلامة" الجريئة خلال مشواره الفني. 

وأعرب عن سعادته باشتياق الجمهور للدراما التاريخية، من خلال ردود الفعل حول مسلسل "ممالك النار" المذاع حالياً عبر إحدى القنوات الفضائية، وأضاف أن الفنان خالد النبوي أجاد في تجسيد شخصية "طومان باي" آخر سلاطين دولة المماليك قبل سقوطها على يد العثمانيين، من تأليف محمد سليمان عبد المالك وإخراج بيتر ويبر. 

واختتم "الشناوي" قائلاً: "الجمهور يحتاج لجميع الأنماط الدرامية في الوقت الحالي، والمسلسلات التاريخية قادرة على منافسة النوعيات الأخرى، كالأعمال التي تدعى أنها كوميدية ولكن في الواقع نحن نفتقر وجود مسلسلات كوميدية حقيقية".

من جانبها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله، أن اتجاه المنتجين لتقديم الأعمال الدرامية التاريخية مغامرة كبيرة، وأشارت إلى صعوبة تسويقها عبر الفضائيات التي قد يرفض بعضها عرض أعمال تخوض في تاريخ الدول السياسي مثل "ممالك النار" على سبيل المثال.

وعن هجوم النشطاء الأتراك على مسلسل "ممالك النار" الذي أنتجته دولة الإمارات، علقت "خير الله"، قائلة، أن تاريخ الأتراك نسل الدولة العثمانية ملئ بسفك الدماء، مضيفة: "قصة مسلسل حريم السلطان كشفت الوجه الحقيقي للسلطان سليمان القانوني، بعيداً عن علاقاته بالجواري فهو بالفعل اتصف بالتوحش وقتل ابنه عندما شعر بخطر الانقلاب عليه". 

وأضافت أن ظهور الأعمال التاريخية ليس مؤشراً على انتشارها في المرحلة القادمة، متابعة: "ولكن من المطلوب من حين لأخر أن يقدم عمل تاريخي بشكل جيد، بعيدًا عن التزويق وأن يكون العمل في سياقه الصحيح". 

وعن اختيار خالد النبوي، لتجسيد شخصية "طومان باي" قالت: "شكلاً مناسب وهو من الممثلين التقال ويعرف كيف يختار أدواره، وكان لديه تجربة سابقة في فيلم kingdom of heaven أداها بشكل جيد، لذلك لا يوجد قلق من اختياره لتجسيد شخصية تاريخية". 

ونفت "خير الله" تناقض تجسيد ممثل لشخصية إسلامية بعد تقديمه أدوار تتصف بالجرأة، وأضافت: "المسلسل يرصد حياة خالد بن الوليد عندما كان كافراً مروراً بحروبه ضد المسلمين، فهو ليس من الأنبياء ولكنه مقاتل جيد وله انتصارات حتى لقب بسيف الله المسلول بعد دخوله في الإسلام".