رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

بالتفاصيل ... أبطال " بلا دليل " يغردون خارج السرب

أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي عن من هو قاتل تيمور؟ يتنافس جميع المشاهدين في البحث والتفكير للإجابة على ذلك السؤال بعد مشاهدتهم لمسلسل "بلا دليل" الذي يعرض يوميا عبر شاشة قناة cbc، أمرا مثير للجدل أن تجد ذلك السؤال لأكثر من مرة أثناء زيارتك لتلك المواقع! فما الأسباب التي أدت لإثارة ذلك الجدل والنقاش المعتمد على التخمين؟

 

إن من بين الأسباب التي ساعدت على حديث الجمهور على هذا المسلسل هو اكتمال جميع أركانه التي يجب أن يعتمد عليها أي مسلسل موجه للجمهور المصري والعنصر الأول الذي يمكننا الحديث عنه هو عنصر الإبهار والجذب فاعتمدت المؤلفة إنجي علاء على صنع سنياريو يجذب القارئ وحوار يثير الجدل كما أنها أضافت لكل حلقة حدثا جديدا يجعل المشاهد يستمر بالمشاهدة لليوم الذي يليه، إضافة إلى عدم وجود مشاهد فارغة يمكن الاستغناء عنها فأغلب المشاهد لا يمكن حذفها لأهميتها بداخل الأحداث ومن هنا نعرف أهمية السيناريو أو كما يقال عنه "الورق" فلم يكن الورق فارغ كما نرى بأغلب المسلسلات التي تعتمد على الحشو من أجل زيادة عدد الحلقات بل كان ذو أهمية كبيرة، ليس هذا فحسب فاعتمدت إنجي علاء على خلق شخصيات محورية كثيرة أي أن الشخصيات لم تثبت على حالها طوال الوقت فهي في تغير دائم ومستمر خلال دقائق الحلقات فيوم بعد يوم يجد المشاهد حقائق كانت غير مرئية له ويجد الطيب هو الشرير والعكس أيضا صحيح، كل هذه الأشياء جعلت الجمهور جزءا لا يتجزأ من المسلسل فهو بداخل الأحداث من خلال أفكاره التي تغيرت مع الأحداث وكأن المسلسل يقول دائما ليس كل ما تراه حقيقيا فالحقيقة الكاملة لم تظهر حتى الآن لا تحكم على الأشياء بعينك فنحن أمام أحداث بلا دليل.

 

والعنصر الثاني وهو الأكثر أهمية هو عنصر التمثيل الذي كان أشبه ب"البينج بونج" بسبب قوة الآداء وظهر ذلك في المشاهد التي كانت تجمع درة وخالد سليم" أو "حبيبة وعمر".

 

فشخصية حبيبة مركبة ومشتته بداخلها كثير من التناقض حتى في مشاعرها، واستطاعت درة أن تظهر كل هذه التناقضات من خلال آدائها التمثيلي، الذي اعتمدت فيه على تعبيرات وجهها ونبرة صوتها وحركة جسدها وصمتها أحيانا، وبهذا التشتت الذي بداخلها تخلق بداخل المتفرج تشتت أيضا حول معرفتها بشكل جيد فأحيانا تكون متهمة وأحيانا أخرى مظلومة، واستطاعت درة أن تعبر عن تعقيدات التشخصية بكل جوارحها كما أنها تعلمت العزف على آلة الهارب بسبب شخصية حبيبة وذلك لمعايشة الشخصية وتقمصها تقمص تام ليس تقمص خارجيا فقط بل داخليا أيضا.

 

ونأتي إلى "عمر بركات" خالد سليم الذي تميز آدائه بالهدوء التام في أغلب المشاهد حتى بمشهد اتهامه بقتل "تيمور" فتميزت الشخصية بثبات انفعالي كبير يغلب عليه الذكاء والخدعة تجعل المتفرج في حيرة من أمره فرغم وجود أكثر من دليل حوله إلا أنه لم ينهار بعد مواجهته بجريمة القتل، هذا الآداء الذي ساهم في شكل كبير من خلق الكثير من الحيرة حوله والعجيب في الأمر أنه خلق الكثير من التعاطف أيضا فعمر ضحية إهمال حبيبة له التي تهرب منه طوال الوقت بحجة الانشغال بأشياء أخرى، لذا أصبحت شخصية "عمر" وهو المتهم الأول محور الجدل بين المشاهدين فالبعض يتهمه بالقتل وآخرين ممن ينفو هذه الجريمة والمتبقي يتعاطف معه في أغلب الأوقات.

 

أما "تيمور" الذي قام بآدائه نيقولا معوض الذي كان بمثابة المرآة العاكسة والكاشفة لأفعالهم الحقيقية وهو الشخصية التي تعري وتكشف خبايا جميع الشخصيات وكأنه "كورال" المسرحيات الإغريقية الذي يعلق على الأحداث ويكشفها بعد كل مشهد، عبر من خلال صوته أكثر من تعبيره من خلال تمثيله وذلك لعدم ظهوره في مشاهد تمثيلية كثيرة لكن الجمل الحوارية التي كان يظهر بها في كل حلقة كانت بمثابة الحلقة المفقودة للجمهور.

 

واستطاعت المخرجة منال الصيفي، أن تجمع جميع أركان المسلسل من "تمثيل" وتجسيد "حوار وسيناريو"، وحركة وزوايا الكاميرا التي اتحدت بشكل كبير مع طبيعة أغلب مشاهد المسلسل وخلقت مسلسلا مكتمل الأركان يشيد به الجمهور ويستحوذ على جزء كبير من تفكيره.