أقدار متشابهة فى حياة عائلة هيثم أحمد زكي

رحل عن عالمنا فجر اليوم الخميس، فنان ذات طابع خاص، في مقتبل العمر، دائماً ما كانت تحمل عيناه نظرة حزن عميقة، تميز بهدوء شخصيته وقلة حديثه، استطاع أن يرسم لنفسه شخصية مختلفة في أعماله، مستقلة عن طبيعة والده، تشابهت أقداره مع حياة والده أحمد زكي، ووالدته هالة فؤاد، فأراد له القدر أن يمر بظروف متشابهة من حياة والده أثناء فترة شبابه، وأيضا تشابه مع والدته في بعض الأشياء، إنه الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، الذي توفى، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.

نستعرض في السطور التالية الظروف القاسية التي أراد القدر أن  يواجهها الأب و الأم والابن، واحداً تلو الآخر في شبابهم ونشأتهم.

الوحدة تسيطر على طفولتهم

كان "هيثم" الابن الوحيد لوالده، وعانى اليُتم في حياته، فتوفيت والدته في التاسعة من عمره، ومات والده وهو في العشرينات من عمره، وكان نفس الحال مع "الإمبراطور" الذي عانى الوحدة الأسرية المتمثلة فى عدم وجود أشقاء له، كما أن والده توفى بعد ولادته، وأمه تزوجت شخص آخر.

هجوم في بداية المشوار الفني

واجه "هيثم" العديد من الانتقادات فى بداية ظهوره، و قارنه الجمهور بنجومية والده وقدرته على اتقان الأدوار، في حين الفتى الشاب كان في بداية مشواره وليس من المنطق مقارنته مع مشوار حافل بالتألق و النجاحات، ولكن كعادة الجمهور عند رؤية أي نجل لفنان كبير، فظل ينتقد "هيثم" حتى أصبح في حالة نفسية سيئة، لكنه لم يستسلم وأثبت نفسه من خلال دور "عاكف الجبلاوي".

وواجه أيضاً "النمر الأسود" ضربات موجعة، فعند إقامة احتفالية مرور ١٠٠٠ سنة على القاهرة، كتب صلاح جاهين أوبريت، و كان "زكى" من الكومبارس، لكن الأبطال لم يأتوا، مما دفع المخرج الألماني لترشيحه للبطولة، لكن مدير المسرح رفض على اعتباره مجرد "طالب وكومبارس"، وأيضاً عند اختياره لفيلم الكرنك رفض المنتج رمسيس نجيب لكونه أسمرا، معتبرًا أن وقوفه كحبيب أمام سعاد حسني، سيكون غير مقنع على الإطلاق للمشاهدين، وسيعرقل تسويق الفيلم، آلمه ذلك حد التفكير في الانتحار، ولكنه لم ييأس فأصبح بعد ذلك "الإمبراطور" الذي تحدث عنه الجميع.

ملامح متقاربة

أجمع الجمهور على تقارب نظرة عين الأب والابن، فعندما تدقق النظر في عينيهما تجد نظرة حزن عميقة، تبدو وكأنها نابعة من روح محملة بالآلام، كما أن الجمهور أجمع أن "الشبل" الراحل بدأ في الفترة الأخيرة أخذ نفس هيئة والده، في سماره وملامح وجهه.

توفى في نفس سن والدته

من الغريب أن الابن و الأم يتوفيان في نفس السن، و كأن العام الخامس و الثلاثين هو انتهاء عُمر العائلة، وانتقالها للرفيق الأعلى.